يوم الأربعاء الموافق 22/6/2022 يوم أشرقت فيه الشمس وانقشع السحاب وبزغ فيه نور الحق، حيث ألقى سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله، خطابا تاريخيا نيابة عن صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله، أعلن فيه حل مجلس الأمة 2020 على أن يصدر المرسوم لاحقا، مبينا الأسباب والنتائج، ومناشدا الشعب الكويتي ضرورة تحمل المسؤولية من أجل كويت جديدة خالية من التعصب والشللية والأنانية.
سيبقى هذا الخطاب محفورا في ذاكرة الوطن وفي الضمير، فهو لم يكن خطابا عاديا بل مدرسة وطنية تورث للأجيال عبر مناهج وزارة التربية، والتي تلعب دورا كبيرا في تخليد هذا الخطاب في قلوب أبنائنا ليكون منارة وطنية يتعلم منها الطلبة والطالبات كيف تصنع الأوطان وكيف تنمو المجتمعات وتغزو النهضة كل المجالات.
بداية الإصلاح: إنه خطاب يتعلم منه الطالب بداية الإصلاح وكيفية شق طريق التقدم وإدراك خطورة الفساد الإداري الذي يبدأ بالتعصب للطائفة أو للقبيلة وينتهي بالقضاء على الطموحات والآمال والأمنيات ليصبح الفساد الإداري البوابة الأولى لقتل الأوطان.
تصدع العلاقة بين السلطتين: وقد أوضح سمو ولي العهد ان تصدع العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية وعدم التزام البعض بالقسم العظيم أحد أسباب حل مجلس الأمة 2020.
«فمازال المشهد السياسي تمزقه الاختلافات وتدمره الصراعات وتسيره المصالح والأهواء الشخصية على حساب استقرار الوطن وتقدمه وازدهاره.
مما ترتب على ذلك مع الأسف الشديد القيام بممارسات تهدد الوحدة الوطنية ولا تتفق مع تطلعات المواطنين وآمالهم ولا مع ما تعاهدنا به للآباء والأجداد في الحفاظ على أمانة الوطن وظهور تصرفات وأعمال تتعارض مع الأعراف والتقاليد البرلمانية».
حل مجلس الأمة واللجوء إلى الشعب: وحفاظا على الوحدة الوطنية وإيمانا برغبة الشعب صاحب الكلمة المسموعة واستجابة للواجب الوطني والدستوري، فقد قرر سمو ولي العهد اللجوء إلى الشعب ليقوم بنفسه بإعادة تصحيح مسار المشهد السياسي من جديد ويحل مجلس الأمة 2020.
«فقد قررنا مضطرين ونزولا على رغبة الشعب واحتراما لإرادته الاحتكام إلى الدستور العهد الذي ارتضيناه واستنادا إلى حقنا الدستوري المنصوص عليه في المادة (107) من الدستور أن نحل مجلس الأمة حلا دستوريا والدعوة إلى انتخابات عامة».
لن نتدخل: وحرصا على الوحدة الوطنية وعلى تصحيح مسار المشهد السياسي فإن سمو ولي العهد صرح بعبارة «لن نتدخل» وكررها، حفظه الله مرارا:
«إننا لن نتدخل في اختيارات الشعب لممثليه، ولن نتدخل كذلك في اختيارات مجلس الأمة القادم في اختيار رئيسه أو لجانه المختلفة ليكون المجلس سيد قراراته، ولن نقوم كذلك بدعم فئة على حساب فئة أخرى، بل سنقف من الجميع على مسافة واحدة، هدفها فتح صفحة ومرحلة جديدة مشرقة لصالح الوطن والمواطنين».
إدراك حجم المسؤولية في اختيار المناسب: وقد لفت سموه إلى أهمية حسن اختيار المرشح: «ان المرحلة القادمة تتطلب منكم حسن اختيار من يمثلكم، ونأمل ألا يكون الاختيار أساسه التعصب للطائفة أو للقبيلة أو لفئة على حساب الوطن».
الاختيار غير الصحيح سوف يضر بمصلحة البلاد والعباد: وأكد سموه، حفظه الله، «وسوف يعود بنا إلى المربع الأول جو التعصب والتناحر وعدم التعاون وتغليب المصالح الشخصية على حساب الوطن والمواطنين، لذلك فإننا نطلب من الجميع إدراك حجم المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقكم في المشاركة الإيجابية في عملية انتخاب القوي الأمين المؤمن بربه ثم بوطنه».
مناشدة سمو ولي العهد لشعبه الأمين: وقد ختم سمو ولي العهد خطابه بهذه المناشدة: «ونناشدكم ألا تضيعوا فرصة تصحيح مسار المشاركة الوطنية حتى لا نعود إلى ما كنا عليه لأن هذه العودة لن تكون في صالح الوطن والمواطنين، وسيكون لنا في حال عودتها إجراءات أخرى ثقيلة الوقع والحدث».