فرّ آلاف السوريين إلى السودان منذ عام 2011 هربا من الحرب، لكن مأساتهم ما لبثت أن تجددت مع اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» منذ شهر.
ويعيش في السودان نحو الـ 250 ألف سوري بحسب آخر إحصائية لعام 2019، استخرج بعضهم وثائق رسمية بعد حصولهم على الجنسية وجوزات سفر سودانيين محاولين الحصول على فرص أفضل للعيش، يقيمون فيها كعمال وأصحاب أعمال صغيرة، طلاب أو مستثمرين.
ويعاني السوريون هناك من المأساة نفسها التي جعلتهم يفرون من وطنهم الأم.
ويقول سلام كنهوش، الطالب السوري الذي غادر بلاده عام 2016 ولجأ إلى السودان، «هذه الحرب الثانية التي أهرب منها».
ووصل الطالب البالغ 30 عاما إلى مدينة ميتيما الحدودية شمال غرب اثيوبيا مع آلاف من الأشخاص الذين فروا من السودان اثر اندلاع معارك بين الجيش وقوات الدعم السريع بسبب صراع على السلطة.
وبحسب كنهوش فإنه بدأ «حياة جديدة» في السودان أولا في كسلا في شرق البلاد قبل أن ينتقل مؤخرا إلى العاصمة الخرطوم.
وبقي كنهوش داخل منزله لثمانية أيام، قضى منها ثلاثة دون كهرباء، ويومين بلا ماء، قبل أن يتمكن من الخروج من الخرطوم.
ودون أوراق رسمية، فإنه عالق منذ أسبوع في ميتيما ويؤكد أن «العودة إلى سورية ليست خيارا».
ويوجه لاجئون سوريون عالقون في السودان عبر وسائل التواصل الاجتماعي نداءات استغاثة من أجل مساعدتهم وإجلائهم من مناطق النزاع لاسيما العاصمة الخرطوم، فيما ينشر سوريون آخرون العديد من المنشورات على المواقع بحثا عن اقاربهم وابنائهم الذين فقد الاتصال بهم.
ومها العامري، سورية مقيمة في مصر، نشرت على مجموعة الجالية السورية في مصر والجالية السورية في السودان منشورا كتبت فيه أنها تبحث عن أخيها المفقود في الخرطوم منذ عدة أيام حيث فقدت التواصل معه تماما.
وتوجه عدد كبير من السوريين إلى مدينة بورتسودان الساحلية في انتظار إجلائهم، بعيدا عن الاشتباكات، ويذهبون إلى مستقبل مجهول آخر حيث لا يعلمون ماذا بعد، ولا يعلمون ان كانوا يستطيعون الدخول إلى دولة أخرى أو عليهم العودة إلى سورية.
وشهد مطار دمشق الدولي، قبل أسبوعين، وصول 191 شخصا بينهم 21 طفلا ممن تم إجلاؤهم من أبناء الجالية السورية.