القاهرة - سامي عبدالفتاح
تحجرت الدموع في عيون المدرب الألماني راينر هولمان عندما صعد إلى المنصة ليتسلم ميدالية وصيف السوبر بعد الخسارة أمام الأهلي وجوزيه، في الوقت الذي كان كابتن الأهلي شادي محمد يجوب مع زملائه أرجاء الملعب بكأس السوبر الخامس للأهلي، كادت الدموع تنهمر من عيني هولمان عندما أحرز بركات هدف الأهلي الأول بعد دقيقتين فقط من بداية الشوط الثاني، وكان تصور هولمان في الشوط الثاني أنه سينجح فيما فشل فيه خلال الشوط الأول، حيث أغلق كل السكك والممرات أمام مهاجمي الأهلي بل كاد أغوغو يخطف هدف التقدم في أكثر من فرصة، ولكن جاء هدف بركات ليبدد أحلام هولمان والزمالك في الصمود، ليذوق مرارة الهزيمة للمرة الثانية في أسبوع واحد، ومن الأهلي غريم الزملكاوية.
وفي نفس اللحظات الدرامية في أرض الملعب والمنصة، كانت احتفالات لاعبي الأهلي ببطولتهم ومدربهم مانويل جوزيه الذي أصبح عنوانا دائما للانتصارات على الزمالك والبطولات أيضا، فحمله اللاعبون كما يحملونه مع كل بطولة، والتي جاءت هذه المرة اسما على مسمى فهي بطولة السوبر مع الأهلي السوبر المنتصر على الزمالك مرتين في أسبوع واحد، وبرغم أن نخبة من نجوم الفريق لم يشاركوا في المباراة فإنهم كانوا مع باقي زملائهم الذين لعبوا المباراة وحققوا الإنجاز، والبعض منهم عرف معنى وطعم البطولة لأول مرة رغم مشواره الطويل في الدوري المصري.
هولمان اعترف بتفوق الأهلي ولكنه وعد بأن يكون الزمالك افضل في القريب العاجل، وبرر المدرب الألماني التفوق الأحمر بأن جوزيه يعمل مع الأهلي منذ 4 سنوات بينما لم يمض على وجوده مع الزمالك 4 أسابيع، والوقت لم يكن لصالحه ولا لصالح فريقه، كما رمى هولمان بالاتهامات على الحكم النمساوي بأنه ظلم فريقه في عدم احتساب ضربة جزاء وطرد المدافع وسام العابدي.
أحداث المباراة
اكد الأهلي تفوقه على منافسه العنيد الزمالك وجدد الفوز وسجل أحمد حسن نجم خط وسط الأهلي هدف التقدم في الدقيقة 47 ليكون الثاني له مع الفريق منذ انتقاله إليه هذا الصيف، وكان الهدف الأول في شباك الزمالك ايضا الأحد الماضي على نفس الملعب في دوري أبطال أفريقيا.
وسجل المعتز بالله اينو الهدف الثاني في الدقيقة 89 بتسديدة صاروخية من خارج منطقة الجزاء بعد دقيقة واحدة فقط من نزوله الى أرض الملعب، وأحرز الأهلي بذلك أول ألقابه في الموسم الحالي وارتفعت معنويات فريقه قبل أيام قليلة من الحلول ضيفا على آسيك أبيدجان الإيفواري في دوري أبطال أفريقيا، ونجح الأهلي بقيادة نجمه الجديد أحمد حسن المعروف بلقب «الصقر» في التغلب على منافسه العنيد والتقليدي الزمالك الذي يقود هجومه المحترف الغاني أغوغو الذي لم يفعل شيئا لفريقه .
وقدم الفريقان عرضا أفضل من عرضهما في مباراة الأسبوع الماضي، وكان الشوط الثاني أفضل من الأول، وترجم الأهلي تفوقه الى هدفين.
وبعدها هدأ إيقاع اللعب وتصدى دفاع الفريقين للمحاولات الهجومية من لاعبي الفريقين فانحصر معظم اللعب في وسط الملعب وإن لم يفرض أي منهما سيطرته على وسط الملعب.
وأكثر لاعبو الأهلي من التمرير بغية فتح بعض الثغرات في صفوف الزمالك الذي اعتمد على اللعب الأمامي لكن هجماته تحطمت خارج حدود منطقة جزاء الأهلي، وأنقذ عبد الواحد السيد كرة خطيرة في الدقيقة 18 وأطاح بها قبل هجوم الأهلي المتحفز.
وانقذ أمير عبدالحميد حارس مرمى الأهلي فريقه من فرصة خطيرة للزمالك، حيث أمسك بالكرة في الوقت المناسب إثر تمريرة بينية طولية فشل أغوغو في التعامل معها بالشكل المناسب رغم انفراده، ولعب أحمد صديق كرة عرضية في الدقيقة 24 ولكن عبد الواحد السيد أنقذ الموقف وأمسك بالكرة في الوقت المناسب، وأنذر الحكم النمساوي فريتز شتوفلك الذي أدار اللقاء التونسي وسام العابدي مدافع الزمالك في الدقيقة 32 لعدم التزامه بالتعليمات اثر ضربة حرة لصالح فريقه خارج منطقة جزاء الأهلي وفي مواجهة المرمى.
وبعدها بدقيقتين فقط أنذر الحكم أحمد عبد الرءوف من الزمالك ايضا للخشونة مع أحمد حسن لاعب الأهلي، ولعب محمد بركات الضربة الحرة ولكن أخرجها عبد الواحد السيد إلى ضربة ركنية لم تستغل، ونال عمرو الصفتي مدافع الزمالك إنذارا أيضا في الدقيقة 40 للخشونة مع فلاڤيو.
ونشط أداء الأهلي في الدقائق الأخيرة من الشوط الأول وأحكم سيطرته على وسط الملعب وشن عددا من الهجمات المنظمة أربك بها دفاع الزمالك، وكاد أحمد السيد مدافع الأهلي يسجل هدف التقدم لفريقه في الدقيقة 43 إثر ارتباك في دفاع الزمالك ولكنه سدد الكرة بجوار القائم على يسار حارس الزمالك، وبعدها بدقيقة واحدة فقط أهدر بركات هدفا أكيدا للأهلي اثر هجمة منظمة رائعة بين سيد معوض وأحمد حسن ومحمد بركات أنهاها الأخير بتسديدة من مسافة خمسة أمتار أمام المرمى ولكن بجوار القائم.
وبعدها بدقيقة واحدة واصل الأهلي اهدار الفرص السهلة وسط ارتباك واضح في دفاع الزمالك وحارس مرماه، وشهدت الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع لهذا الشوط فرصة للزمالك إثر كرة عرضية من ناحية اليسار قابلها الغاني أغوغو مهاجم الزمالك بضربة رأس لكنه أطاح بها عاليا واحتسبها الحكم تسللا لينهي بعدها الشوط بالتعادل السلبي بين الفريقين.
تحسن الأداء في الشوط الثاني ونشط الفريقان في الدقائق الأولى من هذا الشوط ونجح الأهلي في ترجمة هذا النشاط مبكرا إلى هدف التقدم في الدقيقة 47 حيث سدد محمد بركات كرة قوية من خارج حدود منطقة الجزاء وتركها فلاڤيو في طريقها الى مرمى الزمالك ثم أكملها أحمد حسن في شباك عبد الواحد السيد.
وحاول الزمالك الرد سريعا في الدقائق التالية ولكنه فشل وسط توتر أعصاب لاعبيه وجماهيره في المدرجات، وانقذ أمير عبد الحميد حارس مرمى الأهلي انفرادا تاما من أحمد عبد الرؤوف لاعب الزمالك واطاح بالكرة من أمامه ليمنع هدف التعادل في الدقيقة 57 وسط ذهول الجميع.
وبعدها بدقيقتين فقط ألغى الحكم النمساوي فريتز هدفا للزمالك سجله أغوغو بدعوى وجود التسلل وأنذر زميله علاء كمال للعب الكرة بعد سماع صفارة الحكم، وازداد وضع الزمالك سوءا في الدقيقة 61 عندما طرد الحكم لاعبه التونسي وسام العابدي للحصول على الإنذار الثاني بسبب الاعتراض على قرارات الحكم.
وبعدها مباشرة أجرى الألماني راينر هولمان المدير الفني للزمالك تغييره الأول بنزول المهاجم شريف أشرف بدلا من أحمد عبد الرؤوف لتنشيط هجوم الفريق بحثا عن تسجيل هدف التعادل، وشهدت الدقيقة 67 فرصة خطيرة للأهلي عندما استخلص أحمد حسن الكرة من البرازيلي ريكاردو لاعب الزمالك ومرر الكرة عرضية زاحفة من ناحية اليمين قابلها فلاڤيو بتسديدة مباشرة ولكنها فوق العارضة في حراسة عمرو الصفتي ليهدر فلاڤيو هدفا مؤكدا للأهلي.
ورد الزمالك بهجمات متتالية خطيرة فلعب محمد إبراهيم الكرة عرضية في الدقيقة 70 أطاح بها أغوغو برأسه فوق العارضة.
ولعب محمد عبد الله في صفوف الزمالك بدلا من ريكاردو في الدقيقة 72 ثم أهدر محمد إبراهيم هدفا مؤكدا للزمالك وأطاح بالكرة عاليا وهو في حلق المرمى.
ورد بركات سريعا بتسديدة رائعة من يسراه من داخل منطقة الجزاء فوق المقص في الدقيقة 73 وخرج بعدها مباشرة زميله أحمد صديق ليلعب مكانه المهاجم أسامة حسني الذي دفع به البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني للأهلي بغية تدعيم الهجوم واستغلال النقص العددي في صفوف الزمالك لتعزيز الفوز.
ونال شادي محمد إنذارا في الدقيقة 86 لإهدار الوقت كما لعب المعتز بالله إينو في الدقيقة التالية بدلا من أنيس بوجلبان ليكون التغيير الثالث الأخير للأهلي.
وقبل نهاية الوقت الأصلي للمباراة بدقيقة واحدة فقط كافأ المعتز بالله إينو مدربه وسجل هدف تأكيد الفوز بتسديدة صاروخية من خارج منطقة الجزاء على يسار عبد الواحد السيد، وشهد الوقت بدل الضائع هدفا ضائعا آخر من الأهلي وسط ارتباك شديد في دفاع الزمالك.