دارت «معارك عنيفة» في جنوب أوكرانيا أمس، في اطار الهجوم المضاد الذي اطلقته قوات كييف أمس الأول، أملا في استعادة مدينة خيرسون من قبضة القوات الروسية التي دعاها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الى الفرار من وجه قواته.
وقالت الرئاسة الأوكرانية انه «سجل دوي انفجارات عنيفة طوال اليوم وطوال الليل في منطقة خيرسون». وأنه جرت معارك عنيفة في غالبية أرجاء المنطقة.
وأضافت «شنت القوات الأوكرانية المسلحة هجمات في اتجاهات عدة»، مؤكدة تدمير «عدد من مخازن الذخيرة» و«كل الجسور الكبرى» التي تسمح للآليات الروسية بعبور نهر دنيبرو.
وتحدث النائب سيرغيي خلان عبر التلفزيون الأوكراني «عن قصف مدفعي مركز على مواقع العدو.. في كامل أراضي منطقة خيرسون المحتلة» الواقعة عند أبواب شبه جزيرة القرم.
وقالت روسيا من جهتها إنها صدت «محاولات هجوم» أوكرانية في منطقتي خيرسون وميكولاييف. وأعلنت تكبد الأوكرانيين «خسائر فادحة»، واصفة الهجوم بـ«الفاشل».
وتوعد زيلينسكي بأن تلاحق القوات الأوكرانية الجيش الروسي «حتى الحدود». وقال «إذا كانوا يريدون النجاة، فإن الوقت قد حان لفرار الجيش الروسي. عودوا إلى منازلكم».
ولعل ما شجع القوات الاوكرانية على شن الهجوم المضاد، الخسائر الموجعة التي تعرضت لها القوات الروسية في الآونة الأخيرة، بموازاة ما أعلنه مسؤول كبير في الإدارة الأميركية من أن روسيا تواجه «إخفاقات كثيرة» مع الطائرات المسيرة الإيرانية الصنع التي حصلت عليها من طهران هذا الشهر.
وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن موسكو تسلمت طائرات بدون طيار من طراز مهاجر-6 وسلسلة شاهد خلال عدة أيام.
وقال «تقديرنا هو أن روسيا تعتزم استخدام هذه الطائرات المسيرة «الدرونز» الإيرانية، في شن هجمات جو ـ أرض وحروب إلكترونية واستهداف في ساحة المعركة في أوكرانيا».
وفي السياق ذاته، كشفت مسؤولة أميركية أن الجيش الروسي يواجه صعوبة كبيرة في تجنيد متطوعين. وقالت مسؤولة كبيرة في وزارة الدفاع الأميركية (الپنتاغون) طالبة عدم ذكر اسمها، إن من غير المرجح أن تنجح جهود موسكو في تجنيد متطوعين جدد، حيث أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي بزيادة عدد قواته المسلحة بنسبة 10%.
وحسب المسؤولة في «الپنتاغون»، فإن روسيا بدأت بالفعل تجنيد المزيد من أجل تشكيل كتيبة واحدة من المتطوعين على الأقل في كل منطقة واستحداث فيلق ثالث في الجيش.
وقامت بإلغاء الحد الأقصى لسن المجندين الجدد، وكذلك عن طريق تجنيد سجناء، واعتبرت أن «العديد من هؤلاء المجندين الجدد كانوا مسنين، وفي حالة بدنية سيئة، ويفتقرون إلى التدريب»، وفق قولها.
الى ذلك، ومع اقتراب فصل الخريف قامت روسيا بخطوة انتقامية اخرى من حلفاء كييف الأوروبيين، واقرت تخفيضا اضافيا في شحنات الغاز الى فرنسا. وأعلنت شركة الطاقة الفرنسية إنجي عن خفض إضافي في عمليات تسليم شركة غازبروم الروسية العملاقة.