«علاج الداء يتطلب طبيبا ماهرا يستطيع كخطوة أولى تحديد أسباب الداء لوصف الدواء الشافي والعلاج الناجع»، القاعدة السابقة إذا ما انطبقت على قضية المخدرات سنضع أيدينا على سبب المشكلة وصولا إلى الحل الأمثل.
ينتابني شعور بالدهشة والاستغراب من كمّ المخدرات والحبوب والخمور التي تضبط من قبل رجالات وزارة الداخلية، وفي طليعتهم رجال الإدارة العامة لمكافحة المخدرات والإدارة العامة لخفر السواحل والإدارة العامة للجمارك، وتقديرا لهذه الجهود المباركة يحرص نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الداخلية بالإنابة الشيخ طلال الخالد على مغادرة مكتبه والانتقال والإشراف على فض أحراز المضبوطات من المواد المخدرة.
الكميات المضبوطة بشكل شبه يومي يصعب التصديق بأنها موجهة فقط إلى داخل البلاد، لأن ذلك غير متصور والتفسير المنطقي أن معدلات الإدمان كبيرة للغاية، أما السبب الآخر، فهو مرجح أن جانب من هذه السموم يضخ إلى أسواق أخرى بحيث تكون الكويت ترانزيت إلى دول أخرى.
ملف المخدرات، وكما سبق وذكرت، يحظى باهتمام كبير من قبل الوزير الخالد، ودعوته إلى عدم التهاون في حماية المجتمع من آفة المخدرات المدمرة، وتنويه معاليه بأن «محاولات إغراق البلاد بهذه الآفة أصبحت أكثر شراسة واحترافية، وحتمية بذل المزيد من الجهود والوقوف بكل قوة لمواجهة هذا الخطر، ولن نتوقف حتى نقضي على هذه الآفة لحماية شباب الوطن.
دعونا نتفق على أن أجهزة الدولة باتت تضع هذا الملف في بؤرة الاهتمام ويما يعيق ويحبط محاولات إغراق البلاد بهذه السموم والفتك بأهم ثروات أي مجتمع وهم الشباب، فلا خير في أمة لا تحمي أبناءها.
عودة إلى ما بدأت به نافذتي، وأقول إن علاج آفة المخدرات ينطلق من وجود بيئة مساعدة وسوق يستوعب السموم، وبالتالي حتمية العمل نحو تقليل المتعاطين بتقديم الخدمات الصحية التأهيلية العلمية ومراكز كافية للعلاج من الإدمان وتنظيم حملات توعوية توجه الآباء والأمهات والزوجات.. الخ إلى اكتشاف إدمان الشاب أو الفتاة أو الزوج وتقديم المساعدة في التقويم، وبذلك لن يكون هناك الطلب ذاته على المخدرات، وإذا مضينا في هذه الخطوة بالتزامن مع النهج المتعلق بتشديد المراقبة وسد الثغرات التي يستغلها المهربون قطعنا شوطا مهماً وفي خطوات مهمة وقطعنا الطريق أمام تجار المخدرات لأنهم لن يجدوا سوقا رائجا لتجارتهم المحرمة مع الإسراع في محاكمة المهربين وسرعة تنفيذ أحكام القصاص للمدانين منهم، حفظ الله الكويت من كل مكروه.
٭ آخر الكلام: زيارة رئيس جهاز أمن الدولة ووكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون الأمن الجنائي بالتكليف الفريق سالم النواف إلى الإدارة العامة لمكافحة المخدرات الخميس الماضي لمتابعة جهودهم، تؤكد جدية الوزارة في مواجهة آفة العصر.