لا يسعنا أمام المكرمتين الأميريتين اللتين أسعدتا قلوب المواطنين الا ان نتوجه بخالص الشكر والامتنان لصاحب السمو الأمير المفدى حفظه الله ورعاه، لجزيل عطائه وحرصه على هموم مواطنيه ومساعدتهم على مواجهة أعباء الحياة، لقد كان ومازال سموه مثالا للعطاء في سبيل رفع المعاناة عن مواطنيه متلمسا احتياجات أبنائه المادية والمعنوية، ساعيا الى ازالة العقبات التي تصادفهم لتعزيز الرفاهية التي يرفل فيها شعبنا، مدخلا البهجة الى قلوبهم ومشاركتهم فرحتهم، ونحن إذ نثمّن هذه العناية الكريمة من سموه على تلك المكارم السامية نؤكد على مدى التلاحم والترابط والمودة التي تناغم بين الحاكم والمحكوم في دولة القانون.
تمادي
مع استمرار مسلسل بيع الأغذية واللحوم الفاسدة لأكثر من شهر، نتساءل عن السبب في هذا التمادي.. هل الاجراءات القانونية قاصرة؟ أم العقاب غير رادع؟ وإلا فبماذا نفسّر عدم تخلص التجار من تلك الأغذية الفاسدة وهم يرون ويسمعون عن الحملات التي يشنها رجال ومفتشو البلدية؟ إلا ان هؤلاء لايزالون مستمرين في بيعها، فعدم الخوف من العقاب الدنيوي والجشع الذي جعل على العيون غشاوة، جعل للفساد سطوة دفعت ضعاف النفوس الى الاستمرار في الإضرار بالناس.
آملين ان تشتد يد القانون ويشتد العقاب ليطول كل من تسوّل له نفسه المقامرة على صحة الانسان مع نشر صورته فهي الرادع الحقيقي لغيره.
ليش لأ؟
لو أعطى السادة النواب اهتماما بأسرهم وجالسوا أبناؤهم وأفادوهم لكان أكثر منفعة من جمع الشباب في ندوات الشوارع في هذا الجو البارد بلا هدف ولا نتيجة، فقط لشغل وإرهاق رجال الأمن، وحينما يقعون في مشكلة جراء أخطائهم ومخالفتهم للقوانين تبدأ الشكوى ويتعالى الصراخ من معاملة رجال القوات الخاصة التي كل ما تفعله هو تطبيق القانون، ليتنا نوجه امكانياتنا وطاقة شبابنا لما فيه الخير والفائدة للوطن الذي يئن من تصرفاتنا وخلافاتنا التي لا تنتهي.
نصيحة
قال تعالى (وإنه لقسم لو تعلمون عظيم) صدق الله العظيم، في الآونة الأخيرة نلاحظ العديد من السادة النواب جعلوا الله عرضة لأيمانهم، فهم يقسمون وهم لا يملكون القرار فيما يقسمون عليه، ولأنهم لن يجدوا من سيحاسبهم ويسائلهم على تلك الأيمان، ونسوا أو تناسوا ان هناك من هو أقوى بالمحاسبة في اليوم الآخر لأنه سبحانه وتعالى حذّر عباده في كتابه العزيز قائلا (ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم).
وقال صلى الله عليه وسلم: «الدين النصيحة»، ونصيحتي بألا تعاودوا اليمين فالقسم في واد وأفعالكم في واد آخر، ووعودكم ستنعكس آثارها سلبا عليكم، أولها عدم مصداقيتكم واحترام عقول ناخبيكم والثاني عدم وفائكم ومقدرتكم على تحقيق وعودكم، والثالث يثبت ان القسم عندكم لا يعني شيئا.
فاتقوا الله بأنفسكم واعملوا لمصلحة العباد والبلاد وابعدوا المصالح الشخصية جانبا وطهروا قلوبكم من الضغائن والأحقاد.
هدانا الله جميعا لما فيه الخير وشرح صدورنا لحب الوطن والخوف على مصلحته.
رب اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا.