أعلنت وزارة الصحة عن انطلاق مؤتمر الكويت الدولي الرابع عن آخر المستجدات في علاج سرطانات الجهاز الهضمي، وذلك خلال الفترة من 1 حتى 3 ديسمبر المقبل، حيث تمت دعوة نخبة من الخبراء الدوليين من مراكز السرطان العالمية لمشاركة خبراتهم المميزة في مواجهة هذه الأنواع المتقدمة.
وقال رئيس المؤتمر، استشاري جراحة الأورام في مركز الكويت للمكافحة السرطان د.مدحت عطيفة إن هذا المؤتمر برعاية وزير الصحة د.احمد العوضي ويقدم خارطة طريق شاملة من أجل تحقيق افضل النتائج في علاج سرطانات الجهاز الهضمي، حيث تؤدي الجراحات الدقيقة الناجحة دورا بالغا في الشفاء من المرض.
وأضاف عطيفة في تصريح صحافي أن الهدف الرئيسي من هذا المؤتمر هو تقديم مراجعة شاملة ودقيقة عن أحدث الأساليب في علاج سرطانات الجهاز الهضمي لمواجهة التحديات الكبيرة عند علاج بعض الأنواع المتقدمة والتي تستلزم استخدام علاج مساعد قبل العلاج الجراحي.
وشدد على أهمية هذا المؤتمر في عرض الأساليب الحديثة والمختلفة في علاج سرطانات المستقيم والتي تشمل برنامج المراقبة والانتظار والاستئصال التحفظي والاستئصال الموضعي الدقيق عن طريق المناظير الجراحية.
وقال د.مدحت عطيفة إن جراحة الأورام وتخصصاتها الدقيقة تمثل أعلى مستوى من الخدمة الطبية الفاعلة المقدمة لمرضى سرطانات الجهاز الهضمي، حيث إن كل إجراء جراحي مصمم خصيصا لكل مريض حسب نوعية ومرحلة المرض.
وأشار إلى أن سرطانات المريء والمعدة تعد من أهم المشاكل الصحية الخطيرة، حيث إنها تأتي في الترتيب الثاني من حيث إجمالي عدد الوفيات، مع الأخذ في الاعتبار وجود زيادة ملحوظة في أعداد الوفيات في دول شرق آسيا مقارنة بباقي الدول في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية.
وأوضح أن العقد الماضي شهد تقدما ملحوظا في أسلوب علاج مثل هذه الأنواع من السرطانات، سواء كان على مستوى التشخيص والتحديد المرحلي للأورام وتطور العلاج الجراحي المناسب، أو من حيث مستوى العلاجات المساعدة غير الجراحية كالعلاج الكيماوي والإشعاعي والعلاج المناعي.
وكشف عطيفة عن استحداث جراحات المناظير الجراحية والروبوت واعتمادها كبديل للجراحات التقليدية في علاج هذا النوع من السرطانات في الحالات المبكرة بهدف تحقيق معدلات شفاء عالية، لافتا إلى حدوث تطور ملحوظ في نسب الشفاء من سرطان المريء والمعدة وسرطانات منطقة الاتصال المعدي المريئي خلال العقد الماضي، نتيجة الاستحداث المستمر لبعض العلاجات المساعدة كالعلاج الكيماوي والعلاج الإشعاعي واستخدامها قبل العلاج الجراحي للمرضى ذوي عوامل الخطورة العالية والمتقدمة موضعيا ما يحقق امكانية الاستئصال الجراحي الآمن، الأمر الذي يقلل من فرص الارتجاع الموضعي، ولذلك هناك جهود مستمرة مبذولة لاكتشاف وتشخيص هذه الأنواع من السرطانات في مراحلها الأولية عن طريق تطبيق برامج المسح الطبي خصوصا على الأفراد ذوي عوامل الخطورة العالية باستخدام أساليب طبية حديثة ومتقدمة، آملين تحسن نتائج العلاج عند الاكتشاف المبكر.
وأوضح أن حالات سرطان القولون والمستقيم تعد أحد أشد الأمراض فتكا بالمريض والأكثر شيوعا بين مرضى السرطان، إلا أنه لحسن الحظ يستجيب معظمها جيدا للعلاج الجراحي الدقيق.
وأوضح عطيفة أن سرطانات القولون والمستقيم تبدأ كنتوءات صغيرة في الغشاء المخاطي المبطن للجهاز الهضمي، ما يجعل هذه الأنواع من السرطانات سهلة الاكتشاف عند استخدام بعض برامج المسح باستخدام المنظار القولوني ما يعزز نتائج رائعة في علاج هذه الأنواع من السرطانات في مراحلها الأولية.
وأكد أن السنوات الأخيرة شهدت تطورا في مفهومنا عن سرطانات المستقيم المتقدمة ومدى استجابتها للعلاج الكيماوي والإشعاعي، ما أدى إلى ظهور أساليب علاجية مبتكرة حديثة ومتقدمة في علاج سرطان المستقيم.