في البداية أرفع إلى القيادة السياسية والشعب الكويتي والمقيمين على أرضنا الطيبة أطيب التهاني والتبريكات بمناسبة قرب حلول العام الجديد 2024، وندعو الله عز وجل أن يكون عام خير وبركة وسلام في العالم أجمع، وأن يشهد وطننا انطلاقة نحو مستقبل مشرق وتحقيق ما ننشده من تقدم وتطور لوطننا الغالي.
منذ بداية 2023 بذلت وزارة الداخلية جهودا كبيرة عبر إستراتيجية الأمن الوقائي، وهو ما كان له الأثر الكبير في خفض معدلات الجرائم، حيث تعاملت بجدية وكفاءة مع العديد من الملفات المقلقة مثل قضايا المخدرات، كما ضبطت كميات هائلة من مختلف أنواع المخدرات والمهربة بر وبحر وجوا، وأوقفت عشرات الآلاف من المخالفين وتصدت للممارسات غير الأخلاقية، وبدأنا نحصد ثمار ذلك بندرة نوعية في جرائم القتل والشروع في القتل مع إعادة التذكير بأن الجريمة ظاهرة اجتماعية قديمة منذ بدء الخليقة.. رافقت المجتمعات البشرية ولاتزال ترافقه بأشكال وصور شتى، وستبقى ما دام هناك شيطان يوسوس للنفس الأمارة بالسوء ويشجعها على اقتراف الإثم، وهناك علاقة وثيقة بين انتشار المخدرات والمخالفين والجرائم.
قضية الاستهتار والرعونة تشكل مصدر مشادات ترافقها إهانة لرجال الأمن في أحيان عدة، أوعنف في أحيان أخرى، وهو ما يستلزم التصدي لها بحزم.
رجل الأمن هو المعني بتطبيق القانون وتحقيق الأمن وأي اعتداء عليه اعتداء على هيبة الدولة، وبالتالي فإن حوادث الاعتداء على رجال الأمن في الآونة الأخيرة بأساليب مختلفة يمكن إرجاعها إلى ضعف العقاب المترتب على من يعتدي على رجل الأمن وإطالة أمد التقاضي.
والحل باعتقادي هو وضع عقوبات رادعة تصل إلى حد تصنيف الاعتداء على رجل الأمن كجناية حفظا لهيبة الدولة والبت السريع في قضايا الاعتداء علي رجال الأمن، وتنظيم حملات إعلامية للتوضيح خطورة مثل هذه النوعية من القضايا على المجتمع، وان يكون للإعلام الأمني في «الداخلية» إسهام في هذه الحملات لما تتمتع به من خبرات ومعلومات عن حجم هذه القضايا والتبعات القانونية المترتبة على ارتكابها.
الدعوة لحماية رجل الأمن بتشديد العقوبة على الجناة يجب أن تقابل بعقوبات مشددة على أي رجل أمن يصدر منه تجاوز أو إساءة لاستخدام صلاحيات عمله ومهامه.
قضية العنف بشكل عام ودفع الناس الى تجنبه لما له من آثار على المجتمع والمتهمين ليست بالأمر المستحيل متى ما حددنا الأسباب ووضعنا الحلول المناسبة، حفظ الله الكويت من كل مكروه.
آخر الكلام: كل التمنيات بالشفاء العاجل للواء متقاعد بدر الغضوري إثر تعرضه لحادث دهس في مواقف مطار الكويت. سلامات وما تشوف شر يا أبوناصر.