الكويت ليست الوكيل الحصري للزحمة في العالم، فالزحمة عالميا تفرض هيبتها في كل مكان، في اليابان، والولايات المتحدة، وبريطانيا وغيرها . صحيح ان طوكيو يقطنها وحدها 13 مليون بني آدم، ولندن يدب على شوارعها كل صباح 7.5 ملايين مخلوق، وهو تقريبا رقم عدد سكان نيويورك، بينما الكويت من «عبدليها» إلى «وفرتها» ومن «سالميها» الى «سالميتها» تحتوي فقط 3.5 ملايين، لكن أهم شيء الأخلاق.
نحن كمواطنين لا نتعرض على الزحمة كواقع عالمي تفرضه ظروف ازدياد السكان وتغير وسائل النقل من الحصان في اسطبل إلى 180 حصانا في ماكينة، وتبدل الطبائع المواصلاتية من «يا حادي العيس عرج كي اودعهم» الى «اصفط يمين، خلنا ندردش شوي»، كل هذا مفهوم ولكن غير المفهوم وغير المتداول في بورصات الزحمات العالمية هو تصارع وزاراتنا في إلقاء اللوم على بعضها البعض لإخلاء مسؤوليتها تجاه الزحمة وكأننا هنا نتعامل مع حكومتين لا حكومة واحدة. وزارة الداخلية «تقطها براس» وزارة الأشغال، ووزارة الأشغال «تقط» تصريحات الداخلية ورا ظهرها و«تطنشها آخر طناش» والشي الوحيد الذي اتفقا عليه هو «قطنا على صخر» مع بداية كل عام دراسي.
جهود الأشغال والداخلية مشكورة ولكن ظروف تجديد البنية التحتية تحتاج تعاونا اكثر يخطط لطرق بديلة واتجاهات مبتكرة سريعة البديهة ودراسات يومية تحدد مسارات الضغط المروري الأعلى والأدنى لمحاولة مداراة واتقاء شر هذا الثعبان المروري الطويل لكى لا يلدغ عقارب ساعات يومنا ويميتها عند محاولتنا الحياتية للوصول إلى مدارس أطفالنا ومقار أعمالنا ومواعيدنا.
يا وزارتي الأشغال والداخلية نحن كمواطنين «نعين ونعاون» ولكننا مع الأسف لا نستطيع الدوام في بلاد خلق الله المجاورة بحجة ان البلد «تحت التشطيب» وعندنا عمال تنمية يشتغلون، ولا نقدر على التبصيم خارج حدود الكويت وأولادنا قدر الله عليهم وصاروا يدرسون هنا لا في مدارس الرياض ولا في مدارس الدوحة ولا في مدارس الواق واق.. فشوفوا لكم صرفة وتعاونوا الله يرحم والديكم.
وأتقول مقالي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
@bin_7egri