استشهد ناشط فلسطيني امس جراء انفجار دراجة نارية مفخخة في البلدة القديمة وسط مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، وسط اتهامات فلسطينية لإسرائيل بتنفيذ العملية.
وقالت مصادر أمنية فلسطينية، بحسب وكالة أنباء «شينخوا»، إن انفجارا وقع في ساعات الفجر الأولى داخل البلدة القديمة، ما أدى لإصابة الشاب تامر الكيلاني بجروح حرجة أدت لمقتله في وقت لاحق.
ونعت مجموعة «عرين الأسود»، التي تتألف من مسلحين تابعين لفصائل فلسطينية في نابلس، تامر الكيلاني ووصفته بأنه من «أشرس مقاتليها».
واتهمت المجموعة، في بيان مقتضب صدر عنها، إسرائيل بالوقوف وراء اغتيال تامر الكيلاني بعبوة متفجرة لاصقة، متوعدة «برد قاس ومؤلم» على العملية، ونشرت المجموعة عبر قناة على تطبيق «تلغرام» التي يتابعها ما يقرب من 180 ألف حساب، تسجيلين مصورين يظهر في أحدهما قيام شخص بترك دراجة نارية ومغادرة المكان، أما الثاني فيظهر لحظة وقوع الانفجار أثناء مرور الكيلاني بجانب الدراجة.
ودعا بيان المجموعة المسلحة إلى الحداد على روح الكيلاني والمشاركة الواسعة بتشييع جثمانه وليكون «يوم استفتاء على العرين والمقاومة».
من جهتها، أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن الكيلاني (33 عاما) ناشط بصفوفها في نابلس وهو أحد قادة مجموعة «عرين الأسود» وخاض الكثير من جولات «المواجهة وكان في طليعة المشتبكين ضد الاحتلال».
واعتبرت الجبهة في بيان أن «عملية اغتيال كيلاني لن تفلح في وقف المد الثوري، بل سيكون الرد بتصعيد المقاومة والمواجهة مع الاحتلال في كل الجبهات والمحاور والضرب بيد من حديد على كل العملاء».
من جهتها، أكدت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، أن اغتيال الشهيد تامر الكيلاني بمدينة نابلس «جريمة حرب» و«جريمة ضد الإنسانية»، تضاف لجرائم الإعدامات الميدانية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد أبناء الشعب الفلسطيني.
وحملت الخارجية الفلسطينية، في بيان صحافي امس، حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الجريمة، محذرة من التعامل مع جرائم الإعدامات الميدانية كإحصائيات وأرقام، تخفي حجم ومستوى معاناة الأسر الفلسطينية، جراء اغتيال وسرقة حياة أبنائها.
وشددت الوزارة على ضرورة أن يخرج المجتمع الدولي عن صمته، ولامبالاته، تجاه دماء الفلسطينيين ومعاناتهم، والظلم التاريخي المتواصل الذي وقع عليهم.
إلى ذلك، شارك مئات الفلسطينيين في اعتصام نظمته جامعة النجاح في نابلس شمال الضفة الغربية امس، للمطالبة بحرية التنقل في ظل حصار إسرائيلي للمدينة منذ أسبوعين.
وحمل الاعتصام شعار «الحق في التعليم والتنقل بلا حواجز»، لدعوة المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية والحقوقية، إلى التدخل لوقف سياسات القيود والحصار الإسرائيلية في الضفة الغربية.
وقال نائب رئيس الجامعة للشؤون المجتمعية رائد الدبعي، خلال الاعتصام، إن «على المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية ضرورة تحمل مسؤولياتهم فورا تجاه ما يتعرض له الطلبة من تقييد للحرية والاعتداءات اليومية عليهم»، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية.
وأضاف أنه «لليوم الـ 14 على التوالي يستمر حصار الاحتلال على نابلس، الذي يحاول أن يكسر من إرادة شعبنا وينتهك حقوقه الأساسية بما فيها حرية تنقل المواطنين بأرضهم والطلاب بالوصول لمؤسساتهم التعليمية».