«يتوقف البحر الأبيض المتوسط عند المكان الذي لا تنمو فيه شجرة الزيتون» دوهاميل.
تعود أصول شجرة الزيتون البرية إلى آسيا الصغرى «الاناضول»، حيث تتواجد بكثرة وتشكل غابات كثيفة. ويعتقد الباحثون أنها انتقلت من سوريا إلى اليونان عبر الأناضول، على الرغم من أن الفرضيات الأخرى تشير أن أصلها يعود إلى النوبة في مصر أو إثيوبيا أو جبال الأطلس أو في أجزاء من أوروبا. ولهذا السبب يعتبر الباحثون الأوروبيون أن الموطن الأصلي لشجرة الزيتون هو حوض البحر الأبيض المتوسط، وأن الاناضول مسقط رأس شجرة الزيتون المزروعة منذ حوالي ستة آلاف عام.
اما في العصر الحديث، فاستمرت شجرة الزيتون في الانتشار خارج منطقة البحر الأبيض المتوسط، لتتم زراعتها في أماكن بعيدة عن أصولها مثل جنوب أفريقيا وأستراليا واليابان والصين.
زيت الزيتون وشجرة «أوليا أوروبيا»: زيت الزيتون البكر هو الزيت المستخلص من ثمرة شجرة الزيتون (أوليا أوروبيا) وحدها، بطرق ميكانيكية في ظروف حرارية، لا تتسبب في فساد الزيت، ولم تخضع لأي معالجة سوى الغسل والصفق والطرد المركزي والترشيح. ومن أنواع زيت الزيتون (البكر، البكر العادي، البكر الممتاز، المكرر).
أكبر المصدرين عالمياً: بحسب إحصاءات المجلس الدولي للزيتون، تعتبر الدول التالية من أكبر مصدرى زيت الزيتون عالميا، وهي: إسبانيا، إيطاليا، تونس، تركيا، البرتغال، الارجنتين، اليونان، تشيلي، المغرب، لبنان.
وقد تصدرت إسبانيا قائمة أكبر مصدري زيت الزيتون عالميا في موسم 2023، بحصة تمثل 31% من إجمالي الصادرات العالمية بحجم تصدير بلغ نحو 147 ألف طن، لتأتى إيطاليا ثانية بإجمالي صادرات 94 ألف طن.
ما السبب في ارتفاع الأسعار؟قفزت أسعار زيت الزيتون الى مستوى غير مسبوق على الاطلاق عالميا وذلك بحسب بيانات صندوق النقد الدولي، حيث وصل سعر طن زيت الزيتون الإسباني البكر الممتاز إلى 8500 دولار، وهو أعلى بـ 125% عن المتوسط السعري في الأعوام العشرين الماضية.
وبحسب الباحثون يعتبر الجفاف والتغيرات المناخية السبب الرئيسي في هبوط إنتاج الموسم الزراعي في إسبانيا الحالي بنسبة 56%، وهو وضع مشابه في الوقت نفسه في إيطاليا، وكذلك في تركيا وهى خامس دولة منتجة في 2020، فقد حظرت الصادرات في محاولة لخفض الأسعار المحلية.
تقدر رابطة مصدري زيت الزيتون في إسبانيا (أسوليفا)، بأنه سيكون هناك انخفاض لا يقل عن 10% في زيت الزيتون المتاح على مستوى العالم هذا العام، من 3.1 ملايين طن تم إنتاجها في الموسم المنتهي في عام 2021.
هذا، وينتج الاتحاد الأوروبي نحو 67% من زيت الزيتون في العالم، وتمثل صادراته 65% من الصادرات العالمية من زيت الزيتون.
تعد إيطاليا وإسبانيا من أكبر مستهلكي زيت الزيتون في الاتحاد الأوربي، حيث يبلغ استهلاكهما السنوي حوالي 500 ألف طن لكل منهما.
تشير التقديرات إلى أن الاتحاد الأوروبي ينفق حوالي ملياري يورو سنويا على دعم قطاع زيت الزيتون، تتلقى إسبانيا حوالي 35% من هذا الدعم.
قهوة بزيت الزيتون: قررت إحدى سلاسل المقاهي العالمية كسر تقاليدها، وابتكرت إضافة زيت الزيتون إلى عدد من المشروبات، على أن تقدم في إيطاليا أولا ثم في بقية الدول، باسم «أولياتو» حلوة المذاق، مستوحى من تقليد عائلي إيطالي، ينص على إضافة ملعقة كاملة من زيت الزيتون إلى القهوة يوميا.
HamadMadouh@
[email protected]