لايزال الخلاف مستفحلا بين القيادة العسكرية الروسية ورئيس مجموعة مرتزقة «فاغنر» العسكرية الروسية الخاصة يفغيني بريغوجين الذي انتقد مرة أخرى نقص الذخائر، وعزا التأخير في تسليمها لمقاتليه على الجبهة في شرق أوكرانيا إلى «خيانة» محتملة.
وقال بريغوجين، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، «صدرت أوامر بالتسليم في 23 فبراير. لكن حتى الآن لم يتم إرسال معظم الذخائر». وأشار إلى سببين محتملين للتأخير «البيروقراطية المعتادة أو الخيانة».
وفي خطوة تزيد الطين بلة، كشف بريغوجين عن أن ممثله منع من الوصول إلى مقر القيادة العسكرية الروسية في أوكرانيا أمس.
وقال بريغوجين إن الواقعة جاءت في اليوم التالي لإرساله طلبا عاجلا إلى قائد ما تطلق عليها روسيا «عملية عسكرية خاصة» من أجل الحصول على إمدادات من الذخيرة.
وأضاف عبر خدمته الصحافية على تطبيق «تليغرام»: «في الخامس من مارس، كتبت خطابا إلى قائد العملية العسكرية الخاصة بشأن الحاجة العاجلة لتخصيص ذخيرة.
وفي الساعة الثامنة من صباح السادس من مارس، ألغي تصريح دخول ممثلي بالمقر الرئيسي ومنع من الوصول إليه».
وقال أحد أبرز المنتقدين لبريغوجين إن ذلك المقطع جرى تصويره منذ أسبوعين لكنه لم يقدم دليلا على ذلك.
في الشهر الماضي، زاد بريغوجين انتقاداته الشديدة الى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ورئيس الأركان فاليري غيراسيموف، متهما إياهما بـ «الخيانة» لرفضهما تزويد مرتزقته بالذخائر.
لكنه عاد وأكد بعد ذلك بأيام أنه سيتم تسليم المجموعة الذخائر التي تحتاج إليها. وفي مؤشر إلى استمرار التوترات، ظهر يفغيني بريغوجين في شريط فيديو جديد وهو يحذر الجيش الروسي قائلا «إذا انسحبت فاغنر الآن من باخموت، فإن الجبهة بأكملها ستنهار». وتابع «ستنهار إلى حدود روسيا، وربما أكثر. بشكل عام، لن يكون الوضع أفضل ما يكون».
ورغم هذه التوترات الشديدة بين «فاغنر» والجيش، تقدمت القوات الروسية في الأيام الأخيرة في محيط باخموت، مهددة بتطويق المدينة التي يواصل الأوكرانيون الدفاع عنها بضراوة.
وبينما يشكك بعض المحللين في مصلحة الأوكرانيين في التمسك بالمدينة التي صارت مدمرة، قال «معهد دراسة الحرب» الأميركي إن الدفاع عن باخموت لايزال «معقولا من الناحية الاستراتيجية»، لأنه «يواصل استنفاد القوات والمعدات الروسية».
وعليه، أعلن الجيش الأوكراني أنه يعتزم «تعزيز» مواقعه في باخموت. وقالت الرئاسة الأوكرانية بعد تكهنات بشأن احتمال انسحاب قوات كييف من هذه المدينة، إن قادة القوات المسلحة الأوكرانية «أيدوا مواصلة العملية الدفاعية وتعزيز مواقعنا في باخموت»، خلال اجتماع مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي.
من جهته، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن مدينة باخموت لها أهمية رمزية أكثر منها استراتيجية وعملياتية، وإن سقوطها لا يعني بالضرورة أن موسكو استعادت زمام المبادرة في الحرب.
وقال أوستن للصحافيين خلال زيارته للأردن «سقوط باخموت لن يعني بالضرورة أن الروس غيروا مسار هذه المعركة». وقال أوستن إن القوات الأوكرانية إذا قررت إعادة التموضع إلى الغرب من باخموت فلن يعتبر ذلك انتكاسة استراتيجية.