ان كان عقد الزواج يسمى الميثاق الغليظ لطبيعته الخاصة أطرفا ومحلا وسببا لقول الله تعالى (واخذن منكم ميثاقا غليظا) النساء: 21. فهو ان كان بين طرفين فهناك ما هو أوثق منه وأوتد في الترابط والتآخي والنصرة بين الناس شعوبا وقبائل ألا وهو الدين الإسلامي فالدين يسمو ويجمع المسلمين وان كانوا مختلفين لونا ولسانا ومتفرقين مكانا وطبيعة، فالتعاون على البر والتقوى والتعاضد في المنشط والمكره والاهتمام بحال المسلمين فقيرهم ومستضعفهم كبيرهم وصغيرهم ونصرة المظلوم وغوث المكروب من صفة المؤمن الحق.
فهو لا يرضى بسفك الدماء وانتهاك الأعراض والتعدي على الأموال التي حرمها كلها الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم كما هو معلوم وتمادي أي ظالم بذلك ـ أيا كانت مبرراته ـ باستضعاف لعزل واستقواء بآلة عسكرية ثقيلة عليهم وباستصغار لشعب وترهيب له بسلاح معبأ بذخيرة حية إنما هو جور وإبادة عنصرية ممقوتة.
ظهر جليا ذلك بسورية الأبية حيث انه لم يشفع للصغير براءته ولا للكبير ضعفه وشيبه ولا للمرأة عجزها وأنوثتها، فهم بنظر النظام أعداء وبقتلهم ارهاب لغيرهم، أليست تلك سياسة خرقاء وعنجهية نكراء يعدها ويخرجها جبناء، ألم يعلم ذلك المتجبر المتكبر المتعالي ان فرعون كان أكثر جندا وأقوى حزبا، ألم يقرأ ان الأحزاب الذين تحزبوا ضد المصطفى صلى الله عليه وسلم لم تنفعهم كثرتهم وقوة عتادهم، انك يا بشار قد انقلبت الى شنار قرب اطفاء ناره وسيكون نسيا منسيا.
ان العالم العربي والإسلامي بعدم نصرته للشعب السوري وعدم الأخذ على يد الظالم بمنعه ودحره خالف أوثق المواثيق وهو قول الله تعالى (وان استنصروكم في الدين فعليكم النصر) الأنفال: 72، بل تعدى الأمر طلب النصرة الى الاستصراخ للغوث والفزعة وهي درجة أشد وأعمق من الأولى قال تعالى (فإذا الذي يستنصره بالأمس يستصرخه) القصص: 18، فلا مجيب مع الأسف.
نشكو الى الله قلة الحيلة وهو ان دم المسلم، وان لم يكن الله به غضب عليهم وعلينا فلا نبالي ولكن عافيته والفرج عليهم أوسع لهم من رب عزيز جبار يمهل ولا يهمل.
lawer_albarazi