أسفرت الحرائق الكثيرة المستعرة في لوس أنجيليس بولاية كاليفورنيا منذ أيام عدة، عن سقوط ما لا يقل عن 11 قتيلا، لكن الرياح التي تؤججها أخذت في التراجع بينما تتزايد الانتقادات حول فاعلية فرق الإنقاذ. وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، خلال اجتماع في البيت الأبيض لمتابعة التطورات، إن المشهد «أشبه بساحة حرب وعمليات قصف».
وإزاء عمليات النهب التي تكثر في المناطق المنكوبة أو التي أخليت من سكانها، فرضت السلطات حظر تجول صارما يسري بين الساعة 6.00 مساء والساعة 6:00 صباحا بالتوقيت المحلي في منطقتي باسيفيك باليسايدس وألتادينا الأكثر تضررا. وقبل قرار فرض حظر التجول، عمد مواطنون إلى تسيير دوريات لحماية ما تبقى من أحيائهم.
وأمام حجم الأضرار، طلب حاكم كاليفورنيا غافين نيسوم بـ«مراجعة مستقلة شاملة» لأجهزة توزيع المياه في المدينة، وقد وصف نقص إمدادات المياه وفقدان الضغط في صنابير الإطفاء في اللحظات الأولى بأنه «مقلق جدا»، وكتب في رسالة مفتوحة «نحن بحاجة إلى إجابات لمعرفة ما حدث».
وقضى 11 شخصا على الأقل في الحرائق، وفق حصيلة جديدة أوردتها السلطات. ولحق دمار هائل بأجزاء كاملة من ثاني مدن الولايات المتحدة مع انهيار أكثر من عشرة آلاف مبنى، فيما التهمت النيران أكثر من 14 ألف هكتار. إلا أن الرياح بدأت تتراجع منذ أمس الأول مما يسهل عمل فرق الإطفاء. ورغم ذلك، صدرت أوامر إخلاء جديدة في منطقة باسيفيك باليسايدس.
على صعيد آخر، وضع أرخبيل مايوت الفرنسي في حالة إنذار برتقالية تحسبا لمرور الإعصار ديكيليدي قبالة سواحله الجنوبية بالمحيط الهندي بعد أقل من شهر على أضرار جسيمة لحقت به جراء إعصار «شيدو». والمستوى البرتقالي يعني «توقف عمل العبارات» المحلية، على ما أوضحت عبر منصة «اكس» إدارة هذه المقاطعة الفرنسية البالغ عدد سكانها 320 ألف نسمة. وحذرت السلطات من احتمال حصول «تدهور كبير في الأحوال الجوية».
وأكدت إدارة مايوت أنه «يجب الاستعداد بجدية لاحتمال مرور إعصار قريب جدا واعتماد مستوى الإنذار الأحمر». وفي نشرتها الأخيرة، توقعت مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية «منخفضا مصحوبا بالأمطار والرياح» عند مرور الإعصار ديكيليدي قرب الأرخبيل متحدثة عن «إمطار غزيرة جدا قد تتسبب في فيضانات». وتوقع خبراء الأرصاد الجوية أن تتراجع قوة ديكيليدي تدريجيا «إلى عاصفة مدارية قوية خلال تنقلها قبالة جنوب مايوت خلال يوم واحد».
وأتى هذا الإنذار بعد أقل من شهر على مرور الإعصار «شيدو» الذي ألحق أكبر قدر من الأضرار في تاريخ الأرخبيل بالسنوات التسعين الأخيرة.