القاهرة ـ هناء السيد
ترأس وزير الخارجية الشيخ د.أحمد ناصر المحمد وفد الكويت المشارك في أعمال اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته العادية الـ 158 الذي عقد في مقر الأمانة العامة بالقاهرة.
هذا وأعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أنه تم الاتفاق نهائيا خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب على عقد القمة العربية المقبلة في الجزائر في 1 و2 نوفمبر القادم، مؤكدا أنه لا صحة للحديث عن احتمالات لتأجيل القمة أو نقلها أو غيره.
وأكد أبو الغيط في مؤتمر صحافي عقده بعد اختتام مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية في دورته الـ 158 أهمية قمة الجزائر، مشيرا إلى أن آخر قمة عربية عقدت في 2019، أي مضى أكثر من 3 سنوات على عقدها.
وقال إن هناك موضوعا كان يحلق في الأفق طوال الوقت وهو مسألة عودة سوريا لشغل مقعدها، ولكن الجانب السوري نقلا عن الإعلام الجزائري، قال إن دمشق تستبعد نفسها من شغل المقعد في هذه الدورة.
وأضاف: يجب أن تكون القمة ناجحة ويصدر عنها قرارات ويلتقي القادة العرب ويتفاهموا، خاصة أن هناك العديد من المشكلات العربية، فسوريا ليس فيها ملامح حل، والعراق أجرى انتخابات ولم تؤد إلى تشكيل حكومة، وهناك مشكلة ليبيا، حيث كان هناك اقتتال داخل طرابلس.
وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمجلس، أكد أحمد أبوالغيط أن العالم العربي، على ما يعانيه من أزمات وبرغم ما يواجهه من تحديات، لايزال قادرا على الاستجابة للتحديات، ككتلة إقليمية صلبة ومتراصة.
وقال أبوالغيط «إننا نتطلع بكل ثقة للقمة القادمة في الجزائر في نوفمبر القادم بإذن الله، وندعو الله أن تكون محطة مهمة في تاريخ العمل العربي المشترك، وأن تكون سببا للالتئام والوحدة، وتعبيرا أصيلا عن الرأي العام في بلادنا الذي يرغب في رؤية زعمائه وقد اجتمع شملهم وتوحدت كلمتهم». وأضاف «ولأجل هذا الهدف السامي، يتحتم علينا معالجة أي خلاف، واحتواء أي مشكلة، واضعين نصب أعيننا على الدوام المصلحة العربية العليا، حريصين كل الحرص على متانة الرابطة التي تجمعنا». وشدد على أن العالم يعيش حالة خطيرة، نلمسها جميعا، من تلاحق الأزمات وتداخلها وتسارع وتيرتها، وما من دولة إلا وتجد نفسها اليوم في خضم هذه الأزمات بصورة أو بأخرى، مضطرة للتعامل مع تبعاتها والتجاوب مع مجرياتها.
وأضاف: «إننا في المنطقة العربية ننظر إلى ما يجري على الساحة الدولية من تغيرات وتطورات من زاوية رئيسية، وهي المصالح العربية، كيف نصونها ونعززها وندافع عنها، ومن هذا المنطلق، ووفق تلك الرؤية، جاءت مواقفنا الجماعية من الحرب في أوكرانيا، واعتبر أن تحركنا الجماعي تجاه هذه الأزمة الدولية الخطيرة، بما في ذلك الزيارة التي قامت بها المجموعة الوزارية لطرفي الأزمة، فضلا عن استقبال ممثلين على أعلى مستوى لكلا الطرفين هنا بالأمانة العامة للجامعة للاستماع إلى وجهات نظريهما».
وتابع الأمين العام قائلا «اعتبر أن هذا التحرك دلالة مهمة على عمق التنسيق العربي تجاه واحد من أخطر التحديات على الصعيد الدولي، وإشارة إلى الحاجة الماسة للاستمرار في مثل هذا التنسيق في المرحلة القادمة». وأشار إلى أن الدول العربية تعاني، ولا شك، جراء تلك الأزمة، وربما كان التراجع في أوضاع الأمن الغذائي هو أخطر ما تتعرض له المنطقة من آثار وتبعات، وللأمن الغذائي، كما هو معروف، علاقة واضحة بمعدلات الفقر التي تصاعدت على صعيد عالمي وفي المنطقة العربية للأسف، كما أن تأمين مصادر الغذاء يعد جزءا لا يتجزأ من الأمن القومي العربي بمفهومه الشامل.
وأكد أنه لا ينبغي أن تطغى الأزمات العالمية على الأزمات المشتعلة في الإقليم، والتي مازالت بعيدة عن الحل السياسي.
وقال إن الوضع في سورية مازال يعاني جمودا متزايدا على خلفية تصاعد الاستقطاب الدولي، مع هشاشة الوضع الأمني وترد خطير في الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في كل أنحاء البلاد.
وأضاف «وفي اليمن، وبرغم ما تمنحه الهدنة من فرصة حقيقية للعمل على التوصل إلى حل سياسي شامل، فإن الهوة بين مواقف الأطراف مازالت شاسعة، والتدخل الخارجي يزيد من تصلب المواقف ويسهم في إطالة أمد هذا الصراع الذي يدفع ثمنه الشعب اليمني، أما في ليبيا نرصد ابتعادا أكثر عن منطق التسوية والحلول الوسط، ومزيدا من الانقسام بين الأطراف على نحو بات يهدد باشتعال الصراع كما تابعنا جميعا مؤخرا».
وقال إنه وفي كل هذه الأزمات يظل الحل السياسي الخيار الوحيد الممكن لتحقيق الاستقرار، وإنهاء المعاناة الهائلة للشعوب ووقف نزيف الدم والخسائر الذي تكبدتها الدول عبر السنوات الماضية.
وأشار إلى أنه في العراق، يتابع الرأي العام العربي ما يجري في هذا البلد المهم بقلق بالغ. وقال «لقد وئدت خلال الأيام الماضية فتنة كادت تلقي بالبلاد في أتون المزيد من الصراع والعنف، ونحمد الله أن لغة العقل تغلبت قبل فوات الأوان، غير أننا نرصد جميعا مخاطر استمرار الأزمة السياسية، ونطالب كل القوى السياسية والمكونات في العراق باللجوء للحوار السياسي سبيلا وحيدا لمعالجة الخلافات.