كشف تقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال» أن ايران ستحد من تزويد سورية بالنفط الرخيص، ما يعني تفاقم أزمة الوقود المستفحلة أساسا في ظل شتاء قارس يدفع السوريين للبحث عن أي وسيلة للتدفئة.
وأفادت الصحيفة أمس بأن مسؤولين إيرانيين أبلغوا حكومة دمشق بأنه يتعين عليها الآن دفع المزيد مقابل شحنات النفط الإضافية، مما سيزيد السعر إلى مثلي سعر السوق الذي يصل إلى أكثر من 70 دولارا للبرميل.
ونقلت «وول ستريت» عن أشخاص مطلعين على الأمر قولهم إن إيران رفضت أيضا تسليم شحنات جديدة بالدفع المؤجل وطلبت من سورية الدفع مقدما مقابل إمدادات النفط الجديدة. ويأتي التقرير تزامنا مع زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إلى دمشق التي التقى خلالها مع نظيره السوري فيصل المقداد والرئيس بشار الأسد الذي أكد على عمق الشراكة بين الجانبين.
وينتظر الكثير من السوريين منذ العام الماضي رسالة تسلم مخصصاتهم من المازوت التي لا تتجاوز 50 ليترا لكل عائلة عبر البطاقة الذكية، فيما يضطر سائقو السيارات الخاصة والعامة لساعات بالقرب من محطات الوقود لتسلم مخصصاتهم، مع ارتفاع أجور النقل.
ودفعت الأزمة الحكومة إلى إغلاق فروع بعض المؤسسات واعلنت عطلة طويلة استمرت أكثر من اسبوع لتوفير الطاقة، فيما تغلق العديد من مصانع القطاع الخاص لعجزها عن توفير الوقود لتشغيل آلاتها وسط ندرة في الكهرباء.
وتحول أبناء الطبقة الوسطى والفقراء الى البحث عن اغصان الشجر وقشور الفستق وثمار الصنوبر والاعشاب اليابسة للطهي والتدفئة.
وفي يونيو الماضي، قالت رئيسة موظفي منظمة «متحدون ضد إيران النووية» المعارضة إن سورية هي ثاني وجهات النفط الإيراني، حيث بلغت قيمة شحنات النفط خلال مايو الماضي، وفق أسعار النفط حينها، نحو 400 مليون دولار، دون أن تذكر ما اذا تمكنت الحكومة من تسديد قيمتها أو كيف ستقوم بذلك.