آلاء خليفة
اكد نائب رئيس جهاز متابعة الأداء الحكومي وأحد ابناء المغفور له سمو الشيخ جابر الأحمد، الشيخ ثامر جابر الأحمد ان سيرة المغفور له سيرة عطرة ومليئة بالانجازات في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والانسانية، ووصفه بأنه مثال يحتذى به في دماثة الخلق وطيب التصرفات، جاء كلام الشيخ ثامر الجابر في الندوة التي عقدتها جمعية القانون بجامعة الكويت ضمن اسبوع الوفاء للراحل الشيخ جابر الأحمد، بمناسبة الذكرى الثانية على وفاة الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد لتسليط الضوء على الاضاءات والاشراقات في حياة الراحل الشيخ جابر الأحمد رحمه الله، وقد أدار الندوة الإعلامي غالب العصيمي.
وقد بدأ الشيخ ثامر حديثه مستذكرا اللحظات الأخيرة قبل وفاة الشيخ جابر الأحمد وكيفية تلقيه للنبأ الذي أفجع قلوب الكويتيين يوم 15 يناير، مشيرا الى مشاعر الحزن التي خيمت ليس فقط على اسرة الراحل وانما على الشعب الكويتي وكل الشعوب العربية والغربية المحبة للمغفور له الشيخ جابر الأحمد.
واشار الى تظاهرة الحب التي نظمها المواطنون والمقيمون على ارض الكويت التي تؤكد حب الجميع للقائد والوالد الراحل، مؤكدا على أن ما تمتع به الشيخ جابر رحمه الله من سمات انسانية لابد ان تطبع داخل نفوس الشعب الكويتي.
وتابع: على الرغم من انه كان يتمتع بوجاهة السلطان، بالاضافة الى ان الكويت من أغنى الدول ماليا، الا ان الامير الراحل الشيخ جابر الأحمد حصن نفسه من تلك المغريات. وزاد: ان الراحل غرس في نفوسنا تعاليم الدين ليس بالعنف او التهديد انما بالتسامح والهدوء والمحبة.
غرس تعاليم الدين السمحة
ولفت الشيخ ثامر الجابر الى ما كان يقوم به الأمير الراحل من امور لغرس تعاليم الدين السمحة في نفوس ابنائه عندما كان يوقظهم لصلاة الفجر ويحثهم على قراءة القرآن الكريم في كل وقت وحين، كما اشار الى ان الأمير الراحل لم يمارس الطائفية او القبلية اثناء فترة حكمه، فقد كان حاكما عادلا يعطي كل ذي حق حقه، ووصفه بأنه كان مظلة للجميع لا يختص نفسه بأفراد دون غيرهم بل كان يحتوي جميع أفراد المجتمع وجميع فئاتهم.
وعطف للحديث عن معاملة الأمير الراحل للخدم الذين كان يعاملهم بكل تواضع ومحبة وعطف، لافتا الى انه كان يتبع الحكمة والموعظة الحسنة في تعامله مع ابنائه.
وعن دراسة ابنائه في مدارس حكومية قال، لقد كان الوالد رحمه الله حريصا على الغاء الفجوة بيننا كأبناء حاكم وبين أفراد الشعب الكويتي، فكان يحثنا على الاختلاط بالآخرين من جميع الجنسيات وشجعنا على المشاركة في جميع الأنشطة التي تقام في المدارس، مؤكدا انه على الرغم من كونه حاكما وله مسؤولياته وواجباته الا انه كان حريصا على تخصيص وقت للجلوس مع ابنائه ومعرفة مشاكلهم والاستماع لهم، لافتا الى ان الأمير الراحل كان مستمعا من الطراز الأول، وكانت نصيحته دوما شمولية فكان يقول لأبنائه «قولوا لربعكم ان العلم سلاح»، مشددا على انه كان أبا لكل أبناء الشعب الكويتي، فبادله الشعب ذلك الحب وتعلقوا به واعتبروه أبا لهم جميعا.
وتحدث الشيخ ثامر الجابر عن سمة سمات الشيخ جابر رحمه الله والمتمثلة في التواضع، وقال: لقد كان الامير الراحل يخاف الله في كل تصرفاته وحريصا على الافطار في شهر رمضان مع ابنائه واسرته والضباط والحرس الذين يعملون معه، كما كان يصلي معهم الفجر إماما، فكان يتقي الله في تصرفاته ويعمل لآخرته، واشار الى انه أمرو بإزالة صورته من الورق النقدي والتقويمين الميلادي والهجري ومن المقررات الدراسية، ولفت الى انه كان قريبا لشعبه ولا يحب الجهر في عمل الخير متبعا قول الرسول ژ عندما قال: «صدقة السر تطفئ غضب الرب»، وكان بعيدا عن التصنع او التكلف في المعاملة، وأوضح ان سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد رحمه الله كان يرفض استخدام الواسطة او الاستثناءات في تعامله مع ابنائه وغرس في نفوسهم انهم كسائر افراد الشعب الكويتي ولابد ان يكونوا قدوة للجميع في تلك الأمور. واضاف: قال الشيخ جابر الأحمد رحمه الله ان حمل المسؤولية شرف، وصيانتها أمانة، واداءها واجب، والتفريط بها خطيئة، متمنيا ان يتبع الجميع تلك الكلمات في تصرفاتهم وأفعالهم.
الاستثمار في الشباب
وتحدث للشباب قائلا: لقد كان رحمه الله مؤمنا بأن الاستثمار في الشباب افضل انواع الاستثمار، فلا بد ان تنفذوا ما اوصاكم به الشيخ جابر لاسيما ان لديكم الركائز الأساسية لتحقيق ذلك ومنها الاستقرار السياسي والأمني والمورد المالي.
وحث الجميع على تطبيق القانون من اجل حفظ هيبة الدولة وتحقيق العدالة، وأن يعلم الجميع بحقوقهم وواجباتهم لتنظيم العمل، وتابع: ان الشباب هم صنّاع قرار المستقبل، فأنتم ذخيرة المستقبل، فلابد من ان تبذلوا قصارى جهدكم للأخذ بيد الكويت الى الافضل، ومن جانب آخر، لفت الى لقائه ببعض المسؤولين بجامعة الكويت والتطبيقي منذ 4 اشهر وتحدث معهم عن رفضه التام لما يدور حاليا في تلك المؤسسات التعليمية من استخدام القبلية والطائفية كأساس للتعامل بين الطلبة والأساتذة، متمنيا ان ينفذ ويلتزم الجميع بما جاء في قانون الجامعة.
وقال: ان الشباب هم الأصول الثابتة في المجتمع، ونرفض ما يحدث من تجاوزات في الجامعة والتطبيقي لاسيما اننا نحيا في دولة مؤسسات ويفترض من الجميع احترام القانون.
ومن ناحية أ خرى، تحدث الشيخ ثامر الجابر عن جهاز متابعة الأداء الحكومي والذي يعمل فيه كنائب لرئيس الجهاز، موضحا ان الجهاز يتابع ويربط بين الجهات الحكومية كجهة محايدة، بهدف الارتقاء بعمل تلك الجهات من خلال التنسيق ومتابعة القرارات ذات الصلة.
وتحدث الشيخ ثامر الجابر عن الاستجوابات، لافتا الى ان الاستجواب حق دستوري لجميع النواب ولكن لابد من استخدامه لتحقيق الصالح العام.
كما عتب على بعض الصحف المحلية التي دخلت في اللعبة السياسية وأصبحت تحتاج الى تحري الدقة في اخبارها، قائلا: انا لا اصدق 100% مما أقرأه في الصحف الا صفحة الوفيات.
وعندما سأل عن رأيه في دخول المرأة الكويتية مجلس الأمة قال انا أفتخر بنساء الكويت اللاتي ضربن اروع صور التضحية وأكبر مثال على ذلك النساء اللاتي استشهدن اثناء الغزو العراقي ومنهم اسرار القبنيدي ووفاء العامر وسعاد الحسن وبهية السعيد التي فقدت 3 من ابنائها، مؤكدا ان المرأة الكويتية تقف الى جانب اخيها الرجل في تحقيق التنمية والتطوير لكويتنا الحبيبة.
وعن رأيه في اسقاط القروض قال: لابد من معرفة الاسباب التي دفعت المقترضين للحصول على قروض، وذلك حتى لا يتم الإخلال بمبدأ العدالة والمساواة، مطالبا البنك المركزي بتشديد الرقابة على البنوك والشركات التي لعبت على حاجات المواطن وشجعته على الاقتراض، مؤكدا ان الدولة تحمي المواطن ولا يمكن محاسبة الضحية وترك الجلاد.
صفحات الجامعة والتطبيقي في ملف ( pdf )