لا الدمع يكفكف آلام الرحيل، ولا الوجع الضارب في أعماق النفس يخفف لوعة الفقد، ولا التوقف عند محطات الرفاق يجلب شيئا من السلوى.
للموت جلال أيها الراحلون، ولنا من بعدكم انتظار في محطات قد تطول وقد تقصر، وقد ترهق وقد تصفو، وقد تضحك وقد تبكي، حتى يقدم بلا تردد، يختارنا واحدا اثر الآخر «لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون».
هذا المساء مر علقم في فمي، ولكن سأجعله حلو المذاق بالدعاء والتوسل الى الله ان تكون الأميرة موضي بنت محمد آل سعود في جنة الخلد.
الأميرة أم بندر المميزة بكل شيء في الدين والتقي والخلق الكريم والروح الشفافة والاخلاق الحميدة، وصاحبة الجمع العائلي والصحبة الطيبة التي تحيط بها، اجعلها يا الله في الفردوس الأعلى.
عندما أذهب إلى الرياض تستقبلني بالحب والاحترام، مجلسها يشرح القلب ويسعد النفس بما يحتويه من جمع طيب وأحاديث تسر الخاطر.
نعم للموت جلال أيها الراحلون، كما له مرارة وألم وشعور بالغ بالفقد، نحن وحدنا من تمتد به الحياة نبكيكم، ونذرف الدمع في وداعكم، ونشيعكم لمثواكم الأخير، ونحن لا نكاد نصدق أننا لن نراكم بعد اليوم.
ولكن الدعاء مستمر والأمل بالله العظيم كبير أن نلتقي بالجنة ومعنا كل المسلمين الأحياء منهم والمتوفين وان يحسن خواتيم أعمالنا رب العالمين.
حبيبتي وأختي وصديقتي الغالية الاميرة أسماء ابنتها الغالية، مسح الله على قلبك بالصبر والسلوان، وثبت الله قلبك على طاعته.
نعم ان موت الأم هو الفاجعة الكبرى التي قد تصيب الإنسان، فتتركه مبتور القلب لا يعرف معنى السعادة، والأمان، والحنان والطمأنينة، وبرحيل الأم يغلق باب من أبواب الجنة، وفي هذه اللحظة يعصرني الألم وأعصر القلم كي امسح دموعك يا غاليتي يا أسماء الحبيبة والاخت التي مر اكثر من ربع قرن على معرفتي بها تشد ازري في الشدائد، ولن انسى موقفها معي ايام دراسة الدكتوراه والصعاب التي كنت أمر بها، فكانت تقف بجانبي تشجعني وتهون علي الغربة وصعوبة الدراسة.
ألمي يا اختي أسماء يفوق الوصف، وقلمي يختنق في كفي فحزنك هو حزني وحزن جميع أهلك، ولن نستطيع أن ننسى أم بندر الحبيبة، ولن تغيب عنا بالدعاء والترحم عليها.
وإن شاء الله نحن صابرون محتسبون، فلله ما أخذ ولله ما أعطى وعلينا الصبر اختي أسماء، فأم بندر بإذن الله في جنة الخلد بما قدمته في حياتها من عطاء وصدقة للمحتاجين وبجبر من دخل منزلها ولم ترده.
رحمك الله ورطب مثواك وجعل الفردوس مقرك والصبر والسلوان لمن أحبك وعرفك عن قرب.
كلمات ابنك السامر ستذكر الكل بالدعاء لك يا ام بندر.
«عيون اليتامى»..
الأم نبع من الحنان ينساب في الروح ولا يرحل ما دامت القلوب تنبض بالوفاء.
ارفع الأقدام عن سبع الأراض
لا تدوس اترابها وأمي تحتها
كل مؤمن بالقدر والموت راضي
بس هالمره ملائكته خذتها
مال خلق الله على الموت اعتراضي
وإلا كان أرواحنا والله فدتها
وما يعود قاطف الأرواح فاضي
والمنايا كان عفت مانصتها
كمل الأخلاق ربي بالتغاضي
والخطية لو تجيها صرفتها
فرقها فرق السواد من البياضي
ميلة الايام ما والله شكتها
طيبها ملموس ما فيه افتراضي
دمعة عيون اليتامى ماسحتها
أم بندر من خلقها الله أتحاضي
بنفسها اللي للمكارم ناذرتها
أمر ربي من على الأرقاب ماضي
المنايا ليتها والله نستها
نورها من غيهب الألحاد ناضي
المقابر بالفضايل نورتها.