لقد قمت في السابق بكتابة مقالة بعنوان «هل تعلم يا وزير التربية» وكانت تتضمن العديد من أوجه القصور في وزارة التربية بشكل عام والهيئة العامة للتعليم التطبيقي وإدارة التدريب على وجه الخصوص، ولكن بعد أن شاهد واستشعر الجميع الجهود القوية والواضحة والإصلاح الشامل الذي يقوم به جاهدا وزير التربية، فمن الأمانة أن نفرد مقالة خاصة نشيد بها بهذه الإنجازات الرائعة في جميع قطاعات وزارة التربية وتشمل جميع المناطق التعليمية، حيث إن ما يقوم به وزير التربية هو من صميم عمل الوكلاء المعنيين لهذه القطاعات ومديري المناطق ولكن عندما شاهد الوزير ان الخلل قائم والشكاوى تزداد أول ما قام به بتغيير السكرتارية الخاصة به ثم قام بعد ذلك هو بنفسه بعمل جولات ليستكشف ويشاهد نقاط الخلل، ولكن الشيء الذي نفتقده ووجدناه عند الوزير د.نايف الحجرف هو الحزم في اتخاذ القرار والسرعة في التنفيذ وعدم الخضوع للضغوطات الخارجية مهما كانت، وهذا ما جعل صدى عملية الإصلاح التي يقوم بها في الميدان التربوي تصل للجميع وإيمانه وحزمه لإعطاء الفرصة للكفاءات الشابة وتجديد الدماء في المناصب القيادية في وزارة التربية سيجعل التنافس على أشده فيما بين القيادات الشابة الجديدة لإبراز دورهم للارتقاء بالعمل التربوي ولتقديم خدمات تواكب التطور العالمي في مجال التعليم وهذا ما نطمح الى ان يتم عمله في جميع وزارات الدولة والقطاعات الحكومية كافة لما له من انعكاسات إيجابية لخدمة الوطن من خلال تنمية المواطن.
إن المناصب القيادية ليست حكرا أو تشريفا بل هي تكليف وأمانة لا مجال بها للمجاملات فإن ما قام به وزير التربية من إحالة بعض القيادات للتقاعد ليس تصفية حسابات كما يتوهم البعض بل هو قاعدة أصيلة للتجديد والتطور في جميع دول العالم وهذا ما يجعل التنافس وتقديم الابتكارات والإبداع هدف ومراد كل من يسعى للترقي للوظائف القيادية ونأمل أن يلتفت وزير التربية أيضا لأقسام هيئة التعليم التطبيقي وإدارة التدريب وإلى هيكل الهيئة الوظيفي والنظر في تظلمات موظفيها وإلى الجامعة والتعليم العالي وارتفاع أسعار المدارس الخاصة.
الكل يعلم أن حمل وزارة التربية ثقيل جدا والجميع يقدر الخطوات الإصلاحية للوزير حتى وإن كانت بطيئة ولكن يكفي أن الإصلاح بدأ ونأمل من جميع الوزراء أن يتخذوا نفس الخطوات الإصلاحية من خلال الإحالة للتقاعد والتدوير ومحاسبة المخطئ وفق قرارات صارمة وسريعة دون الخضوع أو الالتفات للضغوط مهما كانت ونتمنى بوجود كالوزير الحجرف في ديوان الخدمة المدنية ووزارة الشؤون والتجارة والصحة والأوقاف وجميع الوزارات والقطاعات الحكومية.
ولا يسعني في الختام إلا أن أقول عساك عالقوة يا وزير التربية والكل يشيد بإنجازاتك وندعو الله أن يعينك ويسدد على الخير خطاك.
[email protected]
@nasser_p7