- خالد الشمري الحراسة أزمة قيد الانتظار والمباريات المحك الرئيسي للتطوير
- شهاب كنكوني مرمى الأزرق في أمان والحارس الحديث يشارك في البناء التكتيكي
- محمد صيام: فكرة الحارس الأوحد خاطئة.. والحارس الثاني مشكلة في أغلب الأندية
هادي العنزي
يزخر تاريخ منتخبنا الوطني لكرة القدم بالعديد من النجوم في حراسة المرمى، فقد افتتح أحمد الطرابلسي قائمة «أساطير المرمى» تبعه سمير سعيد، خالد الشمري، ومطير شرقاط، ومن ثم حسين المكيمي، فلاح دبشة، نواف الخالدي، شهاب كنكوني، وانتهاء بسليمان عبدالغفور، خالد الرشيدي، وحميد القلاف، وحسين كنكوني، والقائمة تطول.
وقد شهدت الملاعب الموسم الماضي وبدايات الموسم الحالي ظهور عدد من الحراس الشباب، أمثال خالد العجاجي، ضاري العتيبي، وعبدالرحمن الفضلي، وغيرهم، إذ قدم عدد من الحراس الشباب أداء جيدا، وتمكن من إثبات وجوده خلال عدة أسابيع، فيما ظهر الآخر مهزوزا أومرتبكا، مفتقدا للمرونة المطلوبة، والقدرة على اتخاذ القرار في الوقت المناسب، وبين إمكانات فنية، وفوارق جسمانية، أخذ القلق يساور عشاق المستديرة عن أحد أهم المراكز.
«الأنباء» استطلعت آراء عدد من المختصين بحراسة المرمى، من مدربين، ولاعبين دوليين سابقين، لتتعرف من خلالهم عن «حراسة المرمى» في الكويت في الوقت الحالي، ومستقبلها، وإن كان هناك ثمة ما يستدعي القلق، وإطلاق جرس الإنذار للاتحاد والأندية؟.. فإلى تفاصيل الآراء:
أزمة قيد الانتظار
بداية، أكد عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة السابق وحارس «الأزرق» خالد الشمري أن حراسة المرمى تعد أزمة قيد الانتظار، وهو ما كان يعد مصدر الأمان لمنتخباتنا الوطنية لعدة عقود متتالية، مرجعا السبب في ذلك إلى عدم الثقة بالحراس الشباب، مما يتسبب في عدم منحهم الفرصة المستحقة، مضيفا: «لا أحد يتعلم بالتمرين ومن على مقاعد البدلاء فقط، اذ تعد المباريات الرسمية المحك الرئيس لتطوير الحارس فنيا ونفسيا، وعادة ما يقيم الحارس على أخطائه، وهذا تقييم يفتقد للعدالة، فالخطأ وارد من جميع اللاعبين».
وأشار الشمري إلى أنه ونظرا لحرص الأجهزة الإدارية والفنية على تحقيق بطولات آنية، فهي تغفل أو تتجاهل بناء لاعب للمستقبل، ومن شأن هذا الأمر أن يتسبب في إهدار العديد من المواهب الشابة، وهذه النظرة لم تكن حاضرة في العقود الماضية، مضيفا: «شاركت في حراسة مرمى الفريق الأول لكاظمة وعمري لم يتجاوز 17 عاما، وكذلك الراحل سمير سعيد بالعربي، وأحمد الطرابلسي مثل الأزرق في بطولة آسيا وعمره 17 عاما أيضا، وعليه نأمل إعطاء الثقة للحراس الشباب من خلال الاستمرارية في تمثيل فرقهم»، ولافتا إلى أن الحارس الجيد بإمكانه أن يعوض بعض الفروق الجسمانية من خلال المرونة، والشجاعة في اتخاذ القرار، والتمركز الجيد.
من جانبه، شدد مدرب الحراس بنادي القادسية محمد صيام على أن حراسة المرمى في الكويت ليست في خطر بالمطلق، وقال مستدركا:«لكن هناك أزمة حارس ثان ينافس الحارس الأساسي في أغلب الفرق التي تسيطر عليها فكرة الحارس الأوحد، وهذا خطأ كبير يرتكب بحق الحراس الشباب، بالإضافة إلى أنه يسهم في إرباك الفريق حال اصابة الحارس الأساسي، وفي المجمل الحارس يصل إلى مرحلة النضج الكروي من الناحيتين الفنية والبدنية بعمر 27 سنة تقريبا، شريطة الالتزام بالتدريبات اليومية».
وأكد صيام أن حارس المرمى في الكويت يحتاج إلى عقلية الاحتراف بالدرجة الأولى، والإيمان بقدارته والوصول إلى العالمية، فالعماني علي الحبسي مثال ليس ببعيد، مضيفا: «هناك عدد وافر من الحراس الشباب يمثلون الامتداد الأصيل لأفضل الحراس في تاريخ الكويت وهذا ليس من باب التفاؤل مطلقا، بل هو خلاصة متابعة دقيقة لحراس المرمى في الكويت، وهناك العديد من المواهب الشابة أمثال: ضاري العتيبي (الكويت)، عبدالعزيز البحر، نواف الشمري (القادسية)، عبدالرحمن الفضلي (السالمية)، عبدالرحمن المجدلي (الساحل)، عبدالرضا شهاب (إعارة في الفحيحيل)، وحسين شهاب كنكوني وهؤلاء جميعا يتمتعون بإمكانات فنية عالية، بعدما تأسسوا جيدا في المراحل السنية، وكذلك مؤهلات جسمانية متميزة من حيث الطول والمرونة، تؤهلهم لأن يكونوا من حراس النخبة مستقبلا، وآمل مواصلتهم التقدم والاقتداء بالحراس الخبرة أمثال سليمان عبدالغفور وخالد الرشيدي، الذين يتدربون وكأن أعمارهم لم تتجاوز الـ18 عاما».
أعطوهم الثقة
من جهته، ذكر حارس كاظمة و«الأزرق» السابق ومدرب الحراس شهاب كنكوني أن مستقبل حراسة المرمى بأمان بوجود عدد غير قليل من الكفاءات الشابة دون الـ 20 عاما، مضيفا: «هؤلاء الشباب حصلوا على تدريب منذ بداية مسيرتهم الكروية صغارا، وتعلموا وفق أحدث الأسس التدريبية، والخطط الحديثة المتبعة في كرة القدم التي تمكنهم من المشاركة في البناء التكتيكي للفريق، ونأمل أن يأخذوا فرصتهم كاملة مع فرقهم أو الأندية، وهذا مسؤولية الأجهزة الفنية والإدارية».
وأشار كنكوني إلى أن هناك عدة صفات يجب توافرها في الحارس الشاب لعل في مقدمتها المواظبة على التدريبات اليومية لتطوير مهاراته، والتركيز العالي داخل الملعب، وثبات المستوى الفني طوال الموسم، والتمركز الصحيح، والشجاعة في اتخاذ القرار في اللحظات الحاسمة، فضلا عن المواصفات الجسمانية والتي يعد الطول أهمها، ولافتا إلى أن احتياجات الحارس الفنية تختلف من واحد لآخر وذلك يحدده مدربه المباشر، وفق مؤشرات المستوى طوال الموسم.