- فايزة الخرافي: القمة تحمل آمالاً كبيرة لتعزيز التكامل الاقتصادي والاجتماعي والسياسي ومواجهة التحديات
- بدر العيسى: شعار القمة يعكس التركيز على تعزيز التنمية المستدامة والتخطيط لمشاريع إستراتيجية كبرى
- إبراهيم الحمود: مسيرة المجلس حافلة بالإنجازات الاقتصادية والتقارب الفكري والاجتماعي والسياسي
- محمد الرميحي: حكمة القادة في القمم الخليجية أنقذت المنطقة من الانزلاق وراء الحروب والصراعات
- سامي الدريعي: دول الخليج تمتلك مقومات تحقيق الازدهار التجاري والاقتصادي من قوة بشرية وعقول تجارية
آلاء خليفة
تعقد اليوم في الكويت أعمال الدورة الـ ٤٥ للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية تحت شعار «المستقبل..خليجي».
وأكد عدد من الأكاديميين في تصريحات خاصة لـ«الأنباء» أهمية انعقاد هذه القمة في الوقت الحالي تزامنا مع الأحداث المحيطة بدول المنطقة، مبينين أن هناك الكثير من الآمال المعقودة عليها.
في البداية، قال وزير التربية والتعليم العالي سابقا وعضو هيئة التدريس بقسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية بجامعة الكويت د.بدر العيسى إن شعار القمة الخليجية هو «المستقبل.. خليجي»، مشيرا إلى أن هذا سيعكس التركيز على تعزيز التنمية المستدامة والتخطيط لمشاريع إستراتيجية كبرى بين دول المنطقة تخدم الأمن القومي والغذائي وتسهم في التنمية الاقتصادية لدول مجلس التعاون.
وأضاف العيسى أن هذه القمة الـ 45 المعقودة في دولة الكويت تأتي في ظل تحديات إقليمية ودولية معقدة ومتشعبة ومفصلية، إذ إنه من المتوقع أن يطرح قادة دول مجلس التعاون قضايا عديدة مثل تعزيز الأمن الاقليمي والتعاون الاقتصادي والطاقة بالإضافة إلى التطورات السياسية في المنطقة وأهمها الحرب الدائرة في غزة ولبنان وإعلان وقف إطلاق النار والوقوف مع الشعب الفلسطيني واللبناني وتقديم كل أنواع المساعدات، كما تهدف القمة إلى تعزيز التكامل الخليجي والتعاون في مواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية العالمية وضمان استقرار المنطقة.
وذكر العيسى أن التعاون الأمني سيكون أحد المحاور الرئيسية في هذه القمة، خاصة مع تزايد التهديدات الإقليمية مثل النزاعات المسلحة والأنشطة الارهابية، ومن المتوقع أن تركز الدول على تعزيز التعاون في مجال الأمن السيبراني وتبادل المعلومات الاستخباراتية، وحماية البنية التحتية الحساسة، بما في ذلك قطاع الطاقة والنقل البحري، كما أنه قد يبحث القادة أيضا إنشاء آليات دفاعية أكثر تكاملا لمواجهة أي تهديدات محتملة.
وقال: لا ننسى أن هناك رسائل موجهة لأمريكا، إذ إن القمة تعقد في وقت يشهد تحولات سياسية مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، فمن المتوقع أن تؤكد دول الخليج أهمية العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية لكنها قد تسعى أيضا إلى إظهار استقلالية أكبر في التعامل مع القضايا الإقليمية مع تأكيد موقفها مع القضايا الحساسة مثل القضية الفلسطينية والتوترات مع إيران.
من جانبها، ذكرت رئيسة مجلس أمناء الجامعة الأمريكية الدولية د.فايزة الخرافي إن القمة الخليجية تعد محطة مهمة لترسيخ التعاون والتكامل بين دول مجلس التعاون الخليجي، خاصة في ظل التحديات الإقليمية والدولية المتسارعة، مشيرة إلى أن استضافة الكويت لهذه القمة تعكس دورها المحوري في تعزيز العمل الخليجي المشترك وحرصها الدائم على توحيد الصفوف من أجل مستقبل أفضل للمنطقة.
وأضافت الخرافي أن انعقاد هذه القمة يحمل آمالا كبيرة لتعزيز التكامل الاقتصادي والاجتماعي والسياسي بين الدول الأعضاء، حيث يعتبر التعاون الوثيق بين دول الخليج السبيل الأمثل لمواجهة التحديات وتحقيق تطلعات الشعوب الخليجية نحو الاستقرار والتنمية المستدامة، كما أن توحيد الجهود والموقف والكلمة له أثر كبير في حفظ واستقرار أمن شعوب دول الخليج، خصوصا في ظل الظروف الإقليمية الملتهبة، مؤكدة أنه من المنتظر أن تسهم القمة في دفع عجلة التعاون إلى آفاق أوسع من خلال إطلاق مبادرات جديدة تعزز الوحدة والتضامن بين الأشقاء.
بدوره، قال أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة الكويت د.محمد الرميحي إن صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد يستقبل إخوانه قادة دول مجلس التعاون في بلدهم الكويت بترحاب ومحبة لعقد القمة الخامسة والأربعين في مسيرة تجمع الخير، والتي بدأت رسميا في أبوظبي مايو 1981، وهي المسيرة التي كانت فكرة كويتية عمل عليها الأمير الراحل سمو الشيخ جابر الأحمد وتابعها الأمير الراحل سمو الشيخ صباح الأحمد بكل زخم حتى آتت أكلها.
وقال الرميحي إن هذا التجمع أنقذ المنطقة من منعطفات خطيرة مثل الحرب العراقية الإيرانية وكذلك احتلال وتحرير الكويت ثم زوابع ما عرف بالربيع العربي ومن ثم جائحة كورونا والحروب المتعددة بين إسرائيل وفلسطين أو لبنان، وأخيرا حرب إسرائيل وإيران.
ولفت الرميحي إلى أن حكمة القادة الخليجيين في تجمعهم الإقليمي هذا انقذت المنطقة من الانزلاق إلى ما لا تحمد عقباه من الحروب والصراعات، كما أنجز المجلس في مسيرته الطويلة العديد من الملفات الاقتصادية الكبير وكان آخرها ما تم من شهور في لقاء قمة مجلس التعاون مع الاتحاد الأوروبي وهو اعتراف دولي بقيمة هذا المجلس وإنجازاته.
وأكد الرميحي أهمية التعاون العلمي فالعالم يدخل في فضاء جديد اسمه «اقتصاد المعرفة» فالعلم والمعرفة والثقافة بجانب أهميتها بحد ذاتها فهي أيضا رافعة اقتصادية ليس بالإمكان تجاهل أهميتها.
وذكر أنه في رحاب الكويت وكنف سمو الأمير يلتئم لقاء الخير لاستكمال المسيرة التي أسست الأمن والاستقرار لهذه المنطقة في ظروف استثنائية كما نشاهد من حرب في شواطئ البحر الأبيض أو في أوكرانيا، فيأتي هذا اللقاء لتأكيد تجنيب الإقليم المخاطر الشاخصة، معربا عن أمله أن يكون هناك قرار وتنفيذ لاستراتيجية أمنية مشتركة لاسيما أن الإقليم يمر بمنعطف خطير بسبب الحروب المحيطة في عدد من بلدان الشرق الأوسط.
من ناحيته، قال أستاذ القانون العام بكلية الحقوق بجامعة الكويت والخبير الدستوري د.ابراهيم الحمود إن انعقاد القمة الخليجية الـ45 واستضافة الكويت لها يعتبر احتفالا خليجيا وتحقيقا لإنجازات كبيرة خلال مسيرة مجلس التعاون الخليجي لاسيما أن مسيرة المجلس حافلة بالإنجازات، منها العديد من الاتفاقيات الاقتصادية والتقارب الفكري والاجتماعي والسياسي بين دول مجلس التعاون الخليجي.
وأفاد الحمود بأن الكثير من القوانين في الكويت ناتجة عن اتفاقيات عقدت بين دول مجلس التعاون الخليجي، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، اتفاقية التعرفة الجمركية الخليجية، لافتا إلى أن التقارب الاقتصادي مطلوب جدا في المرحلة الحالية في الإمكانات الاقتصادية ودعمها من قبل قادة دول مجلس التعاون الخليجي.
وأشار الحمود إلى دور الكويت في بناء تلك المنظومة الخليجية بل هي الدولة الراعية الأساسية لهذه المنظمة الدولية للقمة الخليجية، موضحا «اننا في الكويت نفتخر بالإنجازات التي تم تحقيقها من دول مجلس التعاون الخليجي في القضايا الاقتصادية والسياسية وكذلك العسكرية والأمنية. ونأمل أن تخرج القمة الخليجية باتفاقيات تعزز وتدعم التعاون المشترك بين دول الخليجية على الأصعدة كافة».
وتقدم الحمود بخالص الترحيب بملوك وأمراء دول مجلس التعاون الخليجي في ضيافة صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد.
بدوره، قال أستاذ القانون المدني بكلية الحقوق بجامعة الكويت د.سامي الدريعي «بداية نرحب بقادة دول الخليج العربي في بلدهم الكويت ونرجو لهم السداد والتوفيق وإقامة سعيدة ومثمرة، راجين من الله العلي القدير ان يتم تحقيق تطلعات شعب الخليج قاطبة وطموحاته، حيث ان الشعب الخليجي يستحق كل تقدم وازدهار، ونرجو أن تكون هذه القمة قمة التكامل الاقتصادي بين دول الخليج».
وأضاف أن دول الخليج تمتلك جميع المقومات اللازمة لتحقيق الازدهار التجاري والاقتصادي من قوة بشرية وعقول تجارية مميزة على مستوى العالم، فكل ما نحتاج اليه هو تعديل منظومتنا القانونية لتكون بيئة خصبة لانسيابية الأموال والسلع بين دول الخليج، مؤكدا ان تنفيذ خطة القطار الخليجي من الكويت إلى عمان عبر السعودية والبحرين وقطر والإمارات سيسهم بتحقيق ذلك.
وتابع الدريعي قائلا: «يتطلع الشعب الخليجي إلى التكامل العلمي والأكاديمي بين دول الخليج، بحيث يكون هناك تعاون أكاديمي بين مؤسسات التعليم العالي بالخليج والاستفادة من الخبرات الخليجية فهم الأعلم باحتياج الشعب الخليجي وتطلعاته، وأن أي تطور لا يتحقق ما لم يستند إلى خطط علمية.
وقال الدريعي «لا ننسى التهديدات الخارجية التي تتطلب رص الصفوف بين دول الخليج للوقوف ضد أي تهديد خارجي، فكلما كان موقف دول الخليج موحدا زاد ذلك قوة لها جميعا».