إذا كان من علمك حرفا صرت له عبدا، فما بالك بمن علمك كل الحروف وفنونها وأسرارها ومدلولاتها ووهج معانيها؟ ماذا تقول لمن أخذ بيدك إلى عالم الكلمة ليزرع في روحك حب الكتابة ويعلمك أصولها وقواعدها ومفاتيح كنوزها وليجعل منك فارسا يصول ويجول في هذا الميدان الإنساني العظيم؟ ذلك هو ما فعله معي الأستاذ الكاتب الصحافي الإنسان نبيل الخضر، هذا الرجل اتخذ قرارا ذات يوم بأن يضمني إلى أهل الصحافة ولم يكن أمامي سوى تنفيذ قراره.
وعلى يديه النبيلتين الكريمتين تعلمت كل شيء، بداية من طريقة الحصول على الخبر ثم كتابته وإعداده ليكون تحفة إخبارية تتمتع بكل مقومات الخبر الناجح من مضمون مهم وصياغة أنيقة وعنوان لافت إضافة إلى كتابة المقال الذي يضع الاصبع على الجرح ويشخص الأمراض والعلل ويناقش الأخطاء والسلبيات بأسلوب راق محترم لا يسيء الى شخص بعينه بل ينتقد أسلوب عمل ذلك الشخص ويضع أمامه أخطاءه وتجاوزاته ليتعلم منها ويتخلى عنها فتستقيم مسيرته ومن ثم ينصلح حال البلد كله.
نبيل الخضر هذا الفارس الصحافي المغوار لا يحب الأضواء والمديح ولا التصاوير بل يعشق العمل برجولة وصمت ويبحث دائما عن الجديد، والجديد في نظره عبارة ساخرة لم يقلها من قبل، أو فكرة مجنونة لم تخطر في بال أحد، أو كرنفال من التعليقات على مجموعة صور تجعلك تستلقي على ظهرك من الضحك.
وهو صاحب مسيرة صحافية مشرقة ومشرفة ويشهد له عصره في ادارة تحرير الأنباء وللأمانة فإنه يظل يتذكر تلك الأيام الحميمية وعشق لا مثيل لهما وكذلك إدارته لجريدة آفاق الجامعية ورئاسته لتحرير الناس وها هو اليوم يقود مسيرة الشاهد بكل اقتدار.
ولمن يعرفه فهو يحرص على خدمة كل الناس وينسى نفسه ولا يرد طلبا لأحد ويتجاهل طلباته المشروعة وأرجو أن يعذرني بو بدر لأني تحدثت عنه من غير استئذان وأنا أعلم جيدا أنه لا يحب المديح لكنها كلمة حق أردت أن أقولها لرجل يستحقها.
[email protected]