سنتحدث اليوم عزيزي القارئ عن جراحة تصحيح الحول، و«الحول» عادة ما يصيب صغار العمر، ومن الممكن أن يصيب الكبار بنسبة أقل، وهو عبارة عن عدم التقاء حركة العينين، وهي حركة في الأساس متناسقة ومتناغمة مع بعضها بعضا لكي يرى المريض الصورة ذات البعد الثلاثي، ولا يحدث معه ازدواج في النظر.
والأشخاص الذين لديهم بعد نظر يسبب لهم حولا داخليا، أو حولا أنسيا، وهي تكون إحدى العينين داخلة مقارنة بالعين الأخرى، مما يسبب كسلا في العين، وأضف إلى ذلك الشكل الخارجي للعين يكون غير مقبول، ومن الممكن أن تسبب له مشاكل نفسية.
وهناك أيضا حول وحشي وهي أن تكون العين للخارج، وهذا الحول يصيب المرضى الذين يعانون من قصر النظر، ويمكن علاج الحالتين من دون عملية عن طريق لبس النظارة الطبية خاصة الأطفال.
أما إذا كانت النظارة الطبية تساعد وتقلل درجة الحول عن 10 درجات، فمن الممكن متابعة الحالة، وتغيير النظارة كل عام على حسب الحاجة، وفي بعض الأعيان يضطر الطبيب إلى إغلاق العين السليمة لكي يقوي العين الضعيفة، ويمتد وقت التغطية إلى 5 ساعات يوميا، أو حسبما يرى الطبيب المعالج، كذلك فمن الضروري تجاوب الأهل في البيت مع الطبيب المعالج لزيادة نجاح إقلال نسبة الحول، إذ لم تنفع هذه الطريقة فسوف يلجأ الطبيب إلى إجراء عملية الحول، وتعتبر العملية سهلة جدا، ولكن لأنهم أطفال، فعادة يلجأ الطبيب إلى التخدير الكامل، وعند العملية يلجأ الطبيب إلى إجراء عمليات بسيطة في عضلات العين لكي يوازن حركة العين بين العينين.
كذلك من الممكن أن يلجأ الطبيب إلى عمل عملية في العينين بنفس التوقيت لجعل الحركات متناسقة، وفي بعض الأحيان يظل الطفل يرتدي النظارة الطبية، ثم يلتزم الطفل في البيت نحو أسبوع كامل بعد العملية، ويتحرك حركة خفيفة حتى يتم التئام الجروح، ونسبة النجاح من 80 إلى 90%، ولكن من الممكن أن يحتاج المريض إلى عدة عمليات أخرى في العين، وهذا لا يعني فشل العملية.
ونجاح العملية يعتمد على تقوية العين المصابة، وهذا يعتمد بشكل كبير على الأم والأب، ومساعدتهما للطبيب المعالج، أما حول الكبار فيكون عادة بسبب إصابات، أو ضربات، أو تلف في عصب معين يؤدي إلى أن حركة العين تصبح غير طبيعية، وهو ما يصيب مرضى السكري أكثر، وهذه العملية سهلة، والشخص الكبير يسهل الموضوع أكثر لأن عنايته بنفسه تكون أفضل من الصغار.