HamadMadouh@
[email protected]
أصبح الذكاء الاصطناعي التوليدي من الكلمات السائدة هذا العام، حيث استحوذ على خيال الجمهور وأثار سباقا بين «مايكروسوفت» و«ألفابت» مالكة «غوغل» لإطلاق منتجات بتقنية يعتقدون أنها ستغير طبيعة العمل عبر العالم.
ما هو الذكاء الاصطناعي التوليدي؟
يشير الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى نماذج الذكاء الاصطناعي القادرة على إنشاء محتوى جديد، عوضا عن مجرد تحليل البيانات الموجودة أو استخدامها لتوليد مرئيات جديدة.
وتعمل نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية على إنتاج أنواع متنوعة من المخرجات، بما في ذلك النصوص والصور والأعمال الفنية والأكواد البرمجية وغيرها من المخرجات.
روبوت المحادثة «ChatGPT»:
نشأت هذه الفئة من تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدية من النماذج الأساسية، كنماذج التعلم العميق والنماذج واسعة النطاق المدربة على بيانات ضخمة وواسعة وغير منظمة تغطي مواضيع متعددةفهي نموذج لغوي محسن للمحادثة تم تطويره بواسطة منظمة غير ربحية لأبحاث الذكاء الاصطناعي «Open AI»، حيث إصداره عام 2022.
يعتمد هذا النموذج على مفهوم معالجة اللغة الطبيعية التي تركز على مهام مثل إنشاء النصوص والترجمة وغيرها من التطبيقات المتعلقة بالنصوص، كما تتمتع الأداة بقدرة ملحوظة على التفاعل على شكل محادثة، وتقديم ردود قريبة من السياق البشري بشكل دقيق ومتقدم.
ويعتبر «GPT-4» أحدث نسخة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدية التي أعلنت عنها شركة «Open AI»، وما تتميز به هذه النسخة أنها «متعددة الوسائط» حيث يمكنها استيعاب النص والصور أيضا.
كما يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي أيضا تدوين الملاحظات خلال اجتماع افتراضي، ويمكنه أيضا صياغة رسائل البريد الإلكتروني، وكذا إنشاء عروض تقديمية، وقد ظهرت هذه الميزات في منتجات «مايكروسوفت» و«غوغل» التي أعلنت عنها.
هل هنالك ما يدعو للخوف والقلق؟
يشعر العديد من الباحثين بالقلق من أن أنظمة الذكاء الاصطناعي، كما أبدى رائد الذكاء الاصطناعي«هينتون» مخاوفه في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز الأميركية من بعض المخاطر الأساسية للذكاء الاصطناعي مثل تقليل فرص العمل في كل المجالات، أو أن تستحوذ عليها المنظمات الإجرامية، إضافة إلى النواحي السلوكية والأخلاقية، المعتقدات الدينية والاجتماعية، الاستخدام غير المنظم، والأمن الوطني والقومي.
ما خطة دول العالم المتقدم؟
يمضي مجلس الشيوخ الأميركي قدما في خطة لتنظيم الذكاء الاصطناعي، بعد شهور من رؤية كيف يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي والأدوات المماثلة أن يسهما في تعزيز أو تعطيل قطاعات واسعة من المجتمع.
من ناحية أخرى، ذكرت مسؤولة القضايا التكنولوجية للاتحاد الأوروبي، ان على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الضغط على قطاع الذكاء الاصطناعي لتبني قواعد سلوكية بشكل طوعي في غضون أشهر لتوفير ضمانات لحين سن قوانين جديدة.
ثعلب السياسة الأميركية «هنري كيسنغر»:
عبر كسينغر في غير مرة، عن خشيته من تسبب الذكاء الاصطناعي أو الآلات في أزمات عالمية وأحداث ضررا شاملا، فقد صدر له عام 2021 كتاب بعنوان عصر«الذكاء الاصطناعي ومستقبل الإنسان»، حيث أشار إلى أنه سيكون هناك سباق تسلح بالذكاء الاصطناعي لكنه سيكون مختلفا عن سباقات التسلح السابقة، فهي مشكلة جديدة من الناحية الفكرية!