الفكرة مأخوذة من القرآن والحديث، فيذكر القرآن أن الإنسان خلق في أحسن تقويم.
وبناء عليه، إن الله فضّل الإنسان عن باقي مخلوقاته فأعطاهم النور ليصلوا إلى الكمال، وهي الدرجة التي تجعلهم في إدراك عظمة الله وهو غاية الخلق.
نعم هناك أشخاص تعاشرهم وفي العشرة تكتشف نوعية أخلاقهم ومبادئهم، أشخاص لهم وقع على النفس والعقل تفكر بهم وتسأل نفسك هل معاملتهم معي فقط أو مع الكل لتجد الجواب أن الكل يثني على حسن أخلاقهم.
قلمي اليوم سعيد، يكتب أحرفي بمتعة التنعم بالصحبة الوفية التي تلتقي معهم خارج جدار الوطن، حيث يحيط بك الأهل والعزوة، أما خارج الوطن، فيحيط بك أشخاص هدية من الله في غربتك عن وطنك، إنها صحبة متميزة بين الناس بالخلاق والكرامة والبيت المفتوح لكل أهل الخليج يجمعنا بيتهم العامر بالحب والبسمة، كلامهم عسل اذا افتقدوك سألوا عنك واطمأنوا عنك بالكلمة الحسنة.
أما بعض الناس، سامحهم الله وساعدهم على تغيير سلوكهم، يبدون كأنهم مسؤولون عن حياتك وأسلوب حياتك وأسئلتهم مكررة، «متى جيتي؟ متى بتردين وين تروحين؟ من معاك؟».
أسئلة ليس لها داع، تخرج منهم كلمات تحز بنفسك من كثرتها وهم ليس لهم دخل بحياتك.
نحن كبشر نقابل أشخاصا محبطين تصدر عنهم كلمات قد تدفعك لليأس وكلمة تأتي بالأمل والتفاؤل ابتسامتهم تخرج من نفس طيبة من قلب محب.
الكلمة الطيبة ليست صدقة فقط، بل هي حياة الروح وطريق السعادة في الحياة وجنة الآخرة.
نحن لا نتغير اذا كنا على مبدأ الحق ونبقى كما عهدنا أنفسنا، في حبنا.. وودنا.. وطيبتنا.
فأنا من زمن جيل الطيبين، حيث تبقى الطيبة عنواننا وهويتنا وخاصة مع من أحببناهم وعشقنا قربهم، أخواتي وصديقاتي في الغربة من ذاك الزمن الجميل أخذوا من زمن أهلهن الحب والحنان والكرم ومساعدة الآخرين بطيب خاطر، زمن أخذت منه مساحة واسعة من حسن الخلق، لأنه بداخل كل صديقة بذرة صغيرة تسمى الضمير، هي تمنعها من أن تكون سيئة فهي مثل بائع الورد، حتى إذا لم تشتر منه، تبقى رائحته دائما طيبة، تشتم عطرها أينما كنت.
فالروح للروح تدري من يناغمها، كالطير للطير في الإنشاد ميال.
فسلام للذين يحبوننا بصدق، سلاما لأولئك الذين يضمون أسماءنا في دعواتهم دون مقابل.
سلاما للمبتسمين في وجوه العابرين رغم ثقل الحياة.
أنا ومن أحبها ندعو لها ولمن رباها على الطيب والعطاء وحسن الخلق. لك مني ومن يحيطون بك دعاء من صميم الفؤاد نقوله جميعا «الله يسعدكم صديقاتي في لندن ويوفقكم ويعلي قدركم ويرحم من رباكم على الطيب وحسن الخلق».
جعلنا الله وجعلكن من أهل الجنة ومن رباكن على الطيب، وكم هي جميلة معاني هذه الآية «لينفق ذو سعة من سعته» لم يقل لينفق ذو مال من ماله! فإن كانت سعتك في الكلمة الطيبة فأنفق منها، وهكذا صديقاتي بل أخواتي سعتهن في البسمة الصافية وهن ينفقن منها، في معاونة الآخرين فهن لا يتأخرن، كما أن قلوبهن كبيرة، قلوب تجبر الخواطر.
ولكنّ مني جميعا كل الحب والدعاء لله بأن يسعدكن ويحفظ ويرحم والديكن ويسعد أهاليكن ومن يحيط بكن وكثر الله أمثالكن.
ولكن أحبتي أنتن يا من تقرأن أحرفي (منيرة. فاطمة. حصة وعايشة وفوزية) ومن اجتمعت معهن في بيتكن العامر مع الصحبة الوفية من جميع أهل الخليج «بيت عامر» بكم وبمن تحبون.