تحت رعاية وبحضور مدير جامعة الكويت د.يوسف الرومي، استضافت الجامعة فعاليات يوم الأمم المتحدة في المركز الثقافي بمدينة صباح السالم الجامعية، والذي يسلط الضوء على جهود الشباب والمبادرات التي يقودها المجتمع تجاه العمل المناخي وتوضيحها والاعتراف بها. تضمن اليوم معرضا لمبادرات وإمكانات شبابية بالإضافة الى الحلقة الكبيرة والأولية التي تم افتتاحها، كما شمل عدة ورش وحلقات نقاشية تابعة لها.
وضمن فعاليات الاحتفالية عقدت سلسلة من الجلسات الحوارية، حيث تناولت الجلسة الحوارية الأولى موضوع الطاقة المتجددة والتكنولوجيا، والجلسة الحوارية الثانية تناولت موضوع المدن الذكية والمدن الصحية، والجلسة الحوارية الأخيرة جاءت بعنوان سلسلة ونظم الغذاء المستدامة.
وتناولت الجلسة الحوارية الأولى موضوع الطاقة المتجددة والتكنولوجيا، وأدارها د.محمد الصايغ من الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، وحاضر فيها د. أيمن القطان من معهد الكويت للأبحاث العلمية، م.حمد الكليب من المعهد العالي للطاقة، ود.بدر شفاقة العنزي من كلية العلوم الحياتية بجامعة الكويت، وم.آلاء حسن من شركة أبيسكو العالمية للمقاولات العامة للمباني.
وبين مدير الجلسة د.محمد الصايغ أن الطاقة المتجددة والتكنولوجيا عنصران أساسيان للتنمية المستدامة مقارنة بمصادر الطاقة الأخرى، وغالبا ما يكون لها تأثير أقل على البيئة، مبينا أن مجموعة متنوعة من مصادر الطاقة المتجددة توفر مجموعة واسعة من الخيارات لاستخدامها على عكس الوقود الأحفوري، ويمكن لمصادر الطاقة المتجددة أيضا أن تقدم إمدادا لا نهائيا تقريبا من الطاقة المستدامة والموثوقة إذا تم استخدامها بشكل مناسب. وقد طور معهد الكويت للأبحاث العلمية برنامج تكنولوجيا الطاقة المتجددة (RET) لتحديد خيارات الطاقة المتجددة الأكثر ملاءمة للظروف المناخية الخاصة بالكويت.
هذا، وذكر د.أيمن القطان من معهد الكويت للأبحاث العلمية، ان برنامج الطاقة المتجددة في الكويت يعد ضمن المشاريع النموذجية التي تم تنفيذها والتي تمهد لنقلة مرحلية لمشاريع أكبر وأضخم في المرحلة المقبلة، ضاربا بمشروع الشقايا مثالا على ذلك، والذي يعزز الاستدامة في الدولة، اضافة إلى خلق وظائف وسوق عمل جديد، فضلا عن كونه طاقة بديلة للنفط.
هذا، وأشار د.القطان في حديثه إلى المرسوم الأميري الذي تم إقراره في مارس الماضي، والذي بدوره يتيح لوزارة الكهرباء والماء شراء الطاقة من المواطنين بشرط أن تكون ضمن الطاقة المتجددة.
وعن دور المعهد العالي للطاقة التابع للهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، تطرق م.حمد الكليب عضو هيئة تدريب في المعهد، عن تاريخ الكويت في استحداث الوظائف والأعمال الفنية، وتطور أسواق العمل وتمكين الشباب في هذه القطاعات سواء من حديثي التخرج أو ذوي الخبرة لتطوير معارفهم، مختتما حديثه بالشكر الجزيل لجامعة الكويت ممثلة بمديرها د.يوسف الرومي وممثلي الأمم المتحدة لإقامة هذه الفعالية التي أتاحت الفرصة لمشاركة ذوي الصلة بقطاع الطاقة وبدء الحوار بكيفية العمل يدا بيد.
بدوره، ذكر د.بدر شفاقة العنزي من كلية العلوم الحياتية بجامعة الكويت، أنه مع الزيادة المستمرة في عدد سكان العالم وتلوث مصادر المياه العذبة ومحدودية موارد المياه العذبة أصبحت ندرة المياه مصدر قلق عالمي، ويمكن أن يكون الوصول إلى المياه العذبة الصالحة للاستهلاك الآدمي إشكالية، بالإضافة إلى أنه تتوافر كمية كبيرة من الماء على الأرض، لكن للأسف هذه المياه المالحة ليست صالحة للاستهلاك البشري بسبب محتواها العالي من الملح بطبيعته.
وبين أنه لا يمكن استخدام المياه المالحة لأغراض الري كما في الزراعة من أجل التغلب على مثل هذا النقص في المياه التي تعاني منه معظم دول العالم، واستخدمت تقنيات تحلية المياه لزيادة مواردها من المياه وتقليل العجز بين العرض والطلب عن طريق عملية تحلية المياه بمختلف تقنياتها المتوافرة في محطات التحلية.
وذكر د. العنزي أن محطات التحلية تنتج محلول/ مياه غير مرغوب فيه يتم تصريفه إلى البحر بشكل يومي وبكميات عالية، ويسمى محلول البحر عالي الملوحة (Brine)، وهذا المحلول الملحي عالي الملوحة يؤثر سلبيا على البيئة البحرية في المناطق الساحلية القريبة وكذلك يقلل من كفاءة تحلية المياه، والتغييرات في ملوحة مياه البحر تجلب العديد من التحديات التي تؤثر سلبا على الحياة البحرية والحيوانات والنباتات المختلفة، واستنفاد الأكسجين المذاب (نقص الأكسجة) هو واحد من التهديدات التي يشكلها التصريف المستمر للمحلول الملحي (Brine) في مياه البحر.
وأشار د.شفاقة إلى أن الاختراع الحالي يقدم نظام تهجين الطاقة وتحلية المياه منعدمة التلوث كنظام متكامل تماما لتحلية مياه البحر أو ما شابه ذلك، ومعالجة المحلول الملحي المرفوض (Brine) من محطات تحلية المياه لإنتاج ماء مخفف قليل الملوحة لإعادته مرة أخرى في البحر أو استعماله في تطبيقات أخرى وإنتاج طاقة خضراء صديقة للبيئة، مبينا أن هذا النظام يتضمن عدة أنظمة مرتبطة مع بعضها بطريقة علمية محكمة، كنظام تحلية (Desalination) لفصل مياه البحر إلى مياه صالحة للاستخدام الآدمي ومحلول ملحي عالي الملوحة (Brine)، ونظام التحليل كهربائي (ED) لمعالجة المحلول الملحي المرفوض (Brine) لإنتاج مياه منخفضة الملوحة، مياه شديدة الملوحة (Hypersaline) أعلى من الـ Brine، وغاز الهيدروجين H2. ونظام تبخير (Evaporator) لمعالجة المحلول الملحي شديد الملوحة لإنتاج الملح وبخار الماء، وكذلك جهاز تسخين (Superheater) لتحميص بخار الماء، نظام توربين لاستقبال بخار الماء المحمص لتوليد الطاقة، وجهاز خلية الهيدروجين لتلقي غاز الهيدروجين من نظام التحليل الكهربائي (ED) وإنتاج الهيدروجين الجاف لإنتاج الطاقة، وجهاز مكثف لتحويل بخار الماء من مرحلة التبخير (Evaporator) إلى ماء متكثف ومنخفض الملوحة. كذلك يوجد خزان لتجميع المياه المحلاة من نظام تحلية المياه، والمياه منخفضة الملوحة من نظام التحليل الكهربي والمكثف. كما يوجد أيضا نظام التناضح المؤخر بالضغط (PRO) ليستقبل المحلول الملحي من نظام تحلية المياه، والمياه منخفضة الملوحة من الخزان لإنتاج طاقة خضراء صديقة للبيئة.
وأشار في ختام حديثه إلى أن هذا النظام يمنع سكب الملوثات الناتجة من محطات تقطير المياه، ويستفاد منها لإنتاج مياه قليلة الملوحة وطاقة صديقة للبيئة وملح رطب أو جاف يستفاد منه في تطبيقات مختلفة (ملح رطب: كإنتاج مواد كيميائية في القطاع النفطي أو ملح جاف: للاستهلاك الآدمي وغيره).
من جهتها، تطرقت المهندسة آلاء حسن من شركة ابيسكو العالمية إلى أحد مشاريع الشركة المرتبطة بالطاقة البديلة، وهو مصنع لإنتاج مادة البايواينيثول، وهو منتج عضوي لا يحتوي على مواد كيماوية ويستخدم في قطاعات مختلفة، وهو أساس مهم في الصناعة على سبيل المثال بقطاع النفط والغاز، إذ يستخدم كمادة مضافة للمنتج الرئيسي وهو البنزين لتقليل الضرر الذي يصيب الغلاف الجوي ويستخدم أيضا كمذيب أو بديل للمذيبات الكيميائية، وهو الذي يحمي الإنسان على المدى البعيد من الإصابة بأي أمراض سرطانية، ويعتبر من أهم المنتجات التي من المفترض أن يتم العمل بها في مصانع الأدوية والقطاعات الأخرى كالغذاء وصناعة المطهرات والعطورات والأحبار ومواد استهلاكية أخرى، موضحة أن مظلة الشركة الأم تضم شركات أخرى تختص بمجالات طبية وصناعية ونفطية، والغاز كذلك.
واستكملت المهندسة آلاء حديثها عن أهمية هذا المنتج وارتفاع الطلب عليه من قبل الأسواق المحلية والخليجية والإقليمية والعالمية، معربة عن فخرها بأن الدراسة التي دامت لخمس سنوات توجت بتدشين هذا المصنع في الكويت، ليصبح معلما يساعد على الارتقاء في الصناعة وتجديد الطاقة واستغلالها في الحفاظ على استدامة البيئة.