حذرت منظمات انسانية وحقوقية من أن مئات آلاف السوريين مازالوا يعانون من النزوح والصدمات النفسية وتباطؤ الاستجابة للمساعدات، بعد شهر من الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سورية التي مزقتها الحرب، وأوقع ما يقرب من 52 ألف قتيل نحو خمسهم في سورية.
وحذر الدفاع المدني السوري المعروف بـ «الخوذ البيضاء» العاملة في مناطق شمال غرب سورية الأكثر تضررا من الزلزال، من آثار طويلة الأمد على مختلف نواحي الحياة.
وقال انه وبعد مضى شهر على الزلزال المزدوج وهزاته الارتدادية المتواصلة، لم تلتئم جراح المنكوبين ومازالت الآثار طويلة الأمد مستمرة في ظل تشريد عشرات آلاف العائلات وتدمير البنية التحتية وضعف الاستجابة الإنسانية، ما ضاعف المأساة المستمرة منذ 12 عاما من الحرب والتهجير القسري.
التحذير ذاته أطلقه المجلس النرويجي للاجئين وحذر المجلس النرويجي للاجئين من تفاقم الأزمة الإنسانية بسبب الكارثة الطبيعية.
وقال المدير الإقليمي للشرق الأوسط في المجلس كارستن هانسن، «يضطر بعض الأشخاص إلى العيش على كيس من الخبز والأغذية المعلبة، وهو كل ما تلقوه الشهر الماضي.»
وأضاف هانسن أن «النزوح يستمر في الارتفاع مع لجوء الأشخاص إلى الملاجئ الجماعية».
وذكر المجلس النرويجي للاجئين انه اعتبارا من الأول من مارس الجاري، قدم المانحون أقل من نصف المبلغ الذي يقدر بنحو 400 مليون دولار تقول الأمم المتحدة إنه ضروري لسورية.
ومن ناحيته دق المرصد السوري لحقوق الإنسان، ناقوس الخطر بشأن تدهور الأوضاع الإنسانية.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عن المرصد، أن «الكثير من العائلات يعيش الآن في الخيام، وضربت عاصفة رياح عاتية، مساء الأحد، شمال غربي سورية ودمرت عشرات الخيام مما زاد من معاناة الأطفال النازحين وعائلاتهم».
وبحسب «الخوذ البيضاء» قتل شخص واصيب آخران بجروح أمس بانهيار 4 جدران بمدينة إدلب جراء العاصفة الهوائية التي اجتاحت المنطقة، كما انهار قسم من حائط منزل في قرية المسطومة، وتضررت أجزاء من مئذنة مسجد الرحمن بمدينة مارع شمالي حلب. ودعا الدفاع المدني المواطنين اى تجنب الاقتراب من الابنية المتصدعة.
وقال ان فرقه تواصل جهودها في إزالة الأنقاض وفتح الطرقات ومساعدة المدنيين في إخراج مركباتهم وممتلكاتهم من تحت الركام، بالإضافة إلى المساعدة في تجهيز مراكز الإيواء للناجين وجولات للرعاية الصحية والنفسية فيها، وتأمين الأبنية والجدران المتصدعة والآيلة للسقوط، لحماية المدنيين.