في بعض الأحيان، نحتاج لمشاهدة أفلام خفيفة ومسلية تخرجنا من حالة اكتئاب بسيطة أو مرحلة مزعجة نمر بها، وبالتأكيد لن نختار أفلام الغموض أو الأكشن حتى لا نزيد الطين بلة، لذلك وفي حال كنت ترغب في ساعة من الاستجمام والكوميديا نوصيكم بتجهيز أنفسكم والذهاب لأقرب دار عرض سينمائي لمشاهدة فيلم «Ticket to Paradise».
يتناول الفيلم قصة والدين مطلقين يقرران عقد هدنة والسفر إلى بالي من أجل إفساد مراسم زواج ابنتهما ليلي (كيتلين ديفر) ومنعها من ارتكاب الخطأ ذاته الذي قاما به منذ 25 عاما، فالعمل مليء بالرومانسية والكوميديا، خاصة من قبل الزوجين، حيث يتبادلان الإهانات والمواقف الطريفة طوال العمل مع أجواء ساحرة ومناظر خلابة في جزيرة بالي الإندونيسية.
الفيلم بطولة كل من جوليا روبرتس وجورج كلوني وبيلي لورد ولوكاس برافو وموران كين وسارة لاينش، وإخراج أول باركر، ومن تأليف دانيال بيبسكي وأول باركر، وإنتاج كل من جورج كلوني وجوليا روبرتس، الأمر الذي جعلهما أكثر حيوية ومرحا خلال التصوير، قد يبدو الفيلم للوهلة الأولى بقصة مكررة مع زوجين يتنازعان طوال الوقت إلا أنه يملك أبعادا عميقة ويطرح تساؤلات مهمة حول العائلة والصداقة وحب الذات.
ماذا سيحدث عندما تقرر ابنة زوجين منفصلين الزواج في عمر صغير بعد علاقة دامت 5 أسابيع فقط؟ هل سيبارك والداها المطلقان هذا الزواج؟ وكيف يتعاملان مع الموقف؟ وبناء على هذه التساؤلات يدور سيناريو العمل.
تبدأ الحكاية مع جورج كلوني الذي يلعب دور مهندس معماري ثري يدعى «ديفيد» وهو مطلق ولديه ابنة تدرس المحاماة تدعى «ليلي» كان يجمعه مع والدتها جورجيا (جوليا روبرتس) قصة حب كبيرة عاشاها خلال مرحلة الجامعة، في بداية الفيلم نشاهد «جورجيا» و«ديفيد» يتكلمان عن علاقتهما من وجهة نظر كل طرف، وكيف انتهت بالطلاق بعد 5 سنوات من الزواج، لكن يجب عليهما الاجتماع يوم تخرج طفلتهما الوحيدة من الكلية من أجل إسعادها والتغاضي عن الخلافات بينهما.
بعد التخرج تقوم «ليلي» برحلة استرخاء مع صديقتها المقربة ورين (بيلي لاورد) إلى جزيرة بالي في إندونيسيا قبل أن تبدأ مسيرتها العملية في شيكاغو، خلال رحلتها هناك تتعرف على شاب وسيم يدعى جيدي (ماكسيم بوتيير) بطريقة رومانسية وهو أحد سكان الجزيرة ويقعان في الحب وسط أجواء الطبيعة الساحرة، وتعتقد أنها اختارت الشخص الصحيح الذي سيغنيها عن العالم بأسره، ويبدآن بالتحضير لمراسم زفافهما، وبعد معرفة والديها بهذا الأمر يصابان بالجنون ويحاولان إفشال هذا المشروع بكل الطرق والوسائل، ولأول مرة منذ سنوات حربهما يتفق الشريكان المنفصلان على أمر واحد، وهو منع ابنتهما من ارتكاب الخطأ الذي وقعا فيه منذ 25 سنة خلال مرحلة شبابهما.
بعد عقد الهدنة بينهما تبدأ مهمتهما السرية لحظة الوصول إلى الجزيرة، وبالتأكيد ترافقنا طرافة والديها معظم الفيلم، يتفق الثنائي على إخفاء مشاعرهما الحقيقية حول الزفاف عن ابنتهما، وتبدأ سلسلة من المقالب والمواقف المضحكة ومنها الرومانسية والتي تغير حياة هذه العائلة بأسرها، النهاية جميلة وغير متوقعة نوعا ما وتحمل الكثير من المعاني العميقة ويتناول مفاهيم مثل حب الذات والأسرة والصداقة ضمن عالم ساحر ومناظر خلابة في بالي.
يعد الفيلم من الأفلام المكررة في القصة لكنه يمتلك خفة ظل كبيرة بسبب وجود العملاقين جورج كلوني وجوليا روبرتس وهو مناسب للمشاهدة العائلية.
يعيدنا الفيلم إلى أجواء أفلام التسعينيات البسيطة مع نجومنا المفضلين الذين اشتقنا لرؤيتهم، ويقدم معاني عميقة وأفكارا كبيرة مثل: لماذا فشلنا في الزواج من قبل؟ وهل يجب أن نعترف بذلك؟ وهل من حقنا كوالدين التحكم بقرار أولادنا بسبب خطأ نحن ارتكبناه من قبل؟
على الرغم من أن القصة قد رأيناها في أكثر من عمل سابق لكن هذا النوع من الأفلام لا تفقد جماليتها مهما شاهدناها، والأمر الذي جعلها مميزة هو اجتماع ممثلين قديرين بحجم جورج كلوني وجوليا روبرتس في الوقت الذي يكفي أن يكون أحدهما فقط بطلا في فيلم حتى ينجح، كما أن طاقم الممثلين كان أداؤهم جيدا ومناسبا لدورهما، بالإضافة للسيناريو الذي تمكن من إدخالنا في خلافات الزوجين بطريقة سريعة وسلسة، والمواقف الكوميدية والمشاكسات بين الزوجين المطلقين التي جعلتنا نضحك أو نبتسم على أقل تقدير، خاصة في القسم الأول من الفيلم، حيث طغت الكوميديا على عكس الجزء الثاني الذي تكون أغلب مشاهده رومانسية وذات معاني عميقة، وقد تمكن المخرج من إظهار أجمل المشاهد من الجزيرة الواسعة التي تجعلك تدخل حرفيا في رحلة لطيفة إلى بالي مع مظاهر الشروق والغروب الساحرين، بالإضافة إلى الموسيقى المريحة التي وظفت بشكلها المناسب.
بشكل عام، فإن سلبيات الفيلم قليلة وتختلف من شخص لآخر، فغالبا المواقف الكوميدية ليست مصممة للجميع، فالبعض قد يراها ظريفة والبعض الآخر قد لا تضحكه أبدا، كما أن الأحداث يمكن توقعها في معظم الأحيان لكن توظيفها كان جيدا مع طاقم الممثلين المميزين، وبالتأكيد بعد انتهائك من الفيلم ستشعر بالسعادة والراحة على الأقل بسبب الصور الساحرة التي جعلتنا حرفيا نذهب في نزهة إلى جنة إندونيسيا.
لا شك أن أكثر ما يميز الفيلم هو وجود كل من جورج كلوني وجوليا روبرتس والانسجام الواضح بينهما بسبب صداقتهما القوية خارج الكاميرات، وفي تصريحاتهما خلال فترة الترويج للعمل صرح كلوني أن مشهد القبلة مع جوليا تمت إعادته أكثر من 70 مرة، واضطر لتقديم اعتذار من زوجته أمل علم الدين بسبب عدد المرات التي أعاد فيها مشهد القبلة، وكان السبب الرئيسي لإعادة تصوير هذا المشهد هو أنهما كانا ينفجران من الضحك في كل مرة خلال تأدية القبلة التي من المفترض أن تكون قبلة رومانسية بينهما في الفيلم واستمرت المعاناة لتصوير هذا المشهد حوالي 6 أشهر، وأكد الثنائي أنهما يتمتعان بعلاقة صداقة قوية ساهمت في إظهار الانسجام بينهما خلال التصوير ومعظم المشاهد المضحكة كانت تصرفات عفوية منهما.