عالم الاثرياء.. عالم غامض بالنسبة للكثيرين، وهناك العديد من الاسرار التي نجهلها عنهم، فمؤخرا زادت قيمة ثرواتهم وبالطبع ساهم في ذلك ارتفاع سوق الأسهم لدعم هذه الزيادة، حيث إن العديد منهم إما أسس شركات مدرجة في السوق بالفعل، أو يمتلك حصصا كبيرة في العديد من الشركات مثل «وارين بافيت» الذي تمتلك «بيركشاير هاثاوي» التي يديرها أسهما في شركات صناعة الآيس كريم، مرورا بصناعات متعددة وصولا إلى شركات السكك الحديدية. ويميل هؤلاء الأثرياء إلى وضع خطط استثمارية واضحة - كما تشير الدراسات - بدلا من الاعتماد على المضاربات التي إن نجحت مرة أو مرتين، فإن دوامها غير مؤكد. وهذا يتطلب بالضرورة رؤية واضحة، وفكرا يتجاوز ما يراه الكثيرون من أهداف محدودة، وتطلعات لا تتخطى سقفا بعينه، ويساهم في ذلك نوعية الدراسة وجودتها، والتي تتبلور لاحقا في رؤيته لأطر الاستثمار. وفي هذا الصدد عدد موقع «ماركت ووتش» بعض الحقائق الخاصة بالأثرياء، التي استقاها من أبحاث لمواقع أو مجلات شهيرة، لبيان ما لا يريد الأثرياء معرفته عنهم.
1 - 1426 مليارديراً.. فقط
ارتفعت نسبة أثرياء العالم في عام 2013 إلى 1426 مليارديرا، بعد إضافة 200 ثري جديد إلى قائمة «فوربس» عن العام المنصرم، وذلك بعد انضمام رجال أعمال صغار السن على غرار «مارك زوكربرج» مؤسس موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، ما ساهم في تسجيل صافي ثرواتهم مستوى قياسيا جديدا، حيث بلغ إجمالي قيمة تلك الثروات 5.4 تريليونات دولار بزيادة 17% عن العام السابق، وهي لا تشمل ثروات الملوك ورؤساء الدول.
وتحظى أميركا بنصيب الأسد من تلك الثروات، بمتوسط بلغ 10.8 مليارات دولار للملياردير الواحد بالولايات المتحدة، بعد أن سجل 9.1 مليارات دولار العام الماضي، وعزا مراقبون ارتفاع نسبة الأثرياء وإجمالي ثرواتهم في أميركا إلى ارتفاع قيمة العقارات في الولايات المتحدة، والتي تمثل النسبة الأعلى من ثروات أثرياء أميركا، والذي صاحبه أيضا انخفاض التضخم ومعدلات فائدة الاقتراض.
2 - مليون دولار.. مازلت فقيراً
يؤكد خبراء الاقتصاد أن مبلغ المليون دولار لم يعد يعتبر ثروة، وذلك نظرا لأن متوسط أسعار المنازل في «مانهاتن» غالبا ما يتخطى هذا الحاجز، كما أن رقم 10 ملايين دولار قد أصبح الحد الأدنى للثروات، ولا سيما في عصر أصبح الأثرياء فيه يحرصون على اقتناء طائرات هيليكوبتر يبلغ سعر الواحدة منها 7 ملايين دولار، أو سيارات «بوجاتي» الرياضية الفاخرة، والتي يبلغ سعر الواحدة منها 2.4 مليون دولار، هذا فضلا عن المنازل الفاخرة في جزر المحيط الهادي والكاريبي، والتي يصل سعر بعضها إلى 20 مليون دولار.
3 - 138 مليارديرة
ارتفعت نسبة السيدات بين قائمة «فوربس» لأثرياء العالم، والتي ضمت هذا العام 138 مليارديرة، من إجمالي 1426، مقارنة بالعام الماضي الذي سجل 104 ثريات فقط، وهو ما يعني أن 10% فقط من أثرياء العالم من السيدات، فضلا عن مناصب الرؤساء التنفيذيين حول العالم، والتي تشغل السيدات 4% منها، بواقع 1000 شركة، والجدير بالذكر أن أكثر سيدات العالم ثراء هي «ليليان بيتنكور»، التي تبلغ من العمر 91 عاما، وتقدر ثروتها بـ 30 مليار دولار، والتي ورثتها عن والدها مؤسس شركة «لوريل» الفرنسية لمستحضرات التجميل.
4 - ثروات بالمجهود
أغلب أثرياء الولايات المتحدة الأميركية حصلوا على مستوى رفيع من التعليم، وفقا لدراسات حديثة أجريت بهذا الصدد، ونشرتها صحيفة «intelligence»، وهو ما يفسر حقيقة أن معظم الأثرياء يشغلون مناصب رفيعة، فمعظمهم إما مدراء تنفيذيون أو أعضاء بمجلس الشيوخ أو قضاة، كما كشفت الدراسات أن الغالبية العظمى من مليارديرات العالم تعود جذورهم إلى أسر من طبقة اجتماعية فوق المتوسطة، وهو ما يعني أنهم كونوا ثرواتهم باجتهادهم الشخصي، وليس اعتمادا على ثروات مورثة، غير أن الأبحاث - التي نشرتها الصحيفة الأميركية المتخصصة في نشر الدراسات والأبحاث المتعلقة بأثرياء ومبدعي العالم - أيدت نظرية منسوبة إلى الكاتب الأميركي الشاب «بن ميزريتش»، مؤلف أكثر الكتب مبيعا عن الأثرياء، والتي تشير إلى أنه من الضروري أن تكون مليونيرا حتى تصبح مليارديرا.
5 - مقتنيات فاخرة
ينفق أثرياء العالم مبالغ طائلة على مقتنيات فاخرة يحرصون على امتلاكها، ففي عام 2010 اشترى الملياردير الروسي «رومان أبراموفيتش» يخت «اكليبس» بمليار دولار.
وفي 2009 اشترى الوليد بن طلال طائرة «ايرباص» بلغ سعرها 400 مليون دولار.
وفي 2006 اشترى رجل الأعمال المكسيكي «ديفيد مارتينيز» لوحة فنية بتوقيع الرسام «جاكسون بولوك» بلغ سعرها 140 مليون دولار، وفي 2012 اشترى رجل الأعمال الأميركي« ستان كرونكي» مزرعة في «مونتانا» مقابل 132 مليون دولار.
فيما اشترت الإعلامية الأميركية الشهيرة «أوبرا وينفري»، والتي تقدر ثروتها بنحو 2.9 مليار دولار، حقيبة يد «توم فورد» بـ 38 ألف دولار.
6 - الطلاق عملة نادرة
أثبتت الدراسات أن حالات الطلاق نادرة جدا بين أوساط الأثرياء، إذ لا تتخطى نسبتها 8% من إجمالي الأثرياء المتزوجين، وذلك وفقا لبحث نشره موقع «wealth-x» المعني بالأثرياء حول العالم، وهو ما يعتبر نسبة ضئيلة جدا مقارنة بارتفاع حالات الطلاق في الولايات المتحدة، والتي تتراوح بين 40% و50%، وذلك نظرا لارتفاع تكاليف الطلاق بين الأثرياء.
7 - كيف تصبح مليارديراً؟
لا يعتمد الأثرياء في تكوين ثرواتهم على التداول في سوق الأسهم، وفقا لما أكده «مارتن فريدسون» مؤلف كتاب «كيف تصبح مليارديرا: استراتيجيات ثابتة في عالم عمالقة الثروات»، والذي أشار في كتابه الى أن ثبات مؤشرات التداول على نسبة 1% على مدار 20 عاما يعتبر إنجازا بكل المقاييس، وهو ما يعني أنه ينبغي التداول بمبلغ 65 مليون دولار للحصول على مليار دولار في عشرين عاما.
8 - لا ضرائب
نشرت «wealth-x» المهتمة بالثروات وكيفية تكوينها دراسة تؤكد أن المتهمين في معظم قضايا التهرب الضريبي هم من الأثرياء وأصحاب الثروات الطائلة.
9 - قضايا بالمليارات
تتسبب الثروات - في معظم الأحيان - في وقوع نزاعات عائلية لأصحابها، وتعتبر المليارديرة الأكثر ثراء في روسيا «جينا راينهارت» نموذجا حيا على ذلك، حيث تقدر ثروتها بحوالي 19 مليار دولار، وهي ملاحقة أمام القضاء من قبل اثنين من أولادها الأربعة، واللذين يطالبان بمغادرتها المكتب الإداري للصندوق العائلي الذي يتولى إدارة ثروتها، غير أنها تحاول وضع حد لتلك الخلافات، وهو ما دفعها للتصريح بأنها على استعداد لتعيين أمين ثان على الصندوق.
كما ينظر القضاء الأميركي دعوى رفعها خبير النفط المليونير الأميركي «تي بون بيكنز» ضد ابنه يتهمه خلالها بالتشهير وانتهاك الخصوصية، على خلفية قيام الابن بنشر بعض الأسرار العائلية على أحد المنتديات.
10 - أعمال الخير
أثبتت دراسات أن أثرياء العالم يتجهون في الوقت الراهن إلى التبرع بنسب ضخمة من ثرواتهم للأعمال الخيرية أو كتابة وصية لتوريث تلك الثروات إلى الجمعيات الخيرية والمنظمات الاجتماعية، إذ قام 30 مليارديرا حول العالم بتوقيع وصية توجب توزيع ثرواتهم بعد وفاتهم لتلك الأغراض، وذلك في إطار مبادرة كانت قد أطلقت عام 2009 لتحفيز الأثرياء على أن يكون لهم دور فعال في مكافحة الفقر والمرض حول العالم «تعهد وارين بافيت من خلال تلك الفكرة بالتبرع بحوالي 99% من ثروته»، فيما يسلك بعض الأثرياء هذا المسار لمساعدة أبنائهم على تحقيق ذاتهم دون الاعتماد كليا على ثرواتهم المورثة.