- كان من جيراننا المرحوم محمد العجيري والد الفلكي د. صالح العجيري
- أذكر أن أول مباراة دولية خاضها منتخب الكويت كانت مع منتخب تونس عام 1963
- ولدت في مدينة يافا الفلسطينية عام 1924 وكانت أهم مدينة لإنتاج البرتقال في العالم
- كرمني صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد خلال الاحتفال باليوبيل الذهبي لثانوية الشويخ عام 2005
- في 25 أبريل 1948 ضربنا اليهود بالقنابل وبعدها قررنا أن نهاجر من فلسطين
- وصلنا إلى الكويت في 28 نوفمبر 1948 وكان في استقبالنا مدير المعارف عبدالله الزيد
- كان الماء ينقل إلينا على ظهر الحمير بـ «القربة» وسعرها لا يتعدى روبيتين
- سنة الهدامة 1954 هطلت أمطار غزيرة على الكويت فتهدمت البيوت ولجأت بعض الأسر للسكن بالمدارس حتى تم ترميم منازلهم
- عملت مدرساً لموظفي شركة نفط الكويت وكنت أعلمهم اللغة العربية
- أعطتني دائرة المعارف مبلغاً من المال كسلفة عند تعييني
- في عام 1950 انتقلنا للسكن في ساحة الصفاة وكان المنزل يتكون من طابقين من الخشب
- أصبحت سكرتير عام الاتحاد الرياضي الكويتي عام 1952
- عينت مدرساً في ثانوية الشويخ فور اكتمال بنائها وذلك في عام 1953
- عملت مدرساً لمادة الرياضيات في فلسطين وكان عمري 18 عاماً
- تم منحي الجنسية الكويتية ضمن من أدوا خدمات جليلة للبلاد
- كنا ننتظر العطلة الصيفية للسفر إلى بيروت من شدة الحر
- كلفت من قبل مدير المعارف بتعليم الأناشيد الوطنية للطلبة في جميع المدارس
- ساهمت في تأسيس نواة منظمة التحرير الفلسطينية بالكويت عام 1964
أجرى الحوار: منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون الكويتي
ضيفنا هذا الاسبوع هو المربي الفاضل المواطن الكويتي الفلسطيني الأصل خيري أبوالجبين ولد في مدينة يافا الفلسطينية، حضر الى الكويت قادما من القاهرة عام 1948، عمل مدرسا في العديد من مدارسها بالإضافة الى ذلك كان رياضيا من الطراز الأول، شارك في تأسيس اتحاد كرة القدم، كما ساهم بخبراته الرياضية في العديد من الأندية الرياضية الكويتية، يحدثنا أبوالجبين عن عمله في التدريس وحبه للرياضة ومكانتها في نفوس أبناء الكويت من الطلاب قديما، ثم يعرج على الحياة في الماضي ويتحدث عن طرق جلب المياه باستخدام الدلو والجليب، ثم يشرح مكونات البيت العربي الذي سكنه في الفريج، فيما يتكلم المربي الفاضل عن اختياره في العمل بالتعليم المسائي في مدينة الأحمدي، وكذلك تكليفه من قبل مدير المعارف آنذاك بتعليم وتحفيظ الأناشيد لجميع طلاب الكويت، ثم يحدثنا أبوالجبين عن فضل الكويت على أهل فلسطين، خصوصا بعد حرب الأيام العشرة عام 1967 عند نزوح الكثير من الأسر الفلسطينية إلى الكويت وكذلك إنشاء المدارس لاستيعاب هؤلاء الفلسطينيين. ضيفنا تربوي ورياضي محنك فهو من المؤسسين الأوائل للحركة التعليمية في الكويت تحدث عن الكثير من العادات والتقاليد التي كانت سائدة في المجتمع الكويتي قديما، خصوصا في حقل التعليم، فإلى التفاصيل: في البداية يتحدث خيري أبوالعينين عن مولده ويقول: ولدت عام 1924 في مدينة يافا بفلسطين التي احتلها الصهاينة وحاولوا إزالة اسمها من التاريخ، وكانت أهم مدينة لإنتاج البرتقال في العالم، لذلك يجب علينا ان ندافع عن فلسطين فالإعلام ضروري ،للأسف لا توجد عندنا وسيلة لإزالة هذا الخطر الصهيوني عن البلاد العربية ،دائما اليهود يقولون ان العرب والفلسطينيين سوف ينسون، وأقول لن ينسوا فالشباب العربي والفلسطيني والكويتي يتذكرون فلسطين.
انا من يافا، وقد كنت من الشباب النشيطين وكنت من الأوائل وأرسلت الى القدس الشريف للدراسة بها.
الدراسة والتعليم
وعن حياته التعليمية يقول: درست المرحلة الابتدائية والثانوية في مدينة يافا وكان الوالد والوالدة، رحمهما الله، يرسلاني الى مدرسة الطليان، وبعد ذلك في مدرسة البنات (مدرسة مختلطة)، ومن ثم مدرسة النزاهة الابتدائية، ومن ثم النزاهة الثانوية، وفي هذه المدرسة كانوا يختارون طالبا واحدا من كل مدينة فلسطينية، وكان الانتداب البريطاني يريد نشر التعليم بين أبناء فلسطين، وكان حظي ممتازا وتم اختياري بين أربعين شابا ونقلت الى القدس الشريف والتحقت بالكلية الرشيدية وتخرجت فيها مع الكلية العربية. واذكر من المدرسين في يافا بطرس مدوّر وعيسى قبطي ورضا الايراني ويوسف الحموي ورشاد الدباغ ومدير المعهد رفيق التميمي. وأذكر ان قوات الانجليز دخلوا على الصف واعتقلوني وكنت في أولى ثانوي.
وهو أول من أعطاني دروسا في الوطنية، وكنت طفلا صغيرا وسرت في المظاهرة التي اعتقل اليهود فيها رئيس فلسطين موسى كاظم وقتلوه عام 1938م وبعد دخولي الى المدرسة الرشيدية في القدس تمتعت بمشاهدة بيت المقدس والحرم، واختلطت بشباب القدس الأوائل وكنت أسكن في البيت الحكومي مع موفدين من بلاد أخرى ولا أنسى أساتذتي الجامعيين مثل د.أحمد السعيدان ود.موسى الخوري ود.محمد عبدالسلام برغوثي وغيرهم.
وأولئك الأساتذة كانوا يقودون التعليم في أفضل مدارس فلسطين وبعضهم حضروا من فلسطين إلى الكويت.
وعن التخصص العلمي يقول: أنا متخصص في الرياضيات وأصبحت مدرسا في كلية الثقافة الأهلية وهي التي تقدم مع الكلية الأرثوزكسية في يافا شهادة المتركوليشت وهي أعلى شهادة علمية في فلسطين، رأيت بعض طلبتي في عمان قبل أسبوعين وكانوا حاصلين على أعلى الشهادات، وتخرجت في الكلية الرشيدية مدرسا وكان ذلك عام 1942، وعملت 18 عاما في فلسطين لمادة الرياضيات وكان عمري 18 عاما وكنت متمكنا بالمادة، وقابلتني سيدة فلسطينية في مجلس عزاء في عمان وكان المرحوم علي رضا شركس زميلي وكان من الأوائل وكنت اتعلم الرياضيات ودروسا إضافية، وكان يتعلم معي الأستاذ حسين نجم ـ رحمه الله ـ وحضرنا الى الكويت معا ودرسنا الرياضيات في المباركية وثانوية الشويخ وقد كرمني صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد كأول المدرسين في ثانوية الشويخ عند الاحتفال باليوبيل الذهبي للثانوية.
السفر إلى الكويت
وعن السفر من فلسطين الى الكويت يقول ابو الجبين:
في عام النكبة 1948 كنت اعيش مع والدي وعائلتي في (يافا) في فلسطين حتى داخلها اليهود وقررنا في البداية عدم الخروج منها ولكن الصهاينة بدأوا بضربنا بالقنابل وفي يوم 25/4/1948 أصبت في يدي جراء انفجار قنبلة وقررنا أن نهاجر وكنا على أمل أن نرجع وركبنا السيارة اللوري مع 36 شخصا فروا من العائلة وسافرنا إلى القاهرة عن طريق غزة.
أما والدي فقد وصل عن طريق البحر واعتقل ووضع في معسكر القنطرة وفي ذلك المعسكر كان يحتجز ايضا صديقي أخو حسين نجم واسمه محمد نجم الذي سمع ان والدي مسجون فذهب له وقال له أين الاستاذ خيري فقال له الوالد انني في القاهرة.
واذكر أنه عند وصولنا الى القاهرة حجزونا في معسكر العباسية هناك.
بقيت زوجتي واختي وهربت من السجن وحاولت بقوة ان أخرج أهلي من السجن بالواسطة.
زميلي محمد نجم قال للوالد أعطني عنوان خيري وأرسل لي رسالة طلب مني أن أذهب الى بيت الكويت في القاهرة وأقول لمديره المرحوم عبدالعزيز حسين ان محمد نجم يريد الحضور الى الكويت للتدريس، وبالفعل عندما تسلمت الرسالة ذهبت الى بيت الكويت في حي الزمالك والتقيت عبدالعزيز حسين وأبلغته عن محمد نجم وسألني عن أحواله فقلت انه مسجون في معسكر القنطرة وقلت له انه أعطاني خطابا يريد فيه ان يعينه مدرسا في الكويت وأخذت الخطاب وبدأت أراجع السفارة البريطانية والتجنيد والجوازات حتى حصلت على إذن الخروج وسمحت له السلطات المصرية بالخروج من المعسكر وذهبت معه الى المطار وودعته عند باب الطائرة وقبل سفره قال لي لماذا لا تأتي الى الكويت؟ فقلت له ارسل لي فيزا من هناك.
وبعد وصوله الى الكويت وصلتني برقية من دائرة معارف الكويت تقول: لقد تم تعيينك مدرسا مع أختك اعتدال وزوجتك ـ وبعد تسلمي البرقية توجهت الى بيت الكويت في شهر نوفمبر عام 1948 وحصلت على تذاكر السفر من بيت الكويت مع أختي وزوجتي وأخي الأصغر وعند وصولي الى الكويت بدأت أطلب فيزا للأصدقاء والأقرباء وكان من السهولة الحصول عليها وبدأ وصولهم الى الكويت وكان العمل متوافرا للمدرسين.
في يوم 28 نوفمبر 1948 وصلنا الى الكويت وكان في المطار خيمة واحدة واستقبلنا مدير المعارف وقتها عبدالله الزيد وفي اليوم الثاني قابلت مدير المعارف الفني واسمه طه السويفي وكان يعتبر رئيس البعثة المصرية في الكويت.
الحياة في الكويت
وبعد الوصول الى الكويت يقول: وجدت مجموعة من المدرسين الفلسطينيين وكان منهم سليمان ابو غوش ـ وقد سافر الى فلسطين ثم عاد الى الكويت، وايضا الاستاذ اشرف لطفي وعين مسؤولا في مكتب سكرتير حكومة الكويت عبدالله الملا وأشرف لطفي استدعى يوسف ابو الجبين وعينه في ورشة عبدالله الملا وتزايد عدد الفلسطينيين في الكويت بعد النكبة ومنهم شفيق ناظم الغبرا الذي كتب كتابا عن الفلسطينيين بعنوان «الفلسطينيون في الكويت»، وذكر 3 عائلات في الكويت، عائلة قمر المسيحية من القدس وعائلة سمّود من دير ياسين وعائلة ابو الجبين من يافا، وبدأت العمل مدرسا بعد وصولي الى الكويت بيومين وعينت في المدرسة القبلية وأعطوني بيتا مفروشا قرب المدرسة في الصالحية.
أما اختي اعتدال فعينت مدرسة في مدرسة الزهراء وأعطتني دائرة المعارف مبلغا من المال كسلفة حولت منها جزءا لوالدي في القاهرة.
ومن المدرسين الفلسطينيين الذين عملوا في الكويت في العام الدراسي 1948 ـ 1949 المرحوم محمد نجم وحسين نجم وعبداللطيف الصالح وشفيق قصراوي وتيسير سليمان ومحمد بشير وعبدالله الكيلاني وخليل دهمش وسعدي بدران الذي عين ناظرا لمدرسة عمر بن الخطاب عام 1950 في الحي القبلي بالاضافة الى بعض المدرسات الفلسطينيات، وكان عددهن كبير.
وهناك بعض الفلسطينيين الذين حضروا الى الكويت عام 1948 ولم يعملوا بمهنة التدريس.
مشكلة المياه
وعن ظروف ومصاعب الحياة قديما، يقول: صادفتنا مشكلة المياه في البداية، وكان من الصعوبة الحصول عليها، وكانت المياه تنقل بالسفن الشراعية من شط العرب، وكان الحمّارة ينقلون الماء بالقربة على ظهر الحمير، وذلك عام 1948، وكان السعر روبيتين، وكان الحمّار بعدما يفرغ الماء في التانكي يؤشر بالعصا على الحائط ليوضح عدد قرب الماء، وكنا نغلي الماء ونضعه في الزير وفي كل بيت يوجد (جليب) بئر ماء غير عذب يستخدم للغسيل فقط، وساحة المنزل رملية غير مبلطة.
وفي اول مرة انزلت زوجتي الدلو في البئر سمعت صوت غناء ودلو آخر بداخل الجليب، فخافت وركضت الى داخل الغرفة ظنا منها ان في الجليب چني، والحقيقة ان الجيران كانوا ينزولون دلوهم بالجليب لأنه مشترك بين بيتين، وكان جارنا المرحوم محمد العجيري والد الفلكي الاستاذ صالح العجيري، ومن الطريف عن الماء ان احد الطلبة سألني بقوله: صحيح يا استاذ في ديرتكم تغلسون الكاشي بالماء العذب (ماي الشط)؟
اما البيت الذي سكناه فكان يتكون من ثلاث غرف، الاولى شبه ديوانية وغرفتين صغيرتين متجاورتين وغرفة للطبخ وكان عندنا «چولة» تعمل بالكيروسين نستخدمها للطبخ وسراج. وقد اعطاني المرحوم سيد رجب الرفاعي هدية عبارة عن لوتي بيير بدلا من السراج الصغير.
الهدامة الثانية
ويسرد ابو الجبين قصة الامطار التي اجتاحت الكويت عام 1954 فيقول: نزلت امطار غزيرة على الكويت عام 1954 وتهدمت بعض البيوت من قوة وشدة السيول لأن البيوت كانت مبنية من الطين، وهناك بعض العائلات التي تأثرت بيوتهم من المطر سكنوا بالمدارس حتى تم تصليح وترميم بيوتهم، ومن المظاهر البارزة في الكويت في ذلك الوقت ان عدد الوافدين كان قليلا جدا ومعظمهم من المدرسين وبعض الهنود الذين كانوا يعملون في شركة نفط الكويت، وكان بعض الاولاد يلحقون كل واحد لابس بنطلون ويرددون خلفه «عنقريزي بوتيله عساه يموت الليلة»، وعنقريزي معناه انجليزي وابو تيله لابس القبعة.
وكان الامن والامان والاستقرار في الكويت، واذكر انه في احدى الليالي خرجت من بيتي لزيارة صديقنا محمد نجم والذي كان يسكن في براحة حمود الناصر البدر (براحة عباس) وامسكني احد الحراس وسألني الى اين ذاهب بهذا الليل؟
وأذكر أن دائرة المعارف لم يكن لديها سوى سيارتين واحدة لمدير المعارف طه السويفي والثانية لمدير المالية والإدارية وكان يشغل ذلك المنصب عبدالله الزيد وبعده سيد رجب الرفاعي.
العمل في الأحمدي
وعن الانتقال للعمل في الأحمدي يقول: عملت مدرسا لموظفي شركة نفط الكويت وكنت أعلمهم اللغة العربية وكانت الشركة ترسل لي سيارة مساء كل يوم وأذهب الى الأحمدي وبعد الانتهاء من الدرس كنت أحضر معي قطعة من الثلج وكانت زوجتي وأختي سعيدتين، وعملت لفترة طويلة، ولشدة الحر في الصيف كنا ننتظر العطلة الصيفية للسفر الى بيروت.
وأذكر ان شركة الطيران البريطانية كان لها خط مباشر مع الكويت من لندن مرتين وكانت البرقيات باللغة الإنجليزية تبعث عبر شركة «كابل وايرلس» وكنا نستخدم الطوابع الهندية، وكنت أقرأ «مجلة البعثة» التي كانت تصدر عن بيت الكويت وقتها.
السكن في الصفاة
أذكر ان عام 1950 سكنا في بيت يتكون من طابقين من الخشب يقع في ساحة الصفاة، وأذكر ان المرحوم الشيخ احمد الجابر، أمير الكويت قد انتقل الى رحمة الله عام 1950 ودفن جثمانه في المقبرة القبلية.
ثانوية الشويخ
يتحدث ضيفنا عن تأسيس ثانوية الشويخ فيقول: كان درويش المقدادي مديرا للمعارف، وفي آخر أيام توليه للمنصب قرر مجلس المعارف إنشاء ثانوية الشويخ وتم افتتاحها عام 1953.
وبدأ فيها العام الدراسي 1953 ـ 1954 وكانت المدرسة الثانوية الوحيدة وقامت ببنائها شركة المقاولين اللبنانية (كات) وكان يملكها أميل البستاني واستغرق بناؤها أكثر من عامين، وكذلك تم بناء الكلية الصناعية وبعدها عينت مدرسا في ثانوية الشويخ وخصص لنا منزلا وكان يقاسمنا المنزل د.محمود السمرة، وكانت ثانوية الشويخ رائعة في مبانيها والملاعب وحمامات السباحة وبيوت القسم الداخلي.
وقد استضافت الكويت طلبة عربا من جميع الجنسيات للدراسة في ثانوية الشويخ والسكن في القسم الداخلي وفيها أبناء المسرح وهو أكبر مسرح في الكويت، اما ملعب كرة القدم فكان مضاء بأكبر كشافات إضاءة، وكان معظم المدرسين في ثانوية الشويخ من المصريين والفلسطينيين.
واستمررت بالعمل مدرسا في ثانوية الشويخ حتى عام 1958 ومن ثم نقلت الى وزارة الكهرباء، وفي عام 1960 تم إنشاء ثانوية كيفان، وهي ثاني مدرسة ثانوية في الكويت.
الحركة الرياضية
ويشرح تاريخ الرياضة بالكويت قائلا: بدأت الرياضة المنظمة في الكويت عند قدوم أول بعثة تعليمية فلسطينية عام 1936، وكان الاستاذ محمد المغربي هو الذي تولى تدريس التربية البدنية في المدرسة المباركية وتولى الإشراف على نشاط الكشافة، وكذلك بدأ موظفو شركة نفط الكويت ممارسة نشاط كرة القدم في مدينة الأحمدي، ومع تزايد عدد المدرسين تم تأسيس فريق المعارف لكرة القدم وبدأ الفريق يقيم مباريات مع فريق نفط الكويت، ومن أهم لاعبي فريق المعارف موسى حمدان، وكان يعمل مفتشا للتربية البدنية عام 1951 وكذلك أحمد البوطة ومنير الدقان ونايف دلول ويوسف الناشف وعبدالمطلب البيار، وكان في الكويت العديد من الأندية الرياضية كالعروبة والخليج والنادي الشرقي ونادي الجزيرة والنادي الأهلي ونادي التعاون.
الاتحاد الرياضي
تأسس الاتحاد الرياضي الكويتي عام 1952 وتكونت اللجنة الإدارية من مندوب عن كل ناد من الأندية ومندوب عن فريق المعارف وكان مقر الاتحاد في المدرسة المباركية ـ وكان المرحوم عيسى الحمد «أبو الرياضة في الكويت» تخرج من معهد التربية البدنية وصار مفتشا، وبعد ذلك صار مسؤولا عن فريق المعارف، وفي تلك السنة تم تنظيم دوري لكرة القدم من الفرق السبع في الاتحاد، وفي العام الدراسي (19152 - 1953) كنت أعمل مدرسا في المدرسة المباركية رشحت للاتحاد الرياضي الكويتي، وكنت سكرتيرا للاتحاد الرياضي الفلسطيني في «يافا» وقد رشحت من قبل الأستاذ يوسف الناشف ـ وجرت انتخابات بين المرشحين ففزت فيها وأصبحت سكرتيرا وصار الاتحاد يدار من قبل مجلس منتخب من الأندية وقد تألق مجلس إدارة الاتحاد من يعقوب الحمد من «الأهلي» وعيسى الحمد واحمد مهنا من «المعارف» وخيري أبوالجبين وزهير الكرمي وفتحي خيري وتم انتخابي سكرتيرا عاما لمجلس الإدارة في شهر مارس عام 1953.
وعن دور الشيخ عبدالله الجابر في تشجيع الرياضة يقول: كان الشيخ عبدالله الجابر الصباح رئيس المعارف له دور كبير في تشجيع الرياضة الكويتية وكان الشيخ عبدالله المبارك الصباح يشارك الرياضيين بارسال فرقة من رجال الأمن والجيش الكويتي والفرقة الموسيقية التابعة للأمن العام وتعزف قطعة موسيقية قبل بداية المباريات.
وكان منتخب الكويت لكرة القدم يتكون من لاعبين كويتيين وغير كويتيين منهم ابراهيم المواش وعبدالحسين من النادي الأهلي وجبر الجبر من نادي الخليج وعبدالوهاب العوضي حارس مرمى وعلي ناصر من العروبة وكان يمارس جميع الألعاب الرياضية الجماعية وألعاب القوى الفردية واللاعب محمد الحمد من المدرسة المباركية.
وفي عام 1953 تم افتتاح ثانوية الشويخ ونقل اليها طلبة الثانوية وفيها ملاعب كرة القدم والسلة والطائرة وعينت مدرسا للرياضيات في ثانوية الشويخ وأمينا للمكتبة وانتقل مكتبي كسكرتير للاتحاد الرياضي وكنت أتولى الأمور المالية وكانت وزارة الشؤون تصدر باسمي شيكا بثلاثين ألف روبية معونة للاتحاد. وفي عام 1957 عقدت عدة اجتماعات وبحضور احد أعضاء اللجنة الأولمبية المصرية وشارك ايضا المرحوم عيسى الحمد عضو الاتحاد الرياضي.
وتقرر إنشاء اللجنة الأولمبية الكويتية لكي تتولى ادارة النشاط الرياضي ومندوب عن دائرة الشؤون الاجتماعية والعمل ودائرة المعارف والشرطة ومندوب عن اتحادات الألعاب الأخرى «الاتحاد الكويتي لكرة القدم والاتحاد الكويتي لكرة السلة والاتحاد الكويتي للطائرة والاتحاد الكويتي للتنس وتنس الطاولة وكنت أول سكرتير للاتحاد الكويتي لكرة القدم».
واستمر الاتحاد يمارس نشاطه الى ان حلت الحكومة الاندية والاتحادات وذلك اول فبراير عام 1959 وتوقف النشاط الرياضي لمدة سنة تقريبا، وقد دعت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بعض الشخصيات الرياضية وكنت واحدا منهم، وقد ترأس ذلك الاجتماع المرحوم عبدالعزيز الصرعاوي وكان وكيلا مساعدا للشؤون، وقد تقرر تشكيل ثلاثة اندية رياضية: نادي الكويت، نادي القادسية والنادي العربي، وتكون في كل ناد فريق لكرة القدم والعاب اخرى.
وبعد تأسيس الاندية الجديدة، تشكل مجلس ادارة الاتحاد الجديد من 11 عضوا واستأجرنا مقرا للاتحاد بشارع فهد السالم وذلك حتى عام 1963 بنفس المقر وبقيت مساعد سكرتير عام في الاتحاد، واول مباراة دولية كانت عام 1963 بين منتخب الكويت ومنتخب تونس على الملعب الدولي بتونس.
تشكيل الكيان الفلسطيني
وعن تكوين الكيان الفلسطيني، يقول: كنت اعمل موظفا في وزارة الكهرباء والماء والتقي بالوفود التي كانت تحضر للوزارة لمقابلة المرحوم الشيخ جابر العلي وزير الكهرباء والماء آنذاك، وايضا كنت التقي بوفود طلابية وشبابية تأتي من الاراضي الفلسطينية، فهذا جعلني قريبا من الحركات السياسية الفلسطينية، وكانت من تلك الحركات الفلسطينية حركة فتح، واذكر بالستينيات حضر الى الكويت وفد من اتحاد طلاب فلسطين يضم كلا من علي سلامة واخيه جهاد سلامة وسعيد كمال وهايل عبدالحميد، وقد تم اختيار احمد الشقيري خلفا لاحمد حلمي باشا لتمثيل فلسطين في الجامعة العربية، وتم ارساله الى الامم المتحدة ليتحدث عن القضية الفلسطينية واخذ معه عبدالمحسن القطان الذي استأذن من امير الكويت الشيخ عبدالله السالم وقال له «الله معك ان القضية الفلسطينية قضيتنا»، والقطان اخذ معه بعض الشخصيات وكنت واحدا منهم.
ولمعرفتي بشباب الكويت لأني كنت مدرسا لهم ولعملي بالنشاط الرياضي الكويتي، وفي وزارة الكهرباء، برزت بالعمل السياسي في الكويت عام 1964 وفي شهر يناير من العام نفسه عقد مؤتمر في القاهرة، وبعد المؤتمر وما دار فيه وبتوجيهات من سمو الشيخ عبدالله السالم امير الكويت تم السماح للفلسطينيين بعقد مؤتمرات لهم على ارض الكويت. وقد تأسست منظمة التحرير عام 1964 على ارض الكويت.
الجنسية الكويتية
وعن حصوله على الجنسية الكويتية يقول ابوالجبين: بدأت الكويت بمنح الجنسية الكويتية لبعض من أدوا خدمات جليلة للبلاد، وكنت من اولئك الذين منحوا جنسية هذا البلد الذي احببته ولم اعرف بلدا غيره.
حاليا احمل الجنسية الكويتية وزوجتي منحت الجنسية الكويتية، اما اولادي فلم يمنحوا الجنسية، علما انهم جميعا مولودون في الكويت وكذلك ابني الكبير نادر الى الآن لم يحصل على الجنسية، وهو من مواليد الكويت وتعلم في مدارسها وسافر الى اميركا للدراسة وتخرج في جامعاتها مهندسا.
واتمنى من المسؤولين ان ينظروا الى منح ابني نادر الجنسية الكويتية خاصة انني ووالدته كويتيان ولانزال نقيم معه في الكويت، واتمنى من المسؤولين الا يقصروا معه في منحه الجنسية.
الأناشيد المدرسية
ويشرح ضيفنا اختياره لتعليم الاناشيد الوطنية للطلاب قائلا: عندما كنت مدرسا في المدرسة القبلية للبنين كنت أدرس التلاميذ الأناشيد المدرسية في الصباح، وقد سمعني مدير معارف الكويت طه السويفي عندما زارنا في المدرسة واستدعاني الى مكتبه وطلب مني ان أقوم بتعليم النشيد لجميع الطلبة الابتدائية في مدارس الكويت.
بدأت بالمدرسة القبلية التي كنت مدرسا فيها ثم المدرسة الأحمدية ومن بعدها المدرسة الشرقية وروضة البنين وقد خصصت دائرة المعارف سيارة تنقلني من مدرسة لأخرى.
ولمدة ساعتين في كل مدرسة وقد حفظ الطلاب تلك الأناشيد، وفيما يلي بعضا منها:
يا أسود البيد
يا أسود البيد
سيروا للمنى
تنشد العرب
واهتفوا وقولوا
حسبنا اننا عرب
نحن قوم لا نبالي
ان تعدتنا الليالي
قد خلقنا للمعالي
حكم الدهر علينا
ولنا بالخلود
يا أسود البيد
نحن الشباب
نحن الشباب لنا الغد
ومجده المخلد نحن الشباب
شعارنا على الزمن
عاش الوطن عاش الوطن
بعنا له يوم المحن
أرواحنا بلا ثمن
نحن الشباب
يا وطني عداك دم
مثلك من يرعى الذمم
علمتنا كيف الشمم
وكيف يطقر الأنام
نحن الشباب
الدين في قلوبنا
والنور في عيوننا
والمجد في رؤوسنا
والغار في جبيننا
نحن الشباب
بادروا للعمل
بادرو للعمل
دون خوف أو وجل
هدنا داء الكسل
فانقذوا بلادكم بالعمل
لا شيء كالعمل
يوقظ الهمم
يبعث النشاط
يرفع الأمم