سعد الخالد
لم أستغرب وأنا أفتح الصحف في أعقاب الإعلان عن نتائج الثانوية العامة العناوين التي تشير الى ان المراكز العشرة الاولى في القسمين الأدبي والعلمي للكويتيين قد انتزعتها بالكامل بناتنا، وغاب الذكور نهائيا عن القائمة.
التوقف عند هذه النتائج والأخذ بمدلولاتها والمؤشرات المهمة التي تنطوي عليها أمر على درجة بالغة من الاهمية، فما حققته بناتنا رسالة الى من يهمه الأمر ممن مازالوا قابعين في عتمة الزمن ومتمسكين بالأفكار البالية بخصوص المرأة والحد من دورها وحقها في تحقيق ذاتها تحت شعار القيم والعادات والتقاليد.
في كل مرة نعطي فيها المرأة الكويتية مجالا أرحب للتحرك والتقدم نجدها تثبت لنا بكفاءتها وقدراتها انها جديرة بالثقة فيكون اداؤها مشرفا ويشكل أبلغ رد على دعاة الانغلاق والتحجر والفكر المنغلق.
ويجب ألا ننظر إلى ان التوسع في منح المرأة حقوقها، ونحن نعبر الطريق الطويل لمساواتها مع الرجل وتوفير التمثيل العادل لها في حياتنا السياسية، هو مجرد منحة لها او مكسب، بل عدم تحقيقه هو خسارة لنا.
لننظر اليوم الى اداء م.فاطمة الصباح وم.فوزية البحر في المجلس البلدي ولنراقب اداء نورية الصبيح التي اجتازت احد اصعب الاستجوابات المحكمة ضدها، واداء د.موضي الحمود والتزامهما في عملهما ونشاطهما الدؤوب لنعرف اهمية وجودهن في مناصبهن.
والفتيات اللاتي نلن المراتب الاولى في الثانوية العامة لهن الحق في مواصلة مسيرتهن واعطائهن مركزا متقدما اذا استمررن في خط النجاح على نظرائهن الذين احتلوا المراتب التالية والذين قد يجدون انفسهم مستقبلا اقرب لأي منصب سواء وزير او غيره من زميلاتهم المتفوقات عليهم اليوم لمجرد انهم ذكور.
آن الأوان لننزع من عقولنا ونفسياتنا الإرث الثقيل من عادات لا مبرر لوجودها، ولنتذكر دائما ان الماضي انتهى ولا يمكن تبديله الا بتزوير التاريخ، اما المستقبل فبأيدينا ان نصنعه كيفما شئنا، ولنكن ابناء وبنات المستقبل وليس الماضي.