بينما يتردد من حولنا الحديث عن تغير المناخ وتداعياته على الكوكب والأمن الغذائي والصحة والحياة بأكملها فإن جامعاتنا لم تتحرك حتى الآن لوضع تغير المناخ وسط مناهجها القانونية والبيئية والصحية والاجتماعية وبرامج البحوث وأتمنى أن تطلق الجامعات مبادرات لتدريس تغير المناخ تتفق مع حجم التحديات دون تهوين أو تهويل لأن دور الجامعات محوري في هذه القضية وأعتقد أنه دور مستدام.
إن جامعاتنا قادرة على مواجهة هذا التحدي مثلما واجهت غيره من قبل بالتعليم والبحوث وقيادة المجتمع والبنية الأساسية بها والمكملة للبنية الأساسية بالدولة في عالم متغير بسرعة وأمامنا العديد من فروع العلم ذات الصلة بتغير المناخ قانونيا وصحيا وأخلاقيا واجتماعيا وهي مجالات خصبة وحقول بكر تنتظر منا الكثير. وفي المستقبل ستكون لمنطقتنا دورها المتميز الذي يجب أن تستعد له الجامعات بأسرع وقت، فكون أنك تأتي متأخرا خير من ألا تأتي أبدا، فإن العالم بحاجة إلى العديد من المتخصصين في تغير المناخ وخصوصا في السفارات والسلك الديبلوماسي ليقوم بدوره الجديد المتطور وتخصصاته الفرعية المهمة.
إن تغير المناخ يعني التحولات طويلة الأجل في درجات الحرارة وأنماط الطقس وقد تكون هذه التحولات طبيعية فتحدث على سبيل المثال من خلال تغيرات في الدورة الشمسية ولكن منذ القرن التاسع عشر أصبحت الأنشطة البشرية المسبب الرئيسي لتغير المناخ بسبب حرق الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط والغاز. وينتج عن الحرق انبعاث غازات والتي قد تؤدي إلى حبس حرارة الشمس ورفع درجات الحرارة وإنتاج ثاني أكسيد الكربون والميثان.
ويؤثر تغير المناخ على صحة البشر والقدرة على زراعة الأغذية والسكن والسلامة والعمل وقد يعاني البشر من تغير المناخ بدرجات متفاوتة كما أن فترات الجفاف الطويلة تعرض الناس لخطر المجاعة ومن المتوقع أن يرتفع عدد اللاجئين بسبب المناخ.
وسيؤدي تحويل أنظمة الطاقة من الوقود الأحفوري إلى الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح إلى تقليل الانبعاثات المسببة لتغير المناخ وعلى العالم كله الالتزام بالتحالف المتنامي من البلدان للوصول بالانبعاثات إلى مستوى الصفر بحلول عام 2050 وأن يتم خفض الانبعاثات لحوالي النصف بحلول عام 2030 وخفض إنتاج الوقود الأحفوري بنسبة 6% تقريبا سنويا خلال العقد 2020-2030.