بيروت - منصور شعبان - أحمد عزالدين
شكلت الضربات الإسرائيلية لمواقع النبي شيت ومحيط سرعين بالبقاع في العمق اللبناني، تطورا كبيرا في مسار المواجهات بين إسرائيل و«حزب الله»، استتبعه أمس استهداف الطائرات المسيرة الإسرائيلية سيارة سياحية ودراجة نارية على طريق الحوش جنوب مدينة صور ما أدى إلى اشتعالهما، وتعتبر هذه الغارة الأقرب إلى مدينة صور إذ تبعد عنها نحو 2 كلم. وأعلن الدفاع المدني سقوط قتيلين وجريح على الأقل في تلك الغارة جنوبي لبنان. وأفادت مصادر عسكرية، بأن القتيلين هما أحد كوادر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وشخص من التابعية السورية. وقالت المصادر إن المستهدف بالعملية كان أحد كوادر حركة حماس من سكان مخيم الرشيدية المحاذي لمدينة صور، حيث قتل داخل السيارة، مشيرة إلى أن القتيل الثاني من الجنسية السورية وهو راكب دراجة نارية تصادف مرورها وقت الاستهداف، وقد قضى بعد نقله إلى المستشفى.
وقد نعت حركة «حماس» احد كوادرها دون ان تحدد المسؤولية التي يتولاها في الحركة. وكشفت أنه من مخيم الرشيدية جنوب مدينة صور وهو اقرب تجمع فلسطيني إلى الحدود الجنوبية.
في المقابل قصف الحزب بوابل من صواريخ الكاتيوشا ثكنة كيلع وقاعدة يوآف ومرابض مدفعية ضمن دائرتها، للمرة الأولى بهذا العنف، منذ بدء انطلاق «طوفان الأقصى»، ما أثار ردود فعل لدى قادة تل أبيب مهددين بحرب واسعة ضده.
والأمر الآخر في اليوميات الحربية المفتوحة الأجواء، عثور الجيش اللبناني على حطام مسيرة إسرائيلية كانت تحمل صاروخا سقطت في أسفل الطريق العام، عند مدخل بلدة حراجل الكسروانية (شمال جبل لبنان)، أثناء تحليقها متجهة إلى البقاع، وحضرت القوى الأمنية والخبير العسكري الذي عمل على معاينة الصاروخ، ومن فوره منع الأمنيون الاقتراب من مكان سقوطه مدة 3 أيام ريثما تنفد طاقة بطاريته للتمكن من تفكيكه. وأوعز وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب لبعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة، بتقديم شكوى أمام مجلس الأمن الدولي، عقب سلسلة الاعتداءات الإسرائيلية التي تعتبر الأعنف، استهدفت المدنيين في مناطق سكنية في محيط مدينة بعلبك وقرى مجاورة، ما أدى إلى سقوط ضحايا وجرحى من المدنيين والآمنين العزل.
وقال بوحبيب إن الأمر الذي يدعو إلى المزيد من القلق، هو أن يأتي هذا التصعيد في مناطق بعيدة عن الحدود الجنوبية اللبنانية، ما يدل على رغبة إسرائيل بتوسيع الصراع وجر المنطقة بأكملها إلى حرب قد تبدأ شرارتها من هكذا أعمال عدوانية، وتتحول إلى حرب إقليمية تسعى وراءها الحكومة الإسرائيلية كحبل نجاة للخروج من مأزقها الداخلي. وحثت «الخارجية» المجتمع الدولي للضغط على اسرائيل لوقف اعتداءاتها المستمرة بوتيرة تصاعدية، وطالبت مجددا بضرورة إدانة أعضاء مجلس الأمن مجتمعين الاعتداءات الإسرائيلية ضد لبنان، والعمل على تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 (2006) بالكامل من أجل الوصول إلى استقرار دائم وطمأنينة على حدود لبنان الجنوبية. ووضع النائب مروان حمادة جولة التصعيد الإسرائيلية وتوسيع دائرة الحرب في سياق الخروج عن قواعد الاشتباك، قائلا، في حديث إلى إذاعة «صوت كل لبنان»، إن «القرار الإسرائيلي واضح فحرب لبنان قد تكون البديل لما لا تستطيع إسرائيل اقترافه في رفح تحديدا، وتعمل على تحويل الأنظار وربما تعديل الغضب الأميركي باستهداف حزب الله وتحديدا لبنان»، لافتا إلى ان «الميدان يرتبط بالســـياسة، والسؤال اليوم كيف سـيرد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على التصعيد الجديد».
وندد الوزير السابق وديع الخازن، في بيان، بـ «اعتداءات إسرائيل المتكررة وبالحرب التي تشنها على اللبنانيين الآمنين، وآخر تداعياتها الهلع الكبير الذي أصاب سكان بلدة حراجل وأعالي كسروان نتيجة سقوط المسيرة الإسرائيلية المحملة بصاروخ الموت على مدخل البلدة».
إلى ذلك، بحث رئيسا مجلسي النواب والوزراء نبيه بري ونجيب ميقاتي الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة مع وزير الخارجية القبرصي كونستانتينيوس كوبوس.
وطلب المسؤول القبرصي في لقاءاته التي شملت أيضا وزير الخارجية وقائد الجيش ان تبذل السلطات اللبنانية جهودا لمنع عمليات الهجرة غير الشرعية من السواحل اللبنانية إلى قبرص كمحطة اولى في رحلة الوصول إلى دول الاتحاد الأوروبي.
وقال في ختام محادثاته: تناولنا الوضع في سورية وارتباطه بمشكلة اللجوء الذي أصبح مصدر قلق لكل من لبنان وقبرص، ويجب معالجته بطريقة فعالة عبر معالجة جذور المشكلة وعلينا العمل بشكل اكبر وتعزيز التعاون في هذا المجال لأن الوضع يسوء يوميا، وعلى الاتحاد الأوروبي ان يكون جزءا من الحل لا جزءا من المشكلة.
وثمة قضية أخرى تم التطرق إليها مع المسؤولين اللبنانيين وهي الحدود البحرية بين البلدين والتي هي موضع نقاش منذ اكثر من 10 سنوات، ومازال هناك العديد من النقاط العالقة وتحتاج إلى معالجة، ولم تصل المقترحات بشأنها إلى حلول نهائية لارتباطها بنزاعات إقليمية بحرية ترتبط بالتنقيب عن النفط.
من جهته، قال بوحبيب: اكدنا على ضرورة حل أزمة اللاجئين وحث الدول الأخرى على مساعدتنا ونتوافق حولها مع دول تعاني من الأزمة نفسها مثل اليونان.
رئاسياً، لا جديد مهماً سوى الحديث عن المخارج الممكنة لإحقاق الاستحقاق الرئاسي ومنها أفكار مطروحة كأن تتم تسوية على غرار «تسوية الدوحة» التي أتت بقائد الجيش حينها، العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية، لكن، هذه المرة، على قدر خطورة الظروف الحالية. وضمن هذا الإطار، يدخل استقبال رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية السفير البابوي في لبنان المطران باولو بورجيا، في مقره ببنشعي، وتم التداول بآخر التطورات في لبنان والمنطقة.