أعلن الجيش السوري تنفيذ انسحاب «مؤقت» من حلب تحضيرا لـ«هجوم مضاد» بعد اعلان فصائل المعارضة المسلحة سيطرتها على غالبية أحيائها وعلى «كامل» إدلب في اليوم الرابع من الهجوم المباغت الذي تشنه الفصائل منذ الاربعاء الماضي وأسفر عن أكثر من 330 قتيلا بينهم مدنيون.
وانتشرت على مواقع اخبارية وصفحات شبكات التواصل تسجيلات مصورة لمقاتلي المعارضة يجولون في أحياء ومعالم رئيسية في حلب كقلعتها الشهيرة وساحة باب الفرج وغيرها.
ومع تقدم ساعات النهار قال موقع جريدة «الوطن» المقربة من السلطة إن الطيران الحربي هاجم تجمعات وأرتال الفصائل في حلب، وقالت ان قتلى وجرحى سقطوا في غارة على دوار الباسل في حلب. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان الغارة اسفرت عن 16 قتيلا، فيما أعلنت فصائل المعارضة السيطرة على مطار كويرس العسكري وقطع طريق الرقة - حلب وعدة ثكنات عسكرية بريف حلب الشرقي، بعد مواجهات مع الجيش السوري وقوات سوريا الديموقراطية «قسد» التي يهيمن عليها المسلحون الأكراد.
وقالت فصائل المعارضة السورية المنضوية تحت مسمى «إدارة العمليات العسكرية» المشتركة للفصائل المشاركة في الهجوم أن قوات عملية «ردع العدوان» بدأت التقدم بريف حماة بعد إحكام السيطرة على كامل محافظة إدلب. وأنها تمكنت من السيطرة على مدينة مورك الاستراتيجية وبلدتي اللطامنة وكفرزيتا، بحسب ما نقلت قناتا «الجزيرة» و«العربية» وتلفزيون «سوريا».
وفيما أكد المرصد السوري لحقوق الانسان أن فصائل معارضة مسلحة و«هيئة تحرير الشام» سيطرت على «غالبية مدينة حلب» ثاني أكبر مدن البلاد، نقلت وكالة رويترز عن مصادر سورية أن «كامل محافظة إدلب باتت تحت سيطرة الفصائل»، ونقلت قناة «الجزيرة» بدورها عن المعارضة السورية المسلحة: سيطرنا على كامل الحدود الإدارية للمحافظة.
وتضاربت المعلومات حول السيطرة على مطار حلب الدولي وكذلك بلدتي نبل والزهراء، بعد أن نقل موقع «الوطن»، أن قوات سوريا الديموقراطية «قسد» التي يهيمن عليها الأكراد، سيطرت على أحياء الهلك الفوقاني وحي بستان باشا والأشرفية والسريان الجديدة والحي الصناعي في مدينة حلب وبعض مناطق الريف الشمالي وصولا إلى بلدتي نبل والزهراء. ووسعت سيطرتها شرق مدينة حلب وسيطرت على مطار حلب الدولي وبلدات دير حافر وتل عرن وتل حاصل.
لكن قناة «الحدث» نقلت عن مصادر في «قسد» نفي سيطرتها على نبل والزهراء، وهو ما أكده المرصد السوري الذي قال ان «قوات كردية» تابعة لفصائل المعارضة، وليس «قسد» هي التي سيطرت على بلدتي نبل والزهراء والمطار.
وأعلنت «إدارة العمليات العسكرية» المشتركة للفصائل المشاركة في الهجوم سيطرتها على بلدة الزهراء بريف حلب.
ووجهت عبر معرفاتها كلمة إلى أهالي حلب تعهدت فيها بسلامة أرواحهم وممتلكاتهم وصون حقوقهم. وأعلنت فرض حظر تجوال في مدينة حلب لمدة 24 ساعة بدءا من الساعة 5 مساء أمس.
وخارج مدينة حلب أعلنت الفصائل السيطرة على ريفي حلب الغربي والشمالي، بالإضافة إلى ريف إدلب لتستكمل السيطرة على المحافظة بعد سيطرتها على مدينتي سراقب شرقي إدلب ومعرة النعمان جنوبها، وتعدان عقدتي وصل بين الطريقين الدوليين: دمشق ـ حلب (M5) وحلب ـ اللاذقية (M4).
سياسيا، بحث وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والتركي هاكان فيدان في اتصال هاتفي «التطور الخطير للوضع» في سورية.
وقالت الخارجية الروسية في بيان إنه خلال هذا التشاور «أعرب الجانبان عن قلقهما البالغ حيال التطور الخطير للوضع في سورية والمتصل بالتصعيد العسكري في محافظتي حلب وإدلب».
بدوره، دعا وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى التعاون مع روسيا في مواجهة هجوم الفصائل.
وشدد عراقجي في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي على «ضرورة اليقظة والتعاون» بين إيران وروسيا «لمواجهة الأفعال التي يقوم بها الإرهابيون في سورية»، وفق ما أفاد بيان لوزارة الخارجية.
وأكد الوزيران الإيراني والروسي «دعمهما القاطع لسيادة سورية ووحدة أراضيها ودعم الحكومة والجيش السوريين».
وكانت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية قالت في بيان نقلته وكالة الأنباء السورية «سانا» إنه خلال الأيام الماضية، شنت التنظيمات المسلحة المنضوية تحت ما يسمى «جبهة النصرة» مدعومة بآلاف الأجانب وبالأسلحة الثقيلة وأعداد كبيرة من الطائرات المسيرة هجوما واسعا من محاور متعددة على جبهتي حلب وإدلب، و«خاضت قواتنا المسلحة ضدها معارك شرسة في مختلف نقاط الاشتباك الممتدة على شريط يتجاوز 100 كلم لوقف تقدمها».
وأضاف البيان: «إن الأعداد الكبيرة للإرهابيين وتعدد جبهات الاشتباك دفعت بقواتنا المسلحة إلى تنفيذ عملية إعادة انتشار هدفها تدعيم خطوط الدفاع بغية امتصاص الهجوم، والمحافظة على أرواح المدنيين والجنود، والتحضير لهجوم مضاد». وأكد انه مع استمرار تدفق المسلحين عبر الحدود الشمالية وتكثيف الدعم العسكري والتقني لهم، تمكنت التنظيمات المسلحة «من دخول أجزاء واسعة من أحياء مدينة حلب دون أن تتمكن من تثبيت نقاط تمركز لها بفعل استمرار توجيه قواتنا المسلحة لضربات مركزة وقوية، وذلك ريثما يتم استكمال وصول التعزيزات العسكرية وتوزيعها على محاور القتال استعدادا للقيام بهجوم مضاد».