جميع الدول تمر بمراحل متفاوتة من حيث التقدم والازدهار، والكويت واحدة من تلك الدول التي شهدت تقدما كبيرا بعد الاستقلال واكتشاف النفط وما جلبه على أهلها من خيرات في جميع المجالات، ورغم ما شهدناه في السنوات الأخيرة من تأخر في عملية التنمية وعدم رضا من الناس عن مستوى الخدمات في شتى الأمور المتعلقة بحياة الناس كالتعليم والصحة والاقتصاد والسكن والطرق والزراعة وغيرها الكثير، فإنا ما زلنا متفائلين بالمستقبل الذي نتمنى أن يكون أفضل وأكثر إشراقا بالنسبة لأبنائنا، والجميع يعلم أن معظم ما كنا فيه من تأخر كان بسبب عدم تعاون السلطتين وانتشار الفساد وعدم ردع الفاسدين بصورة باتة وحازمة.
واليوم ومع صدور الأمر الأميري السامي بتعيين الفريق أول م.الشيخ أحمد النواف رئيسا لمجلس الوزراء نرى تفاؤلا من المواطنين بإحداث تغييرات إيجابية في حياتنا وأن نرى عجلة التنمية والتطور تسير من جديد، أملا في عودة الكويت إلى مكانتها خليجيا وعربيا ودوليا وأن نرى المشاريع الحقيقية التي تساهم بشكل فعلي في خدمة المواطنين وتحسين ظروف حياتهم، وأن يتم حل القضايا العالقة كالقضية الإسكانية ومعالجة الخلل في الخدمات المقدمة وتحسين البنية التحتية والاهتمام بالمرافق، وأيضا محاربة الفساد من جذوره ومهما كانت مستوياته وأماكنه.
نعم متفائلون برئيس الوزراء الجديد الذي تقع على عاتقه مسؤولية كبيرة، نسأل الله تعالى أن يوفقه في حملها وأدائها، وأن يتم اختيار الوزراء من الأشخاص أصحاب الكفاءة والقدرة على العمل والعطاء والمشهود لهم بالأمانة والحرص على مصلحة الكويت من خلال العمل الجاد وبعيدا عن المحسوبيات، فالشعب يريد وزراء قادرين على العطاء الحقيقي والنهوض بالعمل في وزاراتهم والجهات التابعة لهم بشكل يلمسه المواطن خلال أقرب وقت.
وبما أن الشيخ أحمد النواف حاصل على بكالوريوس في التجارة من جامعة الكويت، وتدرج في السلك العسكري وشغل منصب وكيل وزارة مساعد لشؤون الجنسية والجوازات بوزارة الداخلية ثم منصب وكيل وزارة مساعد لشؤون التعليم والتدريب بوزارة الداخلية، وكان محافظا لحولي وتقلد العديد من المناصب القيادية، ونائبا لرئيس الحرس الوطني بدرجة وزير، ونائبا أول لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للداخلية، فهذا يجعله قادرا على معالجة المشكلات التي يمكن أن تعترض العمل مهما كانت طبيعتها، فخبرته وقربه من الناس من الأمور التي تسهل عليه تحمل تلك المسؤولية الكبيرة والتي هو أهل لها إن شاء الله تعالى.
نبارك للشيخ أحمد النواف نيله ثقة صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد وسمو ولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد، حفظهما الله، ونسأل الله تعالى أن يوفقه لما فيه خير البلاد وأهلها وأن يعينه على حمل الأمانة.