وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رسالة لسكان غزة، تحمل مطالبة بالعمل على تحرير المحتجزين في القطاع مع تلويح بـ«مصير قاتم».
وقال نتنياهو في اجتماع مجلس الوزراء الأسبوعي، أمس: «أناشد سكان غزة. يمكنكم اختيار الحياة وضمان مستقبلكم ومستقبل عائلاتكم، أو يمكنكم التشبث بالدمار والموت. القرار لكم. اختاروا الحياة».
وكان نتنياهو يتحدث، حسب صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، عن مصير عشرات الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس داخل قطاع غزة.
وقال: «نحن ملتزمون ببذل كل ما في وسعنا لإعادة جميع الرهائن. نحاول استنفاد كل فرصة وكل شق. لن أتحدث بالتفصيل عن الأمر». وكرر رئيس الوزراء عرضه بمنح 5 ملايين دولار لمن يحرر رهينة حية.
في غضون ذلك، أفاد تحقيق صحافي نشرته وكالة أسوشيتد برس بأن هناك حملة قمع تمارس ضد الفلسطينيين المقيمين في إسرائيل الذين يعبرون عن رفضهم للحرب في غزة. وأضاف التحقيق، أن الحملة المستمرة منذ عام تدفع كثيرين «للرقابة الذاتية»، خوفا من السجن ومزيد من التهميش.
وفي الأثناء، أسفرت الغارات الإسرائيلية على مناطق متفرقة في قطاع غزة عن سقوط ضحايا وجرحى، وأصيب مدير مستشفى كمال عدوان بجراح إثر قصف استهدف المستشفى، وتزامن ذلك مع حركة نزوح من حي الشجاعية وعمليات جديدة للمقاومة في محاور مختلفة بالقطاع.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس إن مدير مستشفى «كمال عدوان» الطبيب حسام أبوصفية: «أصيب بشظايا بالظهر والفخذ الأيسر ما أدى لنزيف شديد وحالته الآن مستقرة، جراء إلقاء طائرات الاحتلال المسيرة قنابل متفجرة سقطت في ساحة المستشفى وعلى قسمي الاستقبال والجراحة».
وأوضح بصل أن «أضرارا كبيرة لحقت في مباني المستشفى الذي تعرض عدة مرات للقصف من سلاح الجو الإسرائيلي والدبابات».
وقالت منظمة الصحة العالمية إنها «تشعر بقلق بالغ» إزاء وضع 80 مريضا، من بينهم 8 في العناية المركزة، والموظفين في المستشفى.
وقال بصل إن «المنظومة الصحية باتت منهارة وعاجزة عن تقديم أي خدمات طبية إلا بشكل محدود جدا في بعض المشافي التي لاتزال تعمل جزئيا مثل مستشفى كمال عدوان». وأفاد بيان للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة أمس بأن الجيش الإسرائيلي «قتل 1000 طبيب وممرض وكادر صحي في القطاع واعتقل أكثر من 310 آخرين من الكوادر الطبية، ويمنع إدخال المستلزمات الطبية والوفود الصحية إلى القطاع».
وفي السياق ذاته، ووسط مخاوف من توقف عمل المستشفيات بسبب نقص الوقود، قال ديفيد هاردن، المدير السابق لبعثة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في الضفة الغربية وغزة إن «إسرائيل تتحمل مسؤولية العناية بالسكان المدنيين تبعا للقانون الدولي، فهي سلطة الاحتلال والحاكمة» في تلك الأراضي.
وقال في حديث لقناة «الحرة» إنه «من الواضح أن الظروف في غزة الآن لا يمكن أن يعيش فيها الإنسان». وأشار إلى تأخير تسليم الوقود يؤثر على كل مناحي الحياة في المستشفيات، وهي مشكلة يمكن أن تحل بسهولة كل ما عليهم «السماح بدخول المحروقات إلى المستشفيات».
في غضون ذلك، لاتزال أصداء إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي توقف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة مستمرة، حيث رحب البرلمان العربي أمس بالقرار واعتبر رئيس البرلمان محمد اليماحي في بيان هذه الخطوة «انتصارا للشرعية الدولية ودعوة واضحة لمحاسبة كل من يتورط في انتهاكات جسيمة للقانون الدولي والإنساني خصوصا في ظل استمرار انتهاكات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني الأعزل وإنهاء حالة الإفلات من العقاب التي تشجعه على ارتكاب المزيد من الجرائم والاستمرار في حرب الإبادة الجماعية».
وأكد اليماحي دعم البرلمان العربي الكامل للمحكمة الجنائية الدولية وجميع المؤسسات الدولية الساعية لتحقيق العدالة، مشددا على ضرورة التحرك الدولي لمحاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني وضمان الحماية الدولية له ولحقوقه العادلة والمشروعة.
من ناحية أخرى، أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس أمس أن حصيلة الحرب الإسرائيلية على غزة منذ أكثر من عام ارتفعت إلى 44211 قتيلا على الأقل.
وقالت الوزارة في بيان إنها أحصت خلال 24 ساعة «35 شهيدا» نقلوا إلى المستشفيات، لافتة إلى أن العدد الإجمالي للجرحى ارتفع إلى 104567 منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر 2023.
في ختام اجتماع على مستوى المندوبين الدائمين ناقش التهديدات الإسرائيلية للعراق
الجامعة العربية تُحذر من خطورة تصعيد الاحتلال الإسرائيلي الشامل الذي يهدد باندلاع حرب إقليمية
حذر مجلس جامعة الدول العربية من خطورة تصعيد الاحتلال الإسرائيلي الشامل الذي يهدد باندلاع حرب إقليمية واسعة تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة مجددا الدعوة للمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته والعمل على كبح جماح السياسات العدوانية للاحتلال.
جاء ذلك في قرار صدر في ختام اجتماع المجلس على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة اليمن بناء على طلب العراق لحشد الدعم الدولي والتصدي لمحاولات الاحتلال الإسرائيلي بتوسيع ممارساته العدوانية والتصعيدية في المنطقة.
وتطرق القرار إلى مذكرة رئيس مجلس الأمن الدولي التي تم بموجبها تعميم رسالة وزير خارجية حكومة الاحتلال الإسرائيلية حول ادعاءاته بزيادة وتيرة وشدة الهجمات عليه عبر الأراضي العراقية لتبرير منهجيته في التصعيد وتوسيع رقعة الحرب في المنطقة.
ودان المجلس محاولة الاحتلال بتوسيع ممارساته العدوانية في المنطقة بما فيها العراق وذلك من خلال رسالة وزير خارجية حكومة الاحتلال المرسلة إلى رئيس مجلس الأمن.
كما دان جرائم العدوان والإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي تستمر «القوة القائمة بالاحتلال» بارتكابها ضد الشعب الفلسطيني وجرائم العدوان على أراضي الجمهورية اللبنانية والجمهورية العربية السورية وما يخلفه من خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات.
وأكد أن هذه الجرائم تشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني وجرائم حرب تستدعى المحاسبة الدولية مدينا ممارسات حكومة الاحتلال الإسرائيلية تجاه منظمة الأمم المتحدة والذي وصل إلى مرحلة لم تواجهها المنظمة منذ تاريخ تأسيسها.
كما دان المجلس اعتداءات الاحتلال المتواصلة التي تستهدف الاحياء السكنية والمباني والمرافق المدنية في سورية رفضا للمزاعم والاكاذيب التي يروج لها الاحتلال لتبرير تلك الاعتداءات وتوسيع دائرة العدوان على بلدان المنطقة بما يهدد السلم والأمن الإقليمي والدولي.
ورحب بقرار المحكمة الجنائية الدولية المتضمن مذكرات اعتقال بحق رئيس وزراء حكومة الاحتلال ووزير جيش الاحتلال السابق ومطالبة جميع الدول الأطراف في ميثاق روما المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية الالتزام بالتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية بهذا الصدد وعدم تسييس قرارات المحكمة.
وطلب المجلس من الجزائر بوصفها العضو العربي غير الدائم في مجلس الأمن، التنسيق مع العراق لمتابعة الشكوى التي تقدمت بها إلى مجلس الأمن ضد الاحتلال.
وكلف بعثات جامعة الدول العربية والطلب إلى مجالس السفراء العرب في الدول الصديقة بحشد الدعم الدولي للتصدي للاجراءات العدوانية للاحتلال.
وجدد المجلس التأكيد على القرارات والبيانات كافة الصادرة عن مجالس جامعة الدول العربية على مستوى القمة وعلى المستوى الوزاري والمندوبين الدائمين بشأن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وايقاف الانتهاكات الصارخة والعدوان الغاشم على الأرض الفلسطينية وجميع الاراضي العربية المحتلة والايقاف الفوري للممارسات العدوانية للقوة القائمة بالاحتلال.
كما جدد التأكيد على قرارات القمة العربية والاسلامية المشتركة بدورتها غير العادية التي عقدت في الرياض في نوفمبر 2023 والقمة العربية والاسلامية المشتركة الثانية بدورتها غير العادية التي عقدت في الرياض في نوفمبر الجاري، واشاد بجهود العراق في تبني سياسة ثابتة قائمة على احترام سيادته وحرمة اراضيه وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ورفض استخدام اراضيه واجوائه في الصراعات الاقليمية والدولية.