بقلم: م. ضاري محسن المطيري
الزمن كفيل بكشف الحقائق، ويوما بعد يوم يتبين للشعب الكويت من القائد الحقيقي لأغلبية المجلس المبطل، ويتأكد للسلفيين خاصة ما اذا كانت الأغلبية تقود الحراك أو تقاد من الحراك.
خطوة الأغلبية في تدويل قضاياها ضد الحكومة الكويتية عند الغرب الانتهازي هي القشة التي قصمت ظهر البعير، وبها سقطت ورقة التوت الأخيرة التي كانت تغطي سوأة كل من كان يبرر ويشرعن تصرفات المعارضة الأخيرة، فعلا الأغلبية تفتقر لشخصيات شرعية منهجية تنقذها من تخبطاتها، فالسياسة الكل يحسن الحديث فيها.
وتبرير التدويل قضية أخرى لا تقل جرما عن التدويل نفسه، فالاستقواء بالكفار ضد المسلمين، والرضا بالتحاكم لغير الشريعة من نواقض الإيمان، ويهدم عقيدة الولاء والبراء، ومخالفة لأمر الله القائل (ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا).
بل إن بعض شبه المجوزين تشم منها رائحة التكفير، حين يستند بعضهم إلى الاسطوانة المخروقة ليزعم أن الكويت دولة دستورية، وليست إسلامية، وجاهلهم يعتذر بأخطاء الآخرين، حكومة كانت أو أفرادا.
والأخطر أن يقاس التدويل بالاستعانة بالأجنبي في تحرير الكويت، ليضع حكومة الكويت موضع صدام المقبور، أو يقاس بهجرة المسلمين إلى الحبشة، ليشبه منظمات الغرب الكافر بالنجاشي العادل المسلم، وأما القياس بتدويل قضية الرياضة فأراها طرفة أكثر من كونها شبهة تستحق الرد.
أخيرا: أقول لإخواني في المعارضة: لا شأن لنا كمواطنين بسطاء «على باب الله» بصراع الأقطاب والمتنفذين واللاهثين خلف الكراسي، فما يحدث اليوم على الساحة السياسية ظاهره غير باطنه، ودليله تناقضاتكم الصارخة، يقع خطأ اليوم فتتعاملون معه بكل هدوء، هذا إن لم تغفلوه، ويقع خطأ مماثل له أو أدنى فتحرقوا البلد، تطالبون بحكومة شعبية في الكويت، وترفضونها في البحرين، تجيزون المظاهرات في الكويت، وترفضونها في مصر!
dhari_almutairi@