رحمك الله أمي لطيفة، وجميع والدينا والمسلمين. كم كانت أما نصوحة وصبورة مع أمور الحياة المتعبة التي مرت عليهم، وكم صبروا واستعانوا بالله حتى فرجت همومهم.
في يومنا هذا وللأسف كثير من البشر لا يعلم قيمة النصيحة. وهناك من لا يتقبل النصح أبدا، ولا يفهم قيمة الحياة، لذا علينا ان نشجع أبناءنا على تقبل النصيحة لصالح حياتهم المستقبلية والفطن فقط، هو من يأخذ كل النصائح ويعمل بالصالح منها.
لا تستكبر على النصيحة، فخبرات الناس قد تفيدك أكثر من تجاربك، وكن أذكى من أن ترفض النصيحة، وأعقل من أن تعمل بجميعها.
واعلموا أن تجارب من هم أكبر منا كنوز وغنائم لذوي العقل، ونصيحة المحب كلمات ذهبية لا ترد.
يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لا خير في قوم ليسوا بناصحين، ولا خير في قوم لا يحبون النصح.
ما دعاني لخط اسطري نصيحة لأحبتي الذين يتجولون في أراضي الله الواسعة، وكم من عقلاء وأصحاب رأي قدموا النصيحة لهم، ولكن للأسف قلة هم من يتبعون النصيحة.
أمرنا الله بتقديم النصيحة، فلا يجوز يا مسافر رفضها، ملابس بأغلى الأثمان. ومجوهرات تحيط الرسغ. وساعات تبرق بأعين المتسولين، والشنط التي ربما تكون غالية ولكنها فارغة من الداخل. والسيارات التي تدور في كل مكان يتواجد به الخليجيون كم نصيحة قدمت ولكن للأسف يسمعون النصيحة ولا يعملون بها.
كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يستشير كل من حوله، فمن أنت لتتكبر على نصيحة أخيك الذي يود لك الخير، ولنعلم ان الكبر من شيم الجهلاء.
لقد كثر «سراق السياح» وحكومات العديد من البلدان تحذر وتنذر، ولكن العناد مستمر عند بعض الناس سامحهم الله (عمك أصمخ).
أطرف موقف حصل مؤخرا في أحد المطاعم المشهورة ذات السمعة الطيبة التي لا تجد بها موعدا قبل أسبوعين وربما أكثر.
كان الجو جميلا منعشا فطلبوا طاولة خارج المطعم، وكان الجميع يود الجلوس في الهواء الطلق وهذا الجو غرام أهل الخليج، فأحضر النادل أطباق المقبلات، وبعدها أحضر طلب احدهم ستيك لحم حجم كبير وعند وضعه على الطاولة اذ يد تمتد على الطبق وتأخذ «ستيك اللحم» ويفر هاربا على مرأى ممن كانوا يجلسون في المطعم.
صاحبنا كان يتمتع بالرزانة ولم يعلق على فعل من خطف الطلب فقط ابتسم بهدوء مرددا «عليه بالعافية».
كان النادل يرى ما حصل، وأخبر به مسؤول المطعم الذي أمر بإعداد طبق آخر على حساب المطعم. (لحمة باقوها) على مرأى الناس، فكيف بالأشياء الثمينة؟
تمتعوا بالإجازة دون «فخفخة وكشخة»، والبساطة حلوة وجميلة واتبعوا النصيحة و«اكشخوا» في بلادكم، والله الحافظ لنا ولكم جميعا أحبتي المسافرين.
وتردون بالسلامة لأوطانكم الآمنة.