سرت حالة الطوارئ في العاصمة ليما ومناطق أخرى في بيرو على خلفية تظاهرات ضد الرئيسة دينا بولوارتي، أوقعت ما لا يقل عن عشرات القتلى على مدار خمسة أسابيع.
ويجيز هذا الإجراء الذي أعلنته حكومة بيرو ودخل حيز التنفيذ لمدة 30 يوما، للجيش التدخل للحفاظ على النظام ويقضي بتعليق عدد من الحقوق الدستورية مثل حرية الحركة والتجمع وحماية حرمة المنازل، وفق مرسوم نشر مساء السبت في الجريدة الرسمية.
وإضافة إلى العاصمة، أعلنت حالة الطوارئ بصورة خاصة في مقاطعتي كوسكو وبونو في جنوب البلاد، وفي ميناء كالاو قرب ليما.
وتخطى عدد الحواجز على الطرقات المائة، ما أعاق حركة السير عبر البيرو وبصورة رئيسية في الجنوب، مركز الاحتجاجات، إنما كذلك حول ليما.
غير أن السلطات أعادت فتح مطار كوسكو الدولي، بوابة الدخول الرئيسية للسياح الوافدين إلى جنوب البلاد، بعدما أغلق الخميس الفائت.
وتؤكد النقابات المحلية أن قطاع السياحة يخسر نحو سبعة ملايين سول (نحو 1.7 مليون يورو) يوميا بسبب الأزمة.
واندلعت الاحتجاجات ضد بولوارتي بعد إقالة الرئيس الاشتراكي بيدرو كاستيو في السابع من ديسمبر المنصرم وتوقيفه بتهمة محاولة «الانقلاب» عبر سعيه لحل البرلمان الذي كان يستعد للإطاحة به.
وتولت بولوارتي التي كانت نائبة للرئيس كاستيو، الرئاسة خلفا له بموجب الدستور. وهي تنتمي إلى حزبه السياسي اليساري نفسه. لكن المتظاهرين الذين يعتبرونها «خائنة» يطالبون برحيلها وبإجراء انتخابات فورية.
ودينا بولوارتي هي سادس شخصية تتولى رئاسة بيرو منذ خمس سنوات، في بلد يشهد أزمة سياسية دائمة تتخللها شبهات بالفساد.
وانطلقت دعوات لتنظيم تظاهرات في ليما وكذلك في المناطق المهمشة في الجنوب، مركز الاحتجاجات. وتعتزم بعض مجموعات المتظاهرين من الجنوب التوجه إلى العاصمة للسيطرة عليها.
وقال خوليو فيلكا أحد قادة الاحتجاجات في مقاطعة إيلاف، في منطقة بونو جنوب البلاد «اتخذنا قرار الذهاب إلى ليما».
وأضاف «لا يمكننا تحديد الوقت لأننا نريد السفر معا».
ودعت مفوضية الدول الأميركية لحقوق الإنسان التي اختتمت مهمة تفتيش في بيرو، إلى إجراء تحقيق محايد في قمع الاحتجاجات، مشيرة إلى دلائل على «الاستخدام المفرط للقوة».
وتنسب الحكومة الاضطرابات إلى «محرضين محترفين يتلقون تمويلا غير مشروع».
وأعلنت الشرطة اعتقال روسيو لياندرو وهي زعيمة نقابية من منطقة أياكوتشو بتهمة تمويل الاحتجاجات وتجنيد متظاهرين.
وقال المتحدث باسم الشرطة الجنرال أوسكار أريولا إن لياندرو واسمها الحركي «الرفيقة كوسي» كانت تنتمي إلى الحركة الماوية المسلحة السابقة «الدرب المضيء».