يحيى حميدان
شعر عشاق منتخب ألمانيا بـ «الصدمة» عقب الخروج من الباب الكبير في مونديال قطر 2022 عبر الحلول بالمركز الثالث في المجموعة الخامسة برصيد 4 نقاط خلف اليابان المتصدرة (6 نقاط) وإسبانيا الوصيفة (4 نقاط وبلغت دور الـ 16 لأفضلية تسجيل الأهداف)، إلا أن وداع «المانشافت» لم يفاجئ المراقبين بعد الأداء الباهت الذي قدمه خلال العام الحالي تحت قيادة المدرب هانس ديتير فليك.
معاناة ألمانيا اتت واضحة هذا العام، بعدما لعب هذا المنتخب العريق 12 مباراة، فاز خلالها في 4 مباريات فقط وتعادل في 6 وخسر مباراتين، كانت الأولى من المجر 0-1 في دوري الأمم الأوروبية خلال سبتمبر الماضي، والثانية من اليابان 1-2 في مونديال قطر الحالي، والتي كانت حاسمة في إقصاء «المانشافت» بعد تقدمه بهدف في البداية، قبل أن ينهار ويقلب «الساموراي» الطاولة عبر البديلين ريتسو دوان وتاكوما أسانو، ولم تخرج شباك ألمانيا نظيفة سوى مرتين فقط في 2022، إحداها في المباراة الدولية الودية أمام عمان (1-0).
مشاكل «المانشافت» لم تقتصر على النتائج المهزوزة هذا العام، بل وضحت جليا عبر غياب الأسماء اللامعة عن تقديم مستوياتهم المعروفة، وما يؤكد تراجع مستوى ألمانيا هو استدعاء اللاعب المخضرم ماريو غوتزه لصفوف المنتخب بعد سنوات طويلة من الغياب، وهو ما يشير إلى أن المدرب فليك يفضل البحث في «الدفاتر القديمة» على تقديم أسماء جديدة تمتلك الرغبة والمهارة وتنتظر الفرصة فقط.
لغز خط الدفاع
ويبدو أن خط الدفاع في «المانشافت» يمثل لغزا محيرا يصعب حله من المدرب فليك، فهو يلعب بـ 4 لاعبين في الخط الخلفي دائما، لكن أسماءهم متغيرة، ولا يحظى هذا الخط بالاستقرار في المباريات الـ 19 التي لعبها المنتخب الألماني تحت قيادة فليك منذ توليه المسؤولية في أغسطس 2021.
وأشرك المدرب فليك 3 لاعبين مختلفين في مركز الظهير الأيمن في المباريات الثلاث التي خاضها «المانشافت» في مونديال قطر، فيما كان دافيد راوم وأنطونيو رودريغير الوحيدين الثابتين، وهو ما يكشف حجم «ضياع» فليك.
وتبدو عودة «المانشافت» للمنافسة على الألقاب الكبيرة واردة جدا، فهو يمتلك لاعبين قادرين على عمل الإضافة مثل نيكلاس فولكروغ المتألق في «البوندسليغا» هذا الموسم بتسجيله 10 أهداف مع فريقه فيردر بريمن في 14 مباراة لعبها، وكذلك هناك جوناس هوفمان ونيكو تشلوتيربيك وجمال موسيالا وكريم أديمي ويوسوفا موكوكو، وبعضهم من العناصر الشابة المتلهفة لإثبات قدراتها، ولعل الاختبار الأقرب بالنسبة لهم سيكون في «يورو 2024» الذي تستضيفه ألمانيا، و«المانشافت» بحاجة إلى استعادة هيبته بعد الخروج من الدور الأول في مونديالي 2018 و2022، ووداع «يورو 2020» من دور الـ 16!