هناك فجوة بين ما يحلم به الإنسان ويتطلع لتحقيقه وبين ما يتحقق بالفعل سواء على المستوى الاجتماعي أو المهني أو الاقتصادي، وفي ممارسة الطب توجد العديد من الأمثلة المهنية مثل الحلم بالتكنولوجيا الحديثة والحلم بالذكاء الاصطناعي والحلم في العلاج عن بعد أو التشخيص الطبي عن بعد وهذه الأحلام المهنية بعضها يتحقق جزئيا في مجالات محدودة وقد تكون الفجوة لم تمتلئ بعد وفي انتظار إدارة مهنية ورؤية صائبة من أعلى المستويات في وقت لا يتسع لغير العمل والتكنولوجيا الحديثة بما فيها الصحة الرقمية.
وهذا يجب أن يترجم في نصوص واضحة وغير إنشائية وغير تقليدية في برنامج عمل الحكومة الجديدة فلا يمكن قبول برنامج عمل لا ينص صراحة وبوضوح عن التقنيات الحديثة كالصحة الرقمية وبرامج الذكاء الاصطناعي والتطبيب عن بعد حيث إن برنامج العمل قد لا يصلح مع منظومة متكاملة للربط المعلوماتي والأمان السيبراني الحكومي وسهولة ويسر تقديم المعلومات الرقمية وهو ما يتطلب جهدا كبيرا في التطوير والمبادرات الذكية.
وأعتقد أن الكثير من التحديات وبرامج التصدي لها قد سقطت سهوا من مسودة برنامج عمل الحكومة ومن أهمها الصحة الإلكترونية والتصدي للأمراض المزمنة وعوامل الخطورة ذات العلاقة بها مثل التدخين والتغذية غير الصحية والخمول البدني ويجب تدارك سقوطها من البرنامج.
كذلك فإن دور القطاع الخاص غير واضح بالاستراتيجية التي تم وضعها، حيث إن إسهامات القطاع الخاص لا تقل أهمية عن أي إسهامات أخرى في التصدي للتحديات ولوضع المبادرات التي تخدم المجتمع ككل. إن الفجوة بين ما يتطلع إليه المواطن وبين ما يتم تحقيقه بالفعل يجب أن تتقلص لتحقيق السعادة والرفاهية للجميع وخاصة أن ذلك يعتبر أحد الأهداف العالمية للتنمية المستدامة والتي يتطلع لتحقيقها الجميع بحلول عام 2030.
ولابد من تحقيق الأحلام المنتظرة وتعزيز الصحة والتعليم والاقتصاد لينعم الجميع بالحياة السعيدة في ظل القيادة الحكيمة ولنرى الكويت الحديثة التي تعود كما كانت سابقا عروسا للخليج. وحفظ الله بلادنا الكويت وشعبنا الكريم في ظل قيادتنا العادلة من كل سوء وأن يديم علينا الأمن والأمان والاستقرار.