محمد الحويلة
سبعة عشر عاما مرت على الخميس الأسود، يوم هاجم طاغية العراق المقبور وأزلامه بلدنا، ودنسوا ارضنا، أنكروا دور الكويت، وجحدوا فضل الكويت، نسوا كرم الكويتيين معهم، تقدموا بحجج واهية ومزاعم دنيئة، نهبوا الخيرات وشردوا الأهل، قتلوا الشيوخ والأطفال والنساء بكل وحشية بعيدا عن أي مشاعر انسانية أو أعراف دولية أو ضوابط وتعاليم دينية، تبرأوا من الاسلام ومن نصوصه وأخلاقه، ولكن الله يمهل ولا يهمل ورغم صعوبة الموقف والأيام العصيبة التي قضاها الكويتيون سواء الذين كانوا خارج الكويت أو الذين كانوا فيها ورفعوا لواء المقاومة، واستشهد العديد منهم وأسر الكثيرون واقتيدوا الى سجون المحتل الغاشم الذي مثّل بهم وأعدم الكثيرين منهم لينالوا الشهادة ويصبحوا رموزا من رموز هذا الوطن الغالي، الذي ضحوا بدمائهم في سبيله ورفضوا الاستسلام أو الخنوع والخضوع للمحتل الباغي، رغم كل ذلك وقف الكويتيون وقفة رجل واحد خلف قيادتهم ورمز ابائهم وشموخهم أسرة آل الصباح الكرام وفي مقدمتهم سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد رحمه الله وطيب ثراه الذي وقف مع ابنائه وشد من ازرهم، وكلنا يتذكر دور صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد اذ كان وزيرا للخارجية وجولاته الديبلوماسية التي أثمرت نجاحا تلو الآخر حتى وقف مع الكويت الاشراف من الاخوة العرب والأصدقاء في العالم لتنتهي مأساة الاحتلال بتحرير الكويت وعودة شعبها وأهلها اليها خلف قيادتهم الشرعية، ولتبدأ مسيرة التنمية والاعمار من جديد، لبناء ما دمره المحتل وآلته العسكرية الهمجية، فكانت أولى خطوات الاستقرار اطفاء حرائق الآبار التي اشعلها الطغاة ليظهروا مدى الحقد الدفين ويبثوا الخراب في الأرض ويدمروا البيئة التي تحتاج الى سنوات لإعادة التأهيل، وكذلك عودة المؤسسات والجهات للعمل بتكاتف جميع الكويتيين وبمساندة الاخوة والأصدقاء الذين لم يبخلوا بتقديم الدعم للحق الكويتي في مختلف المحافل والمنابر الدولية فقدموا المساعدة العينية والمادية وساهمت الجيوش العربية والأجنبية تحت قيادة الشرعية الدولية ممثلة بالأمم المتحدة في اعادة وتحرير بلدنا، لتعود الكويت حرة أبية وليلقى الطاغية مصيره بالاعدام نتيجة لما اقترفت يداه من ظلم، ولتستمر الكويت في مسيرة نهضتها وبناء حضارتها بإنسانها الحر المعطاء.
مجرد سؤال؟
يقال: «عند الشدائد تعرف الرجال» وهذا ما شاهدناه بأم أعيننا أيام الاحتلال البغيض فكان الكويتيون جميعا اخوة كالبنيان المرصوص، وقفوا الى جانب بعضهم البعض، تناسوا العداوات ورموا الخلافات وراء ظهورهم ليتفرغوا لمقاومة المحتل، فلماذا لا نكون دائما على قلب رجل واحد ليس في الشدائد فقط بل في الرخاء ايضا لنبني وطنا جميعنا يحلم بان يكون هو الأفضل؟