اكتست أسواق الأسهم العالمية باللون الأحمر خلال تعاملات أمس، خاصة في أوروبا وآسيا، وذلك وسط موجة بيع حادة اجتاحت الأسهم، فيما استعد المستثمرون لتقلبات في الأسواق المالية بعد أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي عن رسوم جمركية ثقيلة على الواردات من كندا والمكسيك والصين، والمقرر تطبيقها اليوم، فيما اعلنت امس رئيسة المكسيك كلوديا شينباوم عن توصلها لاتفاق مع واشنطن لتجميد الرسوم لمدة شهر.
الى ذلك، هبطت المؤشرات الرئيسية في وول ستريت عند الافتتاح أمس، وسط اضطرابات عالمية في الأسواق بسبب مخاوف من حرب تجارية شاملة، وانخفض المؤشر ستاندرد آند بورز 500 بواقع 70.9 نقطة أو 1.17% إلى 5969.65 نقطة، كما تراجع المؤشر ناسداك المجمع 412.1 نقطة أو 2.10% إلى 19215.375 نقطة، وانخفض المؤشر داو جونز الصناعي 276.5 نقطة أو 0.62% عند الفتح إلى 44268.15 نقطة.
وعلى صعيد البورصات الإقليمية، فقد تراجعت معظم أسواق الخليج أمس، حيث انخفض المؤشر السعودي 0.3%، وهبط المؤشر القطري 0.6%، وانخفض مؤشر أبوظبي 0.1%، وهبط مؤشر البحرين 0.3% إلى 1870 نقطة، وتراجع مؤشر عمان 0.1% إلى 4553 نقطة، بينما عوض مؤشر دبي خسائره المبكرة ليغلق مرتفعا 0.1%، وصعد المؤشر الكويتي 0.6% إلى 8405 نقاط، وخارج منطقة الخليج، تراجع مؤشر الأسهم القيادية بالبورصة المصرية 0.6 مع هبوط فوري للمدفوعات الإلكترونية 1.7%.
وفي المقابل ارتفعت أسعار الذهب لتسجل مستوى قياسيا جديدا عند 2818 دولارا للأونصة خلال تعاملات أمس.
وفي سياق متصل، كشف تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال، عن أن الصين ستقترح بصورة أولية استعادة اتفاق التجارة (المرحلة الأولى) الموقع في عام 2020 خلال ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأولى في إطار حلحلة مسألة الرسوم الجمركية التي شرع الرئيس العائد إلى البيت الأبيض في فرضها على الواردات من الصين ودول أخرى.
وبحسب ما نقلته الصحيفة الأميركية عن مصادر لم تسمها فإن الاتفاق سيشمل أجزاء أخرى من خطة الصين ومنها تقديم تعهد بعدم خفض قيمة اليوان، وعرضا لمزيد من الاستثمارات في الولايات المتحدة، والالتزام بخفض صادرات سلائف الفنتانيل (المخدرة).
ونقلت الصحيفة عن المصادر قولها، إن بكين اعتبرت التعريفات الجمركية بنسبة 10% وسيلة ترامب لممارسة الضغط، لكنها أشارت إلى أن هذه الخطوة لم تكن من نوع «الضغط الأقصى» الذي قد تجده القيادة الصينية غير محتمل.
خسائر حادة بالأسواق الأوروبية
وفي أسواق الأسهم الأوروبية، افتتحت الأسواق على انخفاض حاد أمس، بعد أن فرض ترامب تعريفات تجارية على العديد من البلدان وهدد بفعل الشيء نفسه مع الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، وانخفض مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 1.3% بعد فترة وجيزة من الافتتاح، وانخفضت جميع القطاعات بقوة.
وتراجع مؤشر ستوكس 600 للسيارات بأكثر من 4%، في حين انخفضت مؤشرات التكنولوجيا والصناعة والتعدين بأكثر من 2%، وانخفض مؤشر داكس الألماني بأكثر من 1.7% خلال الصفقات المبكرة.
وكانت الأسواق في المنطقة تتفاعل سلبا مع قرار الرئيس ترامب في عطلة نهاية الأسبوع بفرض تعريفات جمركية بنسبة 25% على الواردات من المكسيك وكندا وضريبة بنسبة 10% على السلع من الصين، ومن المقرر أن تدخل التعريفات حيز التنفيذ اليوم (الثلاثاء)، وذلك في وقت تبلغ فيه قيمة المعاملات التجارية بين الولايات المتحدة والدول الثلاث 1.6 تريليون دولار.
الأسهم الآسيوية تحت الضغط
وفي أسواق آسيا، لم يكن الوضع أفضل من نظيرتها الأوروبية، حيث تراجع أسهم الشركات التي لديها مصانع في كندا والمكسيك وستتأثر صادراتها بالرسوم الجمركية، وتراجعت مؤشرات الأسهم اليابانية بنهاية جلسة التعاملات الصباحية ببورصة طوكيو للأوراق المالية.
وفقد مؤشر نيكاي القياسي المؤلف من 225 سهما 959.53 نقطة أو ما يعادل 2.42%، ليصل إلى 38612.96 نقطة في نهاية الجلسة الصباحية، كما تراجع مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 2.25% ليصل إلى 2725.91 نقطة.
وعانت الأسهم الأسترالية من أسوأ يوم لها منذ 5 أشهر خلال تعاملات أمس، وانخفض مؤشرها بنسبة 1.8%، وهو أكبر انخفاض يومي له منذ 4 سبتمبر، ليغلق عند 8379.4 نقطة، وكذلك انخفض مؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية ومؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ.
الدولار المستفيد الوحيد
وبالمقابل، لامس مؤشر الدولار الأميركي أعلى مستوى في 3 أسابيع، بينما تراجع الدولار الكندي لأدنى مستوى في 22 عاما أمام العملة الأميركية، ويتمثل الدافع وراء ارتفاع الدولار في التوقع بأن الرسوم الجمركية ستؤدي لتأجيج الضغوط التضخمية والحفاظ على ارتفاع الفائدة الأميركية، في حين تضر أيضا بالاقتصادات الأجنبية أكثر من الولايات المتحدة. وأدت رهانات الملاذات الآمنة إلى انخفاض عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات، في حين هبط الدولار الكندي إلى أدنى مستوياته منذ عام 2003، كما سجلت عملات الأسواق الناشئة مثل الروبية الهندية والبيزو المكسيكي خسائر.
سوق التشفير «يعاني» خسائر كبيرة.. و«بيتكوين» دون 100 ألف دولار
تراجعت عملة بيتكوين لأدنى مستوى لها في 3 أسابيع، منخفضة بنسبة 6.5% لتصل إلى 93.417 الف دولار، فيما هوت إيثر بنسبة 20% إلى 2483 دولار، وهو أدنى مستوى لها منذ أوائل سبتمبر 2024، وذلك بعد فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوما جمركية على كندا والمكسيك والصين.
كما تراجعت إكس آر بي (XRP) بنحو 23% مسجلة 2.2 دولار، بينما هوت دوجكوين بنسبة 24% إلى 0.23 دولار، وسجلت «سولانا» 194.43 دولارا، متراجعة بنسبة 7.5%، وفقا لموقع «كوين ماركت كاب».
وتراجعت القيمة السوقية للعملات المشفرة بأكثر من 450 مليار دولار يوم أمس مسجلة أسوأ خسائر يومية في تاريخها. وتراجع سعر عملة بيتكوين بأكثر من 10 آلاف دولار يوم أمس لتتداول عند مستويات 91 ألف دولار قبل أن تقلص من خسائرها، كما تكبدت العملات البديلة خسائر أكبر، فقد تراجعت عملات إيثر وسولانا وXRP وغيرها بنسب وصلت إلى 30%.