عبدالله الشنفا
هل لفت انتباهك ذلك الطفل الصغير الواقف على التقاطعات أو عند إشارات المرور إنه مشروع انحراف، إن لم نتداركه، فهنا طفل يبيع المناديل وآخر يمر بين السيارات عارضا زجاجة عطر للبيع، ويا عالم ماذا تخبئه لنا الأيام من مشاهد؟ أليست هذه الظاهرة جديرة بالاهتمام مثلما شغلتنا قضية العمالة الهامشية؟ إنهم أبناء لآباء لديهم أطباع الوحوش الكواسر وليس للعواطف الأبوية مكان لديهم عندما أدخلوهم في أتون مشاكلهم الاقتصادية، فما ذنب هؤلاء الأطفال لكي يكون لديهم نصيب من الشقاء والتعرض للخطف أو الاغتصاب، أو حتى التعرض للحوادث المرورية (حرب الشوارع) لكثرة ضحايا الحوادث المرورية.
أليس هذا من أبواب الخير ومصارف الزكاة التي يجب على لجان الزكاة (حكومية أو أهلية) العمل لتوفير ما يمنع نزولهم للشوارع؟ ألا يجب على وزارة الداخلية أو الشؤون أو اللجنة الثلاثية محاسبة المسؤول عن هذه المأساة حتى لو كان المتسبب بها الوالدان؟ لم لا يكون لعمليات وزارة الداخلية 777 صلاحية استقبال التبليغ عن هذه المشاهد من قبل المواطنين كالحوادث أو ما يخل بأمن الوطن؟ الطفل نعمة من الله وله الحق في أن يعيش كأقرانه ولو كان فقيرا، لأنه في الكويت، بلد الخير والعطف والقلوب الكبيرة، ولم نصل لشدة الفقر التي تدفع معدومي الضمير من الآباء الى أن يعرضوا هذه الأجساد النحيلة لهذا العالم المليء بالصخب، ويجب أن نكون حاجزا بين مثل هؤلاء الأطفال والانخراط والالتحاق بأكاديمية الشوارع التي تخرج لنا المجرمين أو الجانحين أو المحطمين نفسيا أو القنابل الموقوتة، فما يضر الشاة سلخها بعد ذبحها.
بقعة ضوء:
من أعظم نعم الله على الإنسان في هذه الحياة نعمة الأولاد يختص الله بها من يشاء من عباده ولو كان فقيرا، ويمنعها عمن يشاء من خلقه ولو كان غنيا، قال تعالى: (لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور، أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما انه عليم قدير - سورة الشورى الآيتان 49 و50).