تمكنت محكمة مانهاتن من اختيار سبعة أعضاء من هيئة المحلفين التي تضم 12 عضوا والمكلفة محاكمة دونالد ترامب، في محاكمة تاريخية تؤثر على حملة الرئيس الأميركي السابق للعودة إلى البيت الأبيض.
ولدى انتهاء جلسة المحاكمة، توجه المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية على الفور إلى متجر صغير في هارلم لإطلاق حملته حول أحد مواضيعه المفضلة وهو انعدام الأمن، وإدانة الهجرة.
واستقبله أنصاره مرددين «4 سنوات أخرى»، واتهم ترامب المدعي العام في مانهاتن ألفين براغ «بعدم تحريك ساكن» لمواجهة الجريمة وإضاعة الوقت في محاكمته.
ويحاكم دونالد ترامب، لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة لرئيس سابق، في قضية دفع أموال لشراء صمت الممثلة السابقة ستورمي دانيالز قبل أيام من انتخابات 2016 التي فاز بها بفارق ضئيل على المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون.
وفي قاعة المحكمة في نهاية اليوم الثاني من جلسات المحاكمة، دعا القاضي خوان ميرشان 6 محلفين بعضهم في غاية الحماس والبعض الآخر مبتسم، لأخذ مكانهم قبل أداء القسم أمام المحكمة. وبعد ذلك تم اختيار عضو سابع.
وتم التدقيق في حياة المواطنين المجهولين الذين وجدوا أنفسهم بين ليلة وضحاها يشاركون في محاكمة تاريخية، أولا من خلال الإجابة عن استبيان عام طويل حول مهنتهم ووضعهم الأسري ومصادر معلوماتهم واهتماماتهم ورأيهم في دونالد ترامب، قبل الخضوع لأسئلة أكثر تفصيلا وجهها الادعاء أو الدفاع، لكشف أي علامة تحيز محتمل ضد المتهم حتى في منشوراتهم على شبكات التواصل الاجتماعي.
وأعلن القاضي لفريق الدفاع «السؤال ليس ما إذا كان شخص ما يتفق سياسيا مع موكلكم، بل ما إذا كان بإمكانه محاكمته بشكل نزيه وعادل».
كما وجه القاضي تحذيرا حادا للمدعى عليه الذي بدا وكأنه يهمس لواحدة من أعضاء هيئة المحلفين.
وقال القاضي خوان ميرشان لمحامي دونالد ترامب «لن أسمح بترهيب محلفين في قاعة المحكمة التي أترأسها» ودعاهم إلى ضبط موكلهم.
ولتكتمل الهيئة، يجب أن تضم خمسة محلفين آخرين وستة بدلاء، لكن القاضي ينوي المضي قدما وإغلاق الملف خلال أسبوع لتبدأ أولى مرافعات الادعاء والدفاع الاثنين.
في خضم الحملة الانتخابية الرئاسية، على دونالد ترامب (77 عاما) أن يحضر بصمت، العملية الطويلة لاخـتـيـار أعـضاء هيئة المحلفين الـ 12 الذين سيصـدرون قرارهم بالإجماع عما اذا كان «غير مذنب» أو «مذنبا»، بينما واصل منافسه جو بايدن حملته بزيارة إلى مسـقـط رأسـه في سكرانتون بولاية بنسلفانيــا، المتنازع عليها والحاسمة لانتخابات نوفمبر.
وأعلن ترامب قبل الجلوس في كرسي المتهم «يفترض أن أكون الآن في بنسلفانيا وفلوريدا، والعديد من الولايات الاخرى، في كارولاينا الشمالية وجورجيا للقيام بحملتي الانتخابية».
بعد مرور أكثر من 3 سنوات على مغادرته البيت الأبيض في حالة من الفوضى، يواجه ترامب نظريا عقوبة السجن. ولن يمنعه ذلك من الترشح للانتخابات الرئاسية في الخامس من نوفمبر، حيث يأمل في هزيمة جو بايدن لكن حملته الانتخابية ستكون مضطربة.
إذا ثبتت براءته، فسيكون ذلك بمثابة انتصار كبير للمرشح الجمهوري.
خاصة أنه نجح من خلال الطعون في تأجيل محاكماته الجنائية الثلاث الاخرى منها اثنتان بتهمة محاولات غير مشروعة لعكس نتائج انتخابات 2020 وثالثة بسبب التعامل باستخفاف مع وثائق سرية.