بينما تعاني كثير من الدولة العربية، بنسبة عالية من البطالة المحلية، تتاح هناك الكثير من الوظائف الفنية، ولكن دون إشغالها من الكوادر الوطنية. أضرب مثالا واحدا في الكويت بخصوص نقص الكوادر التمريضية، وخاصة الكوادر الوطنية، على الرغم من توافر أكثر من 20 ألف درجة وظيفية، بل إن الحاجة تزداد بصورة سريعة ودورية لهذه الكوادر، ومع ذلك هناك نقص في التقديم لهذه الدرجة الوظيفية.
وحتى نضع الموضوع في الإطار الصحيح فنقص الكوادر التمريضية ليس فقط على مستوى الكويت، بل على مستوى دول العالم. هناك حاجة إلى الممرضين والممرضات الآن أكثر من أي وقت مضى، حيث تواجه صناعة الرعاية الصحية نقصا في هذا التخصص بالذات.
نعم قام الديوان بتشجيع الكوادر الوطنية للانخراط في العمل في مجال التمريض من خلال استثناء الموظفين المرشحين للحصول على بكالوريوس التمريض أو دبلوم التمريض من كل الشروط والحصول على المرتب كاملا دون خصم أي بدلات خلال فترة الإجازة الدراسية، لكن ذلك لا يكفي.
يجب على مؤسسات التعليم الجامعية، والمعاهد التخصصية، طرح البرامج الدراسية، والتسويق لها على المستوى الوطني، والتشجيع لها، وبيان أهميتها، ووضع الحوافز لذلك. ويفضل أن تكون هناك خطة متكاملة قائمة على إستراتيجية وطنية، ودراسات للحاجة المحلية، للجهات الحكومية وسوق العمل في القطاع الصحي بالدولة لتخصص التمريض، لكي يتم وضع خارطة الطريق من المختصين وتطبيقها بصورة فعلية. وقبل كل ذلك يجب أن يؤمن أصحاب القرار بأهمية هذه الوظيفة وسأبين بعض أدوارهم الكثيرة.
يجب أن نعلم أن الممرضين والممرضات يلعبون دورا أساسيا في المجتمع اليوم، بل هم أساس الرعاية الصحية من خلال كونهم دعاة لتعزيز الصحة، وتثقيف الجمهور والمرضى حول الوقاية من الإصابات والأمراض، والمشاركة في إعادة التأهيل، وتقديم الرعاية والدعم.
بل إنهم يشكلون العمود الفقري لصناعة الرعاية الصحية، لذلك يجب أن يحظوا بمزيد من الاحترام والاستقلالية، وأن يتمتعوا بعلاقة تعاونية متزايدة مع الأطباء وغيرهم من المتخصصين في الرعاية الصحية. كذلك يلعبون دورا حيويا في توفير الرعاية والراحة لمرضاهم وأسرهم. لا تقدم الممرضات الرعاية السريرية والأدوية فحسب، بل يقدمون الدعم النفسي، وهو أمر مهم بشكل خاص في المستشفى.
للممرضات والممرضين دور حيوي في نظام الرعاية الصحية. فهم مسؤولون عن توفير رعاية عالية الجودة لمرضاهم وتثقيفهم وعائلاتهم حول العلاجات والأدوية وتعديلات نمط الحياة. علاوة على ذلك، يجب عليهم التنسيق مع مقدمي الرعاية الصحية الآخرين لتلبية احتياجات المرضى. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون لدى الممرضين والممرضات القدرة على تسجيل وتتبع المعلومات الطبية للمرضى بدقة. كل هذا يدل على أن دورهم أساسي في نظام الرعاية الصحية، فكل الدعم والتحية لكل ممرض وممرضة يقومون بعملهم بإخلاص وجدية.