هو عقبة بن ابي معيط بن ابي عمرو بن امية بن عبد شمس بن عبد مناف كان من شياطين قريش.
كان من الاعداء الألداء الذين وقفوا في وجه الدعوة، وروى البخاري في صحيحه عن عروة قال: قلت لعبدالله بن عمرو بن العاص: اخبرني بأشد شيء صنعه المشركون برسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بفناء الكعبة إذ أقبل عقبة بن ابي معيط فأخذ بمنكب النبي صلى الله عليه وسلم ولوى ثوبه في عنقه، فخنقه به خنقا شديدا، فأقبل ابوبكر رضي الله عنه فأخذ بمنكبه ودفعه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: (أتقتلون رجلا ان يقول ربي الله وقد جاءكم بالبيانات من ربكم).
ومن أفظع إيذاء هذا الكافر للنبي صلى الله عليه وسلم ما رواه عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا على قريش غير يوم احد فإنه كان يصلي ورهط من قريش جلوس وسلا جزور قريب منه، فقالوا، من يأخذ هذا السلا فيلقيه على ظهره؟ قال: فقال عقبة بن ابي معيط: انا، فأخذه فألقاه على ظهره فلم يزل ساجدا حتى جاءت فاطمة رضي الله عنها فأخذته عن ظهره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم عليك الملأ من قريش اللهم عليك بعتبة ابن ربيعة، اللهم عليك بشيبة بن ربيعة، اللهم عليك بأبي جهل بن هشام، اللهم عليك بعقبة بن ابي معيط، اللهم عليك بأبي بن خلف أو أمية بن خلف، قال عبدالله: فلقد رأيتهم قتلوا يوم بدر جميعا ثم سحبوا إلى القليب غير ابي او امية فإنه كان رجلا ضخما فتقطع». متفق عليه.
وكان ابي بن خلف وعقبة بن ابي معيط متصافين فكان عقبة قد جلس الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمع منه فبلغ ذلك ابيا فأتى عقبة فقال له: ألم يبلغني انك جالست محمدا وسمعت منه وجهي من وجهك حرام أن أكلمك، وان انت جلست إليه او سمعت منه أو لم تأته فتتفل في وجهه ففعل ذلك عدو الله عقبة بن ابي معيط لعنه الله.
فأنزل الله قوله (ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخــذت مـع الرسول سبيلا) إلى قوله تعالى (للإنسان خذولا) الفرقان 27 ـ 29.
وفي رواية لأبي نعيم في «الدلائل» بإسناد صحيح عن طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال له صلى الله عليه وسلم: «إن وجدتك خارجا من جبال مكة اضرب عنقك صبرا» فلما كان يوم بدر وخرج اصحابه ابى ان يخرج فقال له أصحابه: اخرج معنا قال وعدني هذا الرجل ان وجدني خارجا من جبال مكة ان يضرب عنقي صبرا فقالوا: لك جمل احمر لا يدرك فلو كانت الهزيمة طرت عليه فخرج معهم فلما هزم الله المشركين قصر به جمله في جدد من الارض فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم اسيرا في سبعين من قريش وقدم إليه ابومعيط فقال: تقتلني من بين هؤلاء؟ فقال صلى الله عليه وسلم: نعم، بما بصقت في وجهي فأنزل الله في أبي معيط (ويوم يعض الظالم على يديه...).