قد يقف التطور وتتراجع التنمية ولكن صحة الإنسان هي أغلى ما يملك. إن كارثة التلوث البيئي وانعكاسها على صحة الناس ـ وأنا لا أخص المواطن فقط بل المقيم أيضا ـ هي كارثة إنسانية بحتة لا يمكن السكوت عنها فصحة الناس أغلى وأثمن من كل أموال ومصالح التجار وثروات الدنيا. إن التلوث الذي سأقوم بسرده في هذه المقالة يعتبر كارثة محققة من المسؤول عنها إن لم يكن الحكومة ونواب الأمة والتي يستوجب إيقافها فورا دون محاباة لكائن من كان.
إلى متى والغازات السامة تنخر أجساد الناس كبارا وصغارا وان أرادوا العلاج بالخارج يتم منعهم؟ لماذا لا يتم وضع حل جذري لهذه الكوارث البشرية والبيئية للمصانع ومحارق النفايات ومداخن النفط (البلو داون) التي يصدر منها غاز ثاني كبريتيد الهيدروجين h2s وغاز الامونيا يصدر من شركة البتروكيماويات وهو غاز سام وخانق ومصنع البلاستيك يصدر منه غاز h2s ويصدر منه أيضا أتربة وحبيبات تسبب الأمراض السرطانية.
ومصنع الأسمنت يصدر منه الأتربة وهي تسبب الربو وحساسية الصدر ومصنع العطور، وهو من اخطر المصانع، حيث يتم صناعة مواد البتروكيماويات فيه ويصنف عالميا من اشد المصانع خطورة بعد مصانع الأصباغ والاسفنج ويستنشقها الناس وتسبب لهم الأمراض والمجاري التي ترمي في البحر وجعلت من جون الكويت مستنقعا لها تفوح منه رائحة كريهة وكذلك المصانع المزمع إنشاؤها بالجهراء، هذه كارثة بيئية بخلاف السكراب ومقبرة الإطارات في رحية إلى متى؟
وإلى متى تزرع أشجار الكوناكاربس المسمومة التي تضر الأرض وتخرب أكثر مما تنفع وتسبب الأمراض، حيث لا يقع عليها الطير؟ ولماذا يتم وضع الثيل الصناعي والصلبوخ الأبيض في الشوارع بهذه الطريقة، هل هذا من باب التنفيع؟ لماذا كل شيء تريدون انجازه بسرعة؟ لماذا لا يكون لديهم بعد نظر؟ أين السدر والصفصاف والنخيل والنباتات التي تتناسب مع البيئة الحارة كثيرا فهي رئة للبيئة وإلى متى موقع المطار في وسط المدينة وما ينتج عنه من ضوضاء وتلوث؟
لماذا لا يتم بناء مطار جديد وكبير بعيدا عن المناطق السكنية ولماذا لا يتم نقل المصانع للمناطق الحدودية وإيقاف حرق وردم النفايات ويتم إعادة تدويرها بأسلوب حديث وعلمي والاستفادة منها وإعادة تدوير مياه المجاري لتكون للري ووضع فلاتر لمداخن النفط لمنع الغاز السام المنبعث منها ولماذا لا يتم تشجير المناطق القريبة منها لتكون عاملا مساعدا لتنقية الهواء؟ هل تكلفة علاج هذه المشاكل البيئية ستكون أغلى من صحة الناس؟ إن تكلفة علاج هؤلاء الناس حتما ستكون أغلى من حل هذه المشاكل. إن أصحاب المصانع التي لم تراع سلامة الناس لا يهمهم سوى مصالحهم على حساب صحة الآخرين وإن من واجب الحكومة والنواب حماية الناس من هذا التلوث المخيف والكبير وأن يضعوا حلولا جذرية تجاه هذه المصانع ومحارق النفايات والتلوث الناجم عن الغاز والنفط والبتروكيماويات. إن سكان هذه المناطق القريبة من مصادر التلوث ومحافظة الأحمدي على وجه الخصوص والكويت بشكل عام يئنون بصمت فأجسامهم وأجسام أبنائهم نخرت من استنشاق هذه الغازات حتى أصبحوا يعانون من أمراض كثيرة ولا مجيب لهم، أين يذهبون هل يتركون منازلهم لحماية أنفسهم وأبنائهم؟
إن حل هذه المشاكل سهل جدا وبقرار حازم وعاجل كما تم مع لجنة الإزالة التي لم يقف أمامها كبير أو صغير. إن صحة الإنسان وسلامته لا تعادلها كنوز الأرض ولا أموال الطامعين.
[email protected]
nasser_p7@