مفرح الشمري
بحضور عدد من المهتمين بالشأن الفني والثقافي، أقام نادي رقي للثقافة والإعلام أحد أنشطة الملتقى الإعلامي العربي أمس الأول جلسة حوارية بعنوان «المسرح واقع وتطلعات» استضافوا فيها الفنان د.عبدالعزيز المسلم، والفنان خالد المظفر، والمخرج عبدالعزيز صفر.
انطلقت الندوة من خلال كلمة عبر فيها الأمين العام للملتقى الإعلامي العربي ماضي الخميس عن عميق ترحيبه بالضيوف الكرام، داعيا إياهم الى الحديث عن هذه التجربة الحافلة على مدى سنوات.
من جهته، شكر الفنان د.عبدالعزيز المسلم نادي رقي على تنظيم هذه الندوات القيمة وتحدث عن مسيرة طويلة من الشغف والعمل وتأثر المسرح بالمد العالمي وغنى الكويت بالتجارب المسرحية القوية، حيث صنف الكويت في المرتبة الأولى عربيا بحجم الإنتاج والتنوع المسرحي. وطلب من الذين يعملون الآن في هذا المجال أن يطوروا ويحدثوا المسرح ويهتموا بالنوعية لأن الكويت تقدم عددا كبيرا من الأعمال (نحو 50 مسرحية سنويا من التحرير حتى الآن)، مما يعني إنتاجا سنويا مرتفعا لكن لا يبقى في ذاكرة المشاهد سوى القليل. كما تحدث عن مسرح الرعب الذي أدخل عليه تقنيات حديثة ومتطورة، كما اهتم بالنص والمضمون ليخرج الجمهور على غير ما دخلوا للمسرحية وهنا يساعد المسرح في ترك بصمة وتأثير كما حصل في مسرحية (ليلة رعب). ولذلك حث على وجود كتاب نص يملكون أدوات الكتابة وكذلك مخرجين لنحرص على عدم تراجع مستوى المتلقي والوصول لمسرح هادف. وعن التطلعات تمنى وجود صالات عرض جيدة ودعم المسرح من المؤسسات والجمعيات كما حرص ان يكون المسرحيين قدوة للمشاهدين.
وتحدث المخرج عبدالعزيز صفر عن نوعية الجمهور الذي يحتاج لأن يرى جانبا آخر من الإبداع والتأثير. مؤكدا أن المسرح السياسي ظهر كموجة وانتهت وأنه من الصعب ان يقدم المسرح السياسي حاليا إلا إذا جاء بفكرة جديدة وعبقرية، مضيفا: المشاهد اليوم هو الناقد والمراقب وخاصة بعد التطور التكنولوجي الحالي، والتعاطي مع النصوص التي على مستوى عال من الثقافة واحترام النص منع انحدار المستوى الفني المقدم، لأن الأساس ما يهم الجمهور من نصوص حقيقية وواقعية. وتكلم عن العوائق الموجودة كنقص عدد المسارح ومزاجية الرقابة في قبول ورفض النصوص والتراكمات السابقة كتأجيل العرض بسبب مباراة أو فترة امتحانات. مشجعا على إعادة النصوص السابقة برؤى مختلفة لأن النص لا يموت.
أما الفنان خالد المظفر فتحدث عن غنى الكويت بالفن والثقافة والإبداع، وأما سر نجاحه فهو رجوعه الى أصل القصة حسب قوله فركز على أساسيات المسرح من نص جيد وديكور وأزياء، وان الإيقاع الجديد السريع كان السبب في فتور هذا الفن فيجب إعطاء الوقت الكافي للتفاصيل.
كما أكد ضرورة الحفاظ على هذا الإرث الذي ظل لفترة غير قصيرة مرآة للمجتمع منذ الثلاثينيات وأن النشأة هي الأساس للخروج بحركة مسرحية مثقفة وناجحة ومتطورة، كما تطلع إلى بناء مدينة إنتاج إعلامي والاستعانة بخبرات كتاب ومخرجين من الخارج.