طارق عرابي
قال نائب الرئيس والرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية الشيخ نواف السعود، إن إنتاج الكويت الحالي من النفط يزيد على 2.8 مليون برميل يوميا بما يتسق مع حصتها في أوپيك، مؤكدا على أن الكويت لديها خطط لزيادة إنتاج النفط الخام متى طلبت السوق ذلك.
وأضاف في تصريحاته للصحافيين على هامش المعرض والمؤتمر الفني السنوي الـ 28 لجمعية مصنعي الغاز، الذي انطلقت فعالياته صباح امس، أن الغموض يحيط حاليا بأسواق الغاز والنفط، ما يثير تساؤلات حول المستقبل الاقتصادي للعالم مع زيادة أسعار الفائدة والركود المتوقع في الاقتصادات العالمية ومدى تأثيره على الطلب على النفط.
وتابع بالقول: «لقد عمل تحالف «أوپيك+» على زيادة إنتاج النفط هذا العام ضمن سعيه لإلغاء التخفيضات القياسية التي تبناها عام 2020 بعدما تسببت الجائحة في تراجع الطلب، إلا أن المجموعة أخفقت في الأشهر الماضية في تحقيق زيادات الإنتاج المخطط لها نتيجة نقص استثمارات بعض دول أوپيك في الحقول النفطية فضلا عن تراجع الإنتاج الروسي».
وفي كلمته التي ألقاها بافتتاح المؤتمر، نيابة عن وزير النفط ورئيس مجلس إدارة مؤسسة البترول الكويتية د.محمد الفارس، أكد السعود على أن قطاع النفط والغاز قد تفاعل مع التقلبات الهائلة خلال العامين الماضيين، والتي حدثت بسبب جائحة كورونا، وأدت إلى انكماش الطلب على الطاقة نتيجة الإغلاقات وإجراءات الحظر التي فرضت.
وأشار الى انه من بين تداعيات الجائحة، قيام معظم شركات النفط والغاز باتخاذ قرارات مصيرية وتخفيض حاد للمصروفات الرأسمالية والتشغيلية في صراع لتحقيق نوع من الاستقرار المالي، حيث تراوحت التخفيضات الرأسمالية ما بين 10 و 80% بينما تم تخفيض النفقات التشغيلية إلى ما يصل 30%.
وأضاف انه موضوع «أمن الغاز» تصدر المشهد نتيجة للصراع في أوروبا والانقطاعات بإمدادات الغاز، فيما أظهرت ردة فعل مستهلكي الغاز بأوروبا على نقص الإمدادات وارتفاع الأسعار، مدى اعتماد العالم على الغاز الطبيعي كمصدر نظيف لتوليد الطاقة والتدفئة، ولعل هذا ما يقودنا إلى موضوع مؤتمرنا هذا العام، «الفرص والتحديات في سلسلة قيمة الغاز الطبيعي».
وأشار السعود إلى ان من أهم التحديات الرئيسية التي تواجه صناعة الغاز، هي عدم القدرة على التنبؤ بالعرض والطلب، لاسيما في ضوء الانكماش الاقتصادي المحتمل والتوازنات الجيوسياسية سريعة التغير، مؤكدا أن هذه الصناعة تواجه منافسة متزايدة من التحول العالمي نحو مصادر الطاقة المتجددة، وهذا التحول هو تحد رئيسي آخر يتعين علينا التعامل معه بجد.
وقال إنه مع الاجماع على اعتبار الغاز وقودا انتقاليا مهما في تحول الطاقة، نجد فرصا كثيرة لتعزيز دور الغاز كمصدر نظيف للطاقة لعقود قادمة، لذا بات من المؤكد أن حالة عدم اليقين تجاه هذه الصناعة تجعل قرارات الاستثمارات الجديدة معقدة، مما يجعل الحاجة إلى تطوير وإيجاد مزيد من فرص تحسين العمليات الخاصة بالغاز أمرا بالغ الأهمية إذا أردنا التغلب على هذه التحديات.
واختتم الشيخ نواف السعود كلمته بالتأكيد على التزام الكويت باتفاقية باريس للمناخ وتطلعها لخلق ظروف بيئية أفضل ما يجعل من الضروري الاعتماد بشكل أكبر على الغاز كمصدر وقود رئيسي لتوليد الطاقة، وعليه فإن الكويت حريصة على تطبيق التقنيات المناسبة لرفع كفاءة وسلامة المنشآت والبنية التحتية الخاصة بمعالجة الغاز، وبالتالي تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة.
من ناحيته، اكد الرئيس التنفيذي لشركة نفط الكويت بالوكالة، خالد العتيبي، أن «نفط الكويت» تعتزم زيادة إنتاج الغاز الطبيعي لتلبية الطلب المحلي على الطاقة، مشيرا إلى أنه وفي ظل تعافي العالم شيئا فشيئا من الاضطرابات الناجمة عن جائحة كوفيد-19، عاد الطلب على النفط والغاز إلى مستويات ما قبل الوباء في عام 2019.
وأضاف أنه وفي ظل بيئة الأسعار المرتفعة هذه، تعقد شركة نفط الكويت العزم على زيادة إنتاجها من الغاز الطبيعي تماشيا مع استراتيجية مؤسسة البترول الكويتية لتلبية الطلب المحلي على الطاقة، حيث من المقرر أن تتم زيادة الإنتاج بشكل أساسي، من خلال تطوير إنتاج الغاز الحر من الحقول الجوراسية، كما وقعت شركة نفط الكويت عقدا للحفر البحري والتنقيب عن النفط والغاز في المياه الإقليمية الكويتية، وهو أحد أهم المشاريع التي يجري تنفيذها حاليا في إطار استراتيجية الشركة لعام 2040.
وبالإضافة إلى مرافق الاستكشاف والإنتاج، اكد العتيبي ان شركة نفط الكويت تمتلك وتدير شبكة محطات تزويد الوقود التي تغذي محطات توليد الكهرباء والماء وجميع الصناعات الأخرى بالكويت باحتياجاتها من غاز الوقود، وقد تم دمج الشبكة مع محطة الغاز الطبيعي المسال التابعة للشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة (كيبيك) لتلبية الطلب المتزايد على توليد الطاقة.
بدوره، أكد رئيس جمعية مصنعي الغاز فرع مجلس التعاون الخليجي، حمد الزوير، أن الجمعية تأثرت بجائحة كورونا، حيث كان من المفترض أن يعقد هذا المؤتمر في مارس 2020، وهو الشهر نفسه الذي أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ الصحية، لذا لجأت جمعية مصنعي الغاز - فرع مجلس التعاون الخليجي، في إطار جهودها لإدارة الإجراءات الاحترازية أثناء الوباء، إلى منصات افتراضية وإلكترونية عبر الإنترنت لمواصلة أنشطتها، وخلال ذلك الوقت، عقدنا أربع ندوات افتراضية عبر الإنترنت تغطي موضوعات مختلفة.
وأضاف: «أثبتت الاستضافات الدورية بالتناوب للمؤتمر والمعرض والندوات السنوية عبر دول مجلس التعاون الخليجي أنها وسيلة فعالة لتعزيز المعرفة الفنية، وجذب المشاركة الفعالة للعديد من الشركات في جميع أنحاء المنطقة، كما أنها ساعدت على تشجيع المشاركة بين أعضاء اللجنة التنفيذية والفنية في جمعية مصنعي الغاز - فرع مجلس التعاون الخليجي لتعزيز أنشطتهم، الأمر الذي أسفر بدوره عن إنجازات كبيرة، وقد تم إجراء عدد من الزيارات الميدانية بين الشركات في مجلس التعاون الخليجي لتبادل المعرفة والخبرات».